الحمد لله على نعمه ظاهرها وباطنها التي حبانا بها وخصنا منها بالكثير دونًا عن العالمين ومنها الأمن والأمان والاستقرار ورغد العيش. ومن نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى أن أنعم الله علينا بنساء يحببنَّ الله و رسوله صلى الله عليه وسلم . فعندما نشاهد تتبعهن لكل ما يقربهن إلى الله من الفرائض والسنن والخلق الرفيع والمحافظة على القيم الإسلامية الصحيحة التي ما تزيد من يقصدها إلا عزة ورفعة في الدارين. وما شدني للحديث عن هذا الجانب هو ما سمعته في أحد المجالس لوقفات نبيلة وإنسانية لعدد من النساء مع بنات جنسهن المحرومات لأي سبب من الأسباب ,كما أن تبرعاتهن كانت فعلا سخية وعلى سبيل المثال أن أحدهن تبرعت بنصيبها من حافز رغم حاجتها إليه وغيرها من الأمثلة . فعلا... هزت مشاعري تلك المواقف وبعثت في نفسي الأمل والفرح والسرور بأن مجتمعنا ما زال بخير لأن مثل تلك الأيادي البيضاء لا تدفع الشر عن صاحبها فحسب بل قد تدفع الشر عن مجتمع برمته وسببا في حفظه من مصائب كبيرة . النساء الصالحات كلهن بركة قولهن وعملهن ومالهن وتجدهن يسمعنَّ القول فيتبعنَّ أحسنه , وعندما يشاهدنَّ التلفزيون أو يلجن َّ عالم النت أو يقرأن الكتب أو الصحف أو المجلات فمقصدهنَّ تأصيل الخير في أنفسهن ولا ينطلي عليهن الخزعبلات والخداع والتلاعبات والشكليات الشيطانية التي لا يكاد يخلو منها أيًا من تلك المصادر التثقيفية المعاصرة . بل يمقتنها ويتجنبنَّ الوقوع فيها بل ويحذرنَّ منها ، فالمقاصد السامية لا تتعثر مطاياها مهما كانت المسالك وعرة ، ويدركن َّ تماما أن المقاصد السيئة تكون مطياتها عرجاء معلولة ولا تلبث أن تتعثر مهما مُهدت مسالكها . خلاصة القول الله... الله... يا معشر الرجال أن تكونوا أربابا صالحين وداعمين لتلك القلوب وشجعوها على البذل فوالله وبالله أنها تقيكم مصارع السوء من حيث لا تعلمون وما نقص مال من صدقة فضلا على إنها تُصلح ما لحق بالفرد من تقصير وكلنا مقصرين في كثير من واجباتنا . ختاما سأتطرق لمثال بسيط وهي قصة وردت على لسان أحد أصدقائي الأعزاء بينما كنا نتحدث عن حب النساء للخير ، فتطرق لموقف كان مع زوجته حين قال :ساءني كثرة تبذيرها في شراء الفساتين والملابس بشكل خشيت عليَّ وعليها من الله فجلست مع نفسي أفكر كيف أحول هذه السيئة إلى حسنة ، فجلست معها وذكرت لها أسرا لديهم ظروف وبدأت أسرد لها فعلا قصصا واقعية ومؤثرة وبعد ذلك طلبت منها تقليص إنفاقها والتبرع بقيمتها لهم وقد ذهلت فعلا بأنها تحولت إلى سيل من العطاء حتى صرت أحسدها على تفوقها علي َّ في سبيل الإنفاق على الخير لدرجة صرت أشفق عليها عندما تؤثر الآخرين عليها لأقول لها اقتصدي فلنفسك حق ! نعم هذا هو ...المجتمع المسلم , هذا هو ... ديدن أحباء الله وخاصته الذين يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة , اللهم أصلحنا وأصلح أزواجنا وذريتنا وجميع المسلمين واجعلنا كما تحب أن نكون وشهركم مبارك .