شرع الله لنا أكمل الأديان ، وبعث فينا أكمل إنسان ، وأسكننا أكمل الأوطان فكأننا والكمال لله نخوض في خضم ينزع للكمال ، ويشرئب تلقاء التنزيه ويفرد شطيه على شاسع بون ٍ من النقاء لم يصل إليه ، ولم يسبر غوره إلا القائل (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ومن هنا وعلى مدار سنين قضت ، وحوادث اضمحلت ، اختزنت ذاكرتي العديد من الصور المرفوضة واستقرت في بؤره وجداني مظاهر ممجوجة ، لم يكن مصدرها ضعف وازع ديني ، فكلنا في هذا البلد قد رضعنا التوحيد من أثداء مجتمع طاهر العقيدة سليم الفطرة ، ولم يكن الجهل عامل تحفيز لما نعانيه فالعالم يشهد أننا من أقل شعوب العالم أمية ، ولقد أنهك روحي التفكير ، وأعيا نفسي التأويل وأنا أستعرض في ساعة صفاء عددا ً من المشاهد التي تقافزت على مسرح ذكرياتي فلم أجد لنشوئها سببا ً ولا لتكرارها علة غير الوعي الذي يقتضي العلم والعمل , ذلك السمو الذي نفتقده ، والعلو الذي لم نصل إليه تبعا ً لتراكمات أعملت فينا معاولها ، وجلبت علينا برفشها صنوفا ً من مساوئ الأخلاق ومذموم الصفات أستميحكم العذر في سرد بعضها على مدار حلقات وارابعةعشرالآن .....((ظاهرة 14 -المزح فيما يلزم الوفاء به - : وذلك لعدم الوعي وإدراك عاقبة الفعل ومن ذلك أن أحد الموظفين بدائرة ما ، كان يتباهى بقوة يده أمام زملائه ويردد : أيكم يشتري هذه ( ويشير إلى يده ) ، وذات يوم قال أحد عمال النظافة : أنا أشتريها ، فبكم تبيعها ؟ فرد المتباهي : بخمسين ألف ريال فقال عامل النظافة : قبلت ، واشتريت وهذا العربون (ودفع إليه ورقة خمسة ريالات ) ، وأشهد الحاضرين على البيع والشراء ، وبعد مرور يومين من العمل ، فاجأ عامل النظافة صاحب اليد بطلب الحصول على اليد ، فتمنع البائع ورفض ظنا ً منه بعدم الجد واستحالة الوفاء ، فما كان من عامل النظافة إلا اللجوء للقاضي مصطحبا ً الأدلة الثبوتيه من شهود الحال ، وتوارد الأقوال فصادق القاضي على ضرورة استدعاء المتباهي (صاحب اليد) وبعد سماع الدعوة والإجابة أصدر القاضي حكمة بضرورة الوفاء أو الفداء ومقداره سبعين ألف ريال، وبعد الوساطة وافق عامل النظافة على الحكم وأقر البائع بالحكم والفدية وتكبد الخسائر ، بسبب قلة الوعي فليعرف الجميع ماله وما عليه قبل أن يقع ضحية. وإلى ظاهرة أخرى يغيب عنها الوعي الذي نحن بصدده وتكون مدار موضوعي القادم ،،،،، أترككم بحفظ الله تعالى.