أضاف الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي إلى سجل بطولاته بطولة جديدة هي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، بعد الفوز بركلات الترجيح على منافسة التقليدي الاتحاد، في اللقاء الذي أُقيم مساء أمس الأول تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود الذي توّج الأبطال بالكأس والميداليات الذهبية. هذه البطولة لم تأتِ بمحض الصدفة، بل جاءت نتيجة جهد وعطاء قدم في هذا اللقاء، وكان الأهلي هو الأفضل طيلة أشواط اللقاء، ووُفّق حارس الاتحاد مبروك زايد في صد العديد من الفرص الثمينة، ولكن في النهاية ذهبت البطولة لمَن يستحقها، وبذلك رفع الأهلي رصيده البطولي إلى اثنتين وثلاثين بطولة. تذبذب المستوى لم يقدم الأهلي هذا الموسم ما كان مأمولاً ومتوقعًا من فريق يمتلك عناصر بشرية مميّزة من أعضاء شرف، وإدارة، ولاعبين، ولكن تعرض الفريق إلى جملة من العوامل التي كانت خارج حسابات الأهلاويين، ومنها هروب المدربين مع نكسات في النتائج في مسابقة الدوري في الأسابيع الأولى للمسابقة، وامتد التذبذب الأهلاوي في كثير من المباريات في الدوري وكأس ولي العهد حتى أن التذبذب كان في المباراة من شوط إلى شوط في بعض المباريات، وهذا ما أثر على نتائج الفريق. تصحيح بهدوء بدأ الأهلاويون في تصحيح أوضاع الفريق بهدوء وعقلانية بقيادة رجل الأهلي الأول صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله رئيس هيئة أعضاء الشرف، الذي سخّر خبرته الطويلة في معالجة أوضاع الفريق، بالتعاون مع رئيس النادي الأمير فهد بن خالد، وبقية أعضاء الشرف، ومجلس الإدارة. وكان من الحلول سياسة رفع معنويات اللاعبين المحبطة من النتائج، وغير ذلك من الوصفات العلاجية التي استخدمت على فترات طويلة من أجل إعادة هيبة الفريق. قصة البطولة حقق الأهلي المركز الثاني في مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد، والتي أهلته للدخول في مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، وإن كان المركز السادس الذي حققه في الدوري يؤهله لهذه البطولة، وجاءت القرعة لدور الثمانية لهذه البطولة أمام الشباب، وكان لقاء الذهاب في الرياض قد انتهى بفوز الشباب بهدفين لهدف، ولكن الشباب وقع في خطأ بإشراك عبدالعزيز السعران الموقوف آسيويًّا، وقدم الأهلي احتجاجًا كسبة، وجُيّرت النتيجة للأهلي ثلاثة/ صفر، ورغم أن مباراة الإياب في جدة انتهت بفوز الشباب بهدف، ولكن التأهل كان للأهلي. وواصل الأهلاويون تحضيراتهم للفريق، وجاء الدور على الوحدة الذي كسبها الأهلي في مباراة الإياب بأربعة أهداف لهدف، بعد أن كان لقاء الذهاب في مكةالمكرمة قد انتهى بالتعادل بهدفين لمثلهما، وجاء وصول الأهلي للمباراة الختامية من بوابة الوحدة. التحضير للنهائي ما إن أعلن الأهلي عن وصوله للمباراة الختامية حتى بدا الأهلاويون في تحضير الفريق في الجانب النفسي، وقاد برنامج التحضير قلب الأهلي النابض الأمير خالد العبدالله الذي واصل اجتماعاته ليلاً ونهارًا، كما أن الجهاز الفني بقيادة المدرب المؤقت اليكس الذي تعامل مع الفريق بواقعية، وكان يتقبّل آراء الآخرين. ليلة التتويج وسط حضور جماهيري غفير ملأ إستاد الأمير عبدالله الفيصل بجدة، يتقدمهم