نحن والوعي شرع الله لنا أكمل الأديان ، وبعث فينا أكمل إنسان ، وأسكننا أكمل الأوطان فكأننا والكمال لله نخوض في خضم ينزع للكمال ، ويشرئب تلقاء التنزيه ويفرد شطيه على شاسع بون ٍ من النقاء لم يصل إليه ، ولم يسبر غوره إلا القائل (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ومن هنا وعلى مدار سنين قضت ، وحوادث اضمحلت ، اختزنت ذاكرتي العديد من الصور المرفوضة واستقرت في بؤره وجداني مظاهر ممجوجة ، لم يكن مصدرها ضعف وازع ديني ، فكلنا في هذا البلد قد رضعنا التوحيد من أثداء مجتمع طاهر العقيدة سليم الفطرة ، ولم يكن الجهل عامل تحفيز لما نعانيه فالعالم يشهد أننا من أقل شعوب العالم أمية ، ولقد أنهك روحي التفكير ، وأعيا نفسي التأويل وأنا أستعرض في ساعة صفاء عددا ً من المشاهد التي تقافزت على مسرح ذكرياتي فلم أجد لنشوئها سببا ً ولا لتكرارها علة غير الوعي الذي يقتضي العلم والعمل , ذلك السمو الذي نفتقده ، والعلو الذي لم نصل إليه تبعا ً لتراكمات أعملت فينا معاولها ، وجلبت علينا برفشها صنوفا ً من مساوئ الأخلاق ومذموم الصفات أستميحكم العذر في سرد بعضها على مدار حلقات والحادية عشرةالآن... 11- ظاهرة تصديق كل ما يقال : وهذا أمر معيب سببه قلة الوعي ، فليس هناك من يؤخذ كلامه ولا يرد إلا سيد البشر بعد كلام الله عز وجل ، أما الباقون فهم يزيدون وينقصون ، ولذا كفى بالمرء قبحا ً أن يحدث بكل ما سمع من أمور الحياة مصدقا ً ومن ذلك : ما قام به أحد الموظفين بإحدى المستشفيات حيث جاء إليه مريض يدعي أن ممرضا ً يقوم بالتحرش به وفعل فاحشة اللواط عدة مرات مقابل حبة حلوى أو سيجارة فلما ضاق به ذرعا ً لاذ بذلك الموظف المسؤول مستنجدا ً ، ولم يكتف بذلك بل أحضر أحد المنومين معه للشهادة ، فرفع ذلك الموظف المسؤول أمر زميله الممرض الضحية إلى إدارة المستشفى ومنها إلى الشرطة ثم المحكمة واتضح من حيثيات القضية بطلان الدعوة المرفوعة من قبل المسؤول بدون تثبيت وهذه البراءة جاءت لإصابة المريض بمرض انفصام الشخصية وعدم الأهلية ، وبعد ثبوت براءة الضحية رفع بدوره دعوى قذف وتشهير ضد زميله المسؤول فحكم عليه القاضي بالسجن والجلد وذلك لعدم وعيه بضرورة الوعي والتروي والتثبت مما يقال 0 .وإلى ظاهرة أخرى يغيب عنها الوعي الذي نحن بصدده وتكون مدار موضوعي القادم ،،،،، أترككم بحفظ الله تعالى.