بسم الله الرحمن الرحيم نحن والوعي شرع الله لنا أكمل الأديان ، وبعث فينا أكمل إنسان ، وأسكننا أكمل الأوطان فكأننا والكمال لله نخوض في خضم ينزع للكمال ، ويشرئب تلقاء التنزيه ويفرد شطيه على شاسع بون ٍ من النقاء لم يصل إليه ، ولم يسبر غوره إلا القائل (إنما بعثت لأتمم مكاeرم الأخلاق ) ومن هنا وعلى مدار سنين قضت ، وحوادث اضمحلت ، اختزنت ذاكرتي العديد من الصور المرفوضة واستقرت في بؤره وجداني مظاهر ممجوجة ، لم يكن مصدرها ضعف وازع ديني ، فكلنا في هذا البلد قد رضعنا التوحيد من أثداء مجتمع طاهر العقيدة سليم الفطرة ، ولم يكن الجهل عامل تحفيز لما نعانيه فالعالم يشهد أننا من أقل شعوب العالم أمية ، ولقد أنهك روحي التفكير ، وأعيا نفسي التأويل وأنا أستعرض في ساعة صفاء عددا ً من المشاهد التي تقافزت على مسرح ذكرياتي فلم أجد لنشوئها سببا ً ولا لتكرارها علة غير الوعي الذي يقتضي العلم والعمل , ذلك السمو الذي نفتقده ، والعلو الذي لم نصل إليه تبعا ً لتراكمات أعملت فينا معاولها ، وجلبت علينا برفشها صنوفا ً من مساوئ الأخلاق ومذموم الصفات أستميحكم العذر في سرد بعضها على مدار حلقات وثالثها الآن .....((ظاهرة 3- العبث بأموال الدولة - وهنا عجبت لمنظرين عايشتهما منذ فترة ولا أزال أحياهما بصور متعددة ، وبأنماط متجددة ، فلأول منهما : اجتمعت في صبيحة يوم جميل مع أحد الزملاء من جنسية عربية مجاورة ، وخرجنا لمقر عملنا وسط تعليقات ساخرة ، ونكت متبادلة ، وفجأة استوقفتنا معدات تابعة للبلدية تتقدمها الجرافات وهي تجر إطاراتها عابرة الطريق العام لتعمل غرافاتها وأرتالها في أرض تجاور الطريق رافعة لافتة تحمل عبارة : مشروع إنشاء حديقة ، فاستبشرنا خيرا ً ، ومضى بنا الزمن ، وسمعنا أن هذا المشروع قد كلف البلدية مئات الآلاف من الريالات ، واستحضرت ما رأيت من صور إنشاء متمثلة في رصف مجموعة من الحجار كنت في مرحلة الصبا أرصف مع أبي أضعافها وبدون مقابل مادي لسهولة وبداءة هكذا عمل ، ودار الزمن ، وحال الحول ، فإذا بالمعدات ذاتها تتجه صوب تلك الحديقة المعقرة ناقضة ماسبق بناؤه ، وهادمة ما سلف إنشاؤة في صورة يحتار العقل أمامها ، تنم عن سوء تصرف ، وتخطيط يثقل كاهل الدولة ثم الوعي ، وغياب المسؤولية ، والضمائر الحية 0 والثاني: تلك السيارات الفارهة التي تحمل شعارات الوزارات والمؤسسات الحكومية المختلفة والتي يقودها الأجانب ، والمواطنون خارج أوقات الدوام برغم التعليمات والأوامر التي لا تزال حبرا ً لم يجف على ورق لم يقرأ ، فهذا عامل بنقالي وذاك هندي وغيرهما من الجنسيات يحمل أبناء جلدته ويتجول بهم في مركبة حكومية صباح مساء ، بدون رادع ، وذلك الموظف يبيع سيارته الخاصة ويقتني سيارة المصلحة التابع ينقل فيها أشياءه ومستلزماته دون اعتبار لحرمة ذلك،وبأمان من متابعة مسؤول أعطى نفسه حق توزيع وتبديد مقتنيات الدولة شذر مذر ، فمتى سيصحو الضمير ؟ ومتى سنعرف أن ذلك العمل جريمة ترتكب بحق الوطن ؟؟ ....وإلى ظاهرة أخرى يغيب عنها الوعي الذي نحن بصدده وتكون مدار موضوعي القادم ،،،،، أترككم بحفظ الله تعالى.