تختلف مقاييس الجمال لدى البشر نتيجة اختلافات عدة تجعل لكل وجهة نظر خاصة به ،فما يراه البعض جمالا ..يراه آخرون قبحا وهكذا. والمرأة بما وهبها الله من قابلية أولا لدى الرجل وبما تمتلك من مقومات تجعل الآخر يبحث عنها حتى يجد مبتغاه. والموضوع هنا لا يختص بمقومات جمال المرأة بل بما أطلت به الحياة المعاصرة من أدوات ومواد تجميل لاتكاد تعد ولا تحصى سواء على مستوى الأنواع أو الاختصاصات والاستخدامات. في كثير من المناسبات تعكف النساء لدى الكوافيرات الساعات الطوال لتطل علينا البعض بصورة (في نظري) مفزعة .فلا أدري أي جمال ابتدعته هذه الكوافيرة أو تلك . فالوجوه ملطخة بألوان شتى من الأصباغ ،وبكثافة عالية تجعل من الوجه ميدانا للتشققات (وتذكرت أسلوب الدهانين في السمكرة) وميدانا آخر لتنازع الألوان والتقسيمات عبر لوحات من تناقض التنسيقات والتدرجات. مع اليقين بعدم وجود متخصصات في المكياج على مستوى عال ،إلا أن الوضع أصبح مألوفا لدى النساء وبالنسبة للرجل هو شر لابد من فعله رغما عن أنفه ،بالرغم من أن الغالبية لا يرى فيه جمالا على الإطلاق(بالصورة الحالية لدينا) المرأة بطبيعتها في عين الرجل جميلة وفاتنة وإن احتاجت إلى شيء من الإضافات الفنية الراقية لتزداد جمالا وتألقا فهذا يزيد من أسهمها في عين الرجل . امرأة من النساء المنصفات تحدثت عن الأمر واصفة إياه بأنه شيء من عمل المهرجين أو الحفلات التنكرية .ولا أزيد وصفا على ما قالت تلك المرأة(وفقها الله). الكل يريد المرأة أن تكون جميلة في كل شيء (أخلاقها ومظهرها ومخبرها)لأن ذلك بالنسبة للرجل حلم وأمنية. ذلك يتحقق فقط إذا أخذت المرأة الأمور بشيء من البساطة والفن والذوق وحسن الاختيار. وفق الله الجميع لكل خير