لم يكن الاتحاد ضحية الأهلي الوحيد في ليلة كروية ماراثونية شهد على أحداثها المثيرة ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة مساء الجمعة بل كان هناك طرف ثالث يترقب وهو الشباب الذي يمكن القول إن الأهلي عاقبه مرتين بإخراجه محليا بلا بطولة وآسيويا بلا مشاركة في الموسم المقبل ليرفع من (معاناته النفسية) إلى الضعف وبدد خططا شبابية أعدت للمنافسة القارية. ويحق للأهلي الاحتفال بالنصرين الأول والأهم بالفوز على الاتحاد بضربات الترجيح وتحقيقه بطولة كأس الملك للأبطال والثاني بالرد على من تطاول على جماهيره بإخراج فريقه الشباب من المنافسة على البطولة الآسيوية للموسم المقبل ليحل بديلا عنه مع الهلال بطل الدوري والاتحاد الفضي والاتفاق البرونزي ليأتي الأهلي حامل الكأس الذهبي رابعا . وكان الأهلي الذي ابتسم له الذهب آخر الموسم قد عاقب الشباب محليا بقبول احتجاجه على مشاركة غير نظامية للاعبه عبد العزيز السعران الموقوف آسيويا واعتباره خاسرا بثلاثة أهداف لصفر مما صعب موقفة في البطولة وخروجه منها على يد الأهلي في دوري الثمانية على الرغم من فوزه في المباراتين في الرياض وفي جدة وتأهل الأهلي بفارق الأهداف التي ورثها من الاحتجاج. وقد يلحق الاتفاق أيضا بالشباب بالخروج من (الآسيوية) ويحل محله النصر إذا غلظت المحكمة الرياضية الدولية العقوبة على نادي الوحدة والتعاون في القضية المنظورة المصعدة من نادي الوحدة بسحب كامل نقاطهما بتهمة التلاعب في نتيجة مباراتهما خاصة وأن المحكمة الدولية متشددة في مثل هذه الأفعال وقد ترى ان معاقبتهما محليا بخصم ثلاث نقاط وغرامة مالية غير كافية. وحول نهائي مساء الجمعة المثير جدد الأهلي الملقب بقلعة الكؤوس صداقته مع كأس الملك من جديد وأعاد إلى شوارع جدة رفرفة الأعلام الخضراء وفرض نفسة على خريطة الأبطال في موسم طويل كان آخره مسك الختام لجماهير الأهلي الكبيرة التي كان لها دور مؤثر في فوز فريقها. لقد أحسن الأهلي التحضير إداريا وفنيا في التعامل مع فريق الاتحاد بهيبة نجومه بعد أن قدم بمشاركة نجوم الاتحاد عرضا كرويا أمتع الحضور والمشاهدين عبر القنوات التلفزيونية الناقلة للمباراة. وقدم الأهلي في الشوط الأول أداء جميلا ومرسوما داخل الملعب وهدد مرمي الاتحاد بالكثير من الهجمات تصدى لها نجم المباراة الأول الحارس الاتحادي مبروك زايد، كما نجح في التعامل مع الشوط الثاني الذي ظهر فيه الاتحاد بخطورته المعروفة لكن الصمود والتألق الأهلاوي بعثر كل المحاولات الاتحادية وبركلات الحسم حسم الأخضر المباراة وحصل على الذهب. وأشعل الفوز بالكأس حيوية مدرجات الأهلي التي ساندت فريقها بقوة وبقيت في الملعب تهتف لفريقها وحيّت اللاعبين واحتفلت معهم في الملعب قبل الانتقال معه إلى مقر النادي وسط شوارع خضراء مزدحمة. ولعل البطولة الأهلاوية والتأهل للعب مع كبار آسيا نقطة ارتكاز إيجابية تمهد لانطلاقة الفريق وعودته إلى سابق أمجادة فنيا ووزنا على مستوى الكرة السعودية. يبقى القول والأهلي ختم موسمه الكروي بعزف ألحان النصرين بفوزه بأغلى البطولات وتأهله للبطولة الآسيوية تنتظر جماهيره المنتشية بالإنجازين طي ملف (الوجع) بين قادته الجدد والقدماء نحو خدمة الكيان الأخضر الذي قدم نجومه مساء الجمعة عرضا كرويا راقيا أعاد للأذهان القوة الأهلاوية المفقودة في السنوات الماضية. وتبقى ملاحظة على جماهير العميد الاتحادي الذي خرج من الموسم بلا حصاد باستثناء تأهله إلى دوري الثمانية الآسيوي أنها سارعت إلى الخروج على غير العادة عقب تسجيل فيكتور سيموس الترجيحية الطاردة لفريقها من المسابقة في تصرف لا يتناسب وأهمية المناسبة.