اعتماد الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب لمشروع حملة(الاحترام) التي ستنطلق الموسم المقبل خطوة جيدة ذات بعد حضاري تهدف على المدى المنظور إلى بلورة فكر رياضي عند معدلات مقبولة لانه من الصعوبة الجزم بوجود مجتمع رياضي مثالي خال من التعصب والاحتقان. و حملة (الاحترام) الهادفة إلى غرس وتنمية مبدأ (الكورة لاتعني الكورة) في البيئة الرياضية كمسئولية أخلاقية جماعية كما ورد في إعلان إشهارها تستهدف الوسط الرياضي من لاعبين ومدربين وإدارات أندية وجمهور وإعلام رياضي وعلى جميع المستويات مما يعني ان الأهداف واضحة وستسهل عملية قياس الأثر. والموسم المقبل مؤشر بداية اختبار حملة (الاحترام) المنشود ويمكن القول إنها معادلة الاحترام مقابل الاحترام من الجميع على أساس العدل الذي يوفر بيئة صحية آمنة ومريحة ولا يمكن أن يتحقق ذلك بمجرد حملة إعلامية ولابد أن يصاحب الكلام عمل ملموس على أرض الواقع لجعل (الاحترام) جاذبا و يستحق الاحترام. ويمكن النظر لهذه الحملة التي تشمل كل من له علاقة بالوسط الرياضي من عاملين وجماهير على أنها بمثابة صفقة رابحة من حيث المفهوم الحضاري للتعامل بين طرفين إذا التزما بها وإذا أخل أي منهما بالاحترام أربك أهداف (الاحترام) وأضعف أثر وهدف الحملة الرئيسي. الطرف الأول: هو الذي يملك معظم أوراق التأثير وإنجاح الحملة لأنه صانع القرارات والأنظمة ومنفذها و(الإحصائيات المثيرة للجدل) أيضا وهذا الطرف المهم هو الاتحاد السعودي لكرة القدم بلجانه المتعددة بالإضافة إلى الإعلام كلاعب مهم. والطرف الثاني: الأندية والجماهير الرياضية التي تريد عدالة نظامية وقانونية في الملعب وعند اللجان ومبدأ تكافؤ الفرص في الإعلام المرئي والمقروء دون بخس حق ناد على حساب ناد آخر وهذا كفيل بتحقيق مبدأ الرضى في الوسط الرياضي لزوال (المنغصات) التي تثير ردود الأفعال المتشنجة. والملاحظ في الطرح الدارج في إعلامنا الرياضي مع عدم إغفال طبيعة البيئة الرياضية السائدة وتأثيره وتأثره بها كصانع وناقل للأحداث أن بعضا منه يدار بعقلية (مشجعين) لا مسئولين والبعض منهم يتجاوز ذلك إلى (التفحيط) والإضرار والإساءة للأندية الأخرى، وسلوك من هذا النوع ساهم في تغذية التعصب والكراهية الظاهرة في مجتمعنا الرياضي. ولا أبالغ إن قلت إن التعصب بمساهمة بعض أصحاب الكراسي والمنابر تجاوز حدود الإزعاج وصولا إلى تغدية الشعور بالكراهية وخلق أجواء من الاحتقان نتيجة خلل في تنفيذ الأنظمة والقوانين من القائمين عليها أدى إلى إثارة مسئولي الأندية وانسحب على الجماهير بالإضافة إلى التأجيج الإعلامي الذي بعضه (يغني على ليلاه). يبقى القول: إن حملة (الاحترام) بالتأكيد تدخل ضمن أدوات التعامل الحضاري مع الظواهر الاجتماعية الرياضية وستلين وتقرب خطوط ومسافات التلاقي بين (الفرقاء) من أهل الرياضية الذين ينتظر تفاعلهم بكافة مستوياتهم ومنابرهم. و متى ما أجمع الجميع على احترام أعمالهم وأقوالهم وأنفسهم أيضا يمكن القول إن الحملة ستمضي إلى أهدافها ولابد أن يكون لها تأثير إيجابي وأي خلل في المنظومة المستهدفة من الحملة يعني أن هناك جهدا ضائعا. و الحملة المؤمل في نجاحها بتكاتف وتعاون الجميع بجدية تحتاج إلى فترة زمنية للتعامل مع جذور التعصب الرياضي وليس قشوره في البيئة الرياضية السعودية حتى لو تطلب الأمر خلعها من كراسيها ومنابرها لدواعي المصلحة العامة لأن الاستئصال في بعض الأمراض هو الحل وليس التطبيب. وتبقى إشارة أن الكورة بالفعل لاتعني الكورة وإنما تعني التنافس الهادف إلى الدفع الإيجابي واحترام قوانين اللعبة وتطبيق أنضمتها بمهارة ودقة عالية على الجميع وهي أيضا رسالة للتقارب والتلاقي والتعارف ومكينة إعلام دعائية متنقلة والبرازيل عرفت من خلال كرة القدم وهذا يكفي لمعرفة جاذبيتها وأهميتها وأنها ليست مجرد كورة تتقاذفها الأقدام والرؤوس.