قائد مسيرتنا وباني نهضتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وكانت ليلة خضراء في كل شيء، حيث بدأت المباراة حماسية وسريعة من جانب الفريقين، وظن البعض أن اللقاء سيكون نمطيًّا من حيث عوامل القوة والهيمنة التي تنبع من وسط الملعب، إلاّ أن الدقائق العشر الأولى كشفت عن تشابه لعب الفريقين من حيث الإستراتيجية، فكلا المدربين أراد خداع الآخر بالاستغناء عن منطقة المناورة، وتطبيق الهجوم الفردي من خلال الكرات الطويلة. مع مرور الوقت شعر الجميع بتسيّد أهلاوي لمجريات اللقاء، وصار العماني عماد الحوسني يتبادل من دقيقة لأخرى مع زميله المهاجم البرازيلي فيكتور سيموس ضياع الفرص التهديفيه أمام مرمى الحارس الاتحادي مبروك زايد.. فيما اختفى الهجوم الاتحادي الفعّال بفعل نجاح دفاع الأهلي في الضغط على المهاجم الجزائري عبدالملك زياييه؛ كي لا يتمكن من إحداث محطة تقف عندها الكرة. انتهى الشوط الأول للمباراة بالتعادل السلبي، ولم ينتهِ العمل التكتيكي الذي أصر عليه المدربان. في الشوط الثاني حاول الاتحاد أن يخطف المبادرة من الأهلي ليطبق الضغط الهجومي من بعد وسط الملعب، لذلك دفع المدرب ديمتري بلاعب الوسط المهاجم سلطان النمري بدلاً من المهاجم محمد الراشد؛ لفتح الملعب، وبالتالي فتح دفاع الأهلي بحثًا عن فرصة لزياييه، ولم يكتفِ ديمتري بهذا التبديل والتغيير التكتيكي ، فأشرك المهاجم المشاغب نايف هزازي بدلاً من زياييه، ونشط الجبهة اليمنى بتقدم راشد الرهيب للعب دور الجناح صاحب العرضيات، إلاّ أن أحدًا من الاتحاد لم يستفق للوقت الذي يمر من اللقاء، ولم يتذكر أنه الفريق الذي هزم الهلال بالأمس القريب، وأطاح به من البطولة حتى تماسك الأهلي من جديد، وكاد فيكتور أن ينهي اللقاء بتسديدة صاروخية تصدّى لها حارس الاتحاد مبروك زايد ببراعة محافظًا على شباكه نظيفة حتى انتهى الوقت الأصلي بالتعادل. وفي الأشواط الإضافية لم يجد أي من لاعبي الفريقين ما يقدمه من مبادرات هجومية طوال زمن الشوطين الإضافيين، بعد أن شهد ملعب اللقاء هبوطًا جماعيًّا للاعبي الفريقين، عنوانه «لا سبيل للحسم إلاّ بركلات الترجيح، والتي بدأها الأهلي بتسديد الركلات الترجيحية، عبر لاعب الوسط البرازيلي مارسينهو الذي سدد وأحرز، قبل أن يهدر لاعب الاتحاد سعود كريري ركلة فريقه الأولى، إلاّ أن منصور الحربي لم يمهل جماهيره كثيرًا كي تفرح بالتقدم، فأهدر الركلة ليتعادل الفريقان 1-1، ويسدد راشد الرهيب للاتحاد بنجاح، وكذلك جفين البيشي للأهلي (2-2)، إلاّ أن أسامة المولد أكد أن اليوم أهلاوي عندما أهدر ركلته؛ ليتقدم الأهلي عبر نيكولا 3-2 ، ثم يسدد محمد نور بنجاح قبل أن تتوّج تسديدة فيكتور الأهلي باللقب الغالي 4-2. فرح عارم ما إن سدد فيكتور الركلة الأخيرة، والتي منحت البطولة للأهلي حتى أشعلت قناديل الفرح الأهلاوي في كل مدينة وقرية وهجرة، بل تجاوز ذلك إلى خارج حدود الوطن، حيث عشاق الأهلي ومحبوه كثر على امتداد مساحة الوطن العربي والآسيوي، بل والكرة الأرضية بكاملها، تلك الأفراح التي صاحبتها الأهازيج والفلكلورات المتنوعة امتدت حتى ساعات الصباح ليوم أمس، بل وستمتد تلك الأفراح لأسابيع، وستُقام العديد من الولائم بهذا الإنجاز الجديد. أمّا شعار الأهلي فقد أعتلى سطوح المنازل، والمباني، والسيارات، والأعناق؛ ممّا يؤكد الشعبية الجارفة لهذا النادي، وتجلّت صورة الفرح بشكل أكبر في عروس البحر الأحمر جدة، حيث مقر البطل. فقد تحوّلت الشوارع إلى كرنفال فرائحي، وإذا اقتربت من شارع الأمير محمد بن عبدالعزيز (التحلية سابقًا)، حيث موقع النادي الأهلي، فإن الصورة تختلف عن باقي المواقع في المملكة. فقد توافد الآلاف من عشاق الأهلي، وقد فُتحت أبوابه أمام الجميع، وكذا ملاعبه، وصالاته، وعلى أنغام الأهازيج الأهلاوية والفلكلورات الشعبية رقص الجميع فرحًا وابتهاجًا بهذا اللقب. ولعل الشيء الجميل في هذه الأفراح أنها كانت مثالية وراقية كما هي عادة الجمهور الأهلاوي الراقي، إذ لم تسجل حالات فوضى، أو حوادث تُذكر بحمد الله، الصورة الأخرى لهذا الفرح امتد للمنازل، والاستراحات، وكافة المواقع فيما يخص الجمهور الأهلاوي العاشق، وستستمر الأفراح لأيام، بل وأسابيع، وأشهر كون البطولة جاءت من أمام المنافس التقليدي الاتحاد، وهي آخر بطولات الموسم الحالي. جمهور ذواق قدّم جمهور الأهلي درسًا نموذجيًّا في التشجيع المثالي والراقي، حين رسم أجمل اللوحات في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين مساء أمس الأول، والتي كسبها الأهلي من أمام شقيقه الاتحاد، وكانت اللوحة الرائعة والمتنوعة التي قدمها هذا الجمهور طيلة المباراة قد نالت إعجاب المشاهدين عبر الشاشات الفضائية التي نقلت الحدث، وكذا مَن حضر اللقاء داخل الملعب، ولعل ما ميّز هذا الجمهور توحيد اللوحات والعبارات، والمؤازرة الدائمة طيلة فترات المباراة. ماذا قالوا عن الانجاز؟ الأمير خالد بن عبدالله بارك للجماهير الأهلاوية الوفية فوز فريق الأهلي الأول لكرة القدم بكأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، معتبرًا حصاد الكأس الأغلى من يد المليك المفدى -حفظه الله ورعاه- ثمرة جهود مشتركة لجميع الأهلاويين بمختلف فئاتهم وتصنيفاتهم، حيث كانت لهم وقفة مشهودة كعادتهم مع ناديهم؛ ممّا أجبر الجميع على الإشادة بهذا التكاتف، والالتفاف حول النادي، وكذلك الإشادة بجمهور الأهلي الكبير الذي يؤكد في كل المناسبات أنه الجمهور الأول بفاعليته ودعمه ومساندته الدائمة، وأثنى الأمير خالد على ما قامت به إدارة النادي من جهود متضافرة مع الجهازين الإداري والفني واللاعبين، والحضور اليومي لأعضاء الشرف، وبرنامج التهيئة الفنية والمعنوية الذي سار عليه الفريق منذ تأهله للنهائي، مشيرًا إلى أنه قد لاحظ الإصرار والحماس والروح العالية على ملامح اللاعبين قبل المباراة النهائية. وأضاف سموه بأن على الأهلاويين أن يفرحوا طوال صيفهم بهذه البطولة الغالية، وعلى الإدارة التي تستحق التهنئة بهذا الإنجاز العمل منذ الآن على إعداد الفريق الإعداد الأمثل للموسم المقبل؛ لتحقيق المزيد من الإنجازات والبطولات التي يستحقها -بلا شك- جمهور الأهلي من إعداد فني، واختيار للطاقم التدريبي، والتدعيم ألعناصري، مباركًا مرةً أخرى لجميع الأهلاويين بهذه البطولة. الأمير فهد بن خالد أشاد بما قدمه لاعبو فريقه في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال، مؤكدًا بأنه كان واثقًا من تحقيق الفوز في المباراة، رغم أن الكثير فسر تصريