العمل في الأندية عمل تكاملي، أو هكذا يجب أن يكون أما مسألة أن يقتصر هذا العمل على لعبة بعينها ويتجاهل بقية الألعاب ففي مثل هذا الأسلوب غلطة قد لا يغفر التاريخ لأصحابها. اتفقنا على أن الأولوية دائماً تميل لكرة القدم لكن هذا الميل لا يمكن له أن يلغي الحق المشروع لتلك الألعاب التي تعيش على \"الفتات\" وكلما حاولت النهوض وبلوغ الغايات وجدت الطريق إليها شائكاً ومعقداً ومليئاً بالأشواك والسبب ليس في حجم تواضعها وإنما السبب كل السبب نراه دائماً في السلبية الإدارية التي تحضر مع هذه الألعاب في حين تتبدل بلون آخر وطيف آخر عندما يتعلق الأمر بكرة القدم ومن يمثلها. مقدمة أسوقها في خضم حضور \"المشهد\" الذي مللناه ونحن نتابع الطائرة واليد مع كرة السلة وكأنها ألعاب لا تستحق الرعاية ولا تستحق كذلك الاهتمام. لماذا لا نعطي الحق المشروع لهذه الألعاب لكي تنهض من سباتها ولماذا دائماً لا نفكر في أي محاولة تستهدف الارتقاء بها؟ أسأل مع أنني واثق بأن عيون القارئ والمسؤول لن تصل إلى مثل هكذا سؤال كون الإغراء في الكلمات المكتوبة على وسائل الإعلام يجب أن يبدأ بكرة القدم وينتهي بنجومها ما عدا ذلك فالبقية أعني بقية الألعاب ستبقى دوماً على الهوامش وعلى رفوف التجاهل. المؤلم أن ألعابنا المختلفة توارى حضورها والمؤلم أكثر أن ألعابنا تعيش الإفلاس فيما رؤساء الأندية وإداراتها ممارسون للعبة الانحياز نجدهم مع كرة القدم يجودون عليها بالمال والفكر والعمل أما الطائرة واليد والسلة وبقية الألعاب التي تكمل قائمة العمل فهي على حالها لا تزال خارج الاهتمام. بأقل الإمكانيات وصلت كرة اليد السعودية إلى نهائيات كأس العالم وبأقل الإمكانيات ذات اللعبة نافست على آسيا ولو وجدت هذه اللعبة مع بقية الألعاب جزءاً من الدعم المالي والإداري والإعلامي فإن لديها القدرة والقدرة الحقيقية في تحقيق الأرقام الذهبية التي تضاف لرياضة الوطن وتاريخها. عموماً التركيز على لعبة كرة القدم مطلب تحبذه الجماهير لكن المسؤولية الأكثر أهمية تكمن أولاً وأخيراً في التعاطي مع ألعابنا المختلفة وبشكل صحيح تسوده العدالة ومنح الحقوق المشروعة لمن هم اليوم ينادون بها في أروقة أنديتنا وفي وقت لم تعد فيه النظرة تتجاوز حدود كرة القدم. وبعيداً عن فكرة قد لا تروق لهواة المجنونة وميادينها أقول كم أنت رائع يا فهد بن خالد. كل يوم يزداد إعجابي بهذا البرنس الراقي الذي يمتلك رباطة الجأش ويحمل الاتزان ولا يخرج عن ذاك النهج المثالي الذي أسسه كبير الأهلاويين خالد بن عبدالله والذي دائماً ما يقوم على الأخلاق العالية وثقافة الروح الرياضية. هي من مكاسب الأهلي بل هي من مكاسب الرياضة السعودية ولا شك مطلقاً بأن سفير الوطن وقلعة الكؤوس كيان يضع كل الأولويات ويبرز في كل الأفضليات. وسلامتكم.