قد يتبادر للذهن من ينتسب الى الإعلام الرياضي السعودي أن الصحفي أو الإعلامي يجب أن يصب اهتمامه أولا وأخيرا في مجال كرة القدم كي يكون صحفيا ناجحا ومشهورا، والكتابة فقط عن الهلال أو النصر أو الاتحاد ومهاجمتهم من أجل كسب الأضواء خاصة مع ميل القنوات الفضائية الرياضية الخليجية ومنها المحلية في الغالب لاستضافة الإعلاميين ذوي الأصوات العالية وموهوبي الصراخ والسباب والتعصب كي تكون الاثارة حاضرة على حساب فقدان ذلك المنتسب للإعلام لثقله ووزنه وشخصيته أمام المشاهدين وكبار الرياضيين. الصحفي الشامل شبه مفقود في صحافتنا إلا ما ندر لأنه عندما يتقدم أحد للعمل في المجال الصحفي الرياضي يغيب عنه الموجه والمرشد داخل الصحيفة أن عليه عند الذهاب الى النادي أن يعلم بوجود فرق غير كرة القدم، حيث هناك فرق تتدرب كرة الطائرة والسلة واليد وكرة الطاولة والمضرب والسباحة وألعاب القوى ورفع الأثقال وكمال الأجسام وألعاب أخرى، ما يعني أن على الصحفي جلب الأخبار العامة عن النادي وليس كرة القدم فقط. مع الأسف فقد دمر الكثيرون الألعاب المختلفة من خلال التركيز على كرة القدم واستقطاب المواهب الكتابية للكتابة عن لعبة واحدة ما أفقد الإعلام الرياضي السعودي ثقافة الألعاب الأخرى فتجد المنتسب للصحافة الرياضية مع قدم سنواته في مجال الإعلام الرياضي جاهلا بقوانين كرة اليد والطائرة والسلة وغيرها ما يجعله في وضع حرج عندما يتواجد في مجلس أو حديث مع مهتمين بتلك الألعاب، تلك الثقافة التي كان بامكانه أن يطورها لو أنه حاول الكتابة عن العاب يحاول الكثيرون طمسها على حساب كرة القدم. من المضحك أن يتواجد صحفيون ذوي ميول لفرق كبيرة في مباريات نهائية للألعاب المختلفة دون معرفتهم بقانون واحد من قوانين اللعبة التي يشاهدونها فقط يستمتعون بالتصفيق مع الجمهور الذي هو أفضل منهم ثقافة وفي النهاية يكتبون ويمجدون يفرقهم وانتصارهم الذي يجهلون كيف تحقق! تثقيف الصحفي الرياضي يبدأ من خلال المؤسسة الإعلامية التي ينتمي اليها عبر اجبار الصحفي على جلب الأخبار المتفرقة عن الأندية في جميع الألعاب. أما أن نحكر العمل الصحفي في لعبة واحدة فهذا قمة السير الى الخلف ومنبع لايجاد التعصب في نفس الإعلامي كما هو الحاصل لدى الكثير من المنتسبين لمجال الإعلام الرياضي حاليا. نتمنى أن نصل في يوم من الأيام الى مرحلة تواجد أكثر من صحفي شامل في أغلب الأقسام الرياضية في صحفنا المحلية خاصة مع التطور الذي تشهده الألعاب المختلفة ووصولها الى العالمية وتحقيق الذهب في أغلب البطولات الخارجية الأمر الذي يحتم علينا توجيه الاهتمام بها أكثر وأكثر لرفع ثقافة الحوار الرياضي مع الجمهور والميل بهم الى ألعاب أخرى فرضت وجودها على ساحة الرياضة السعودية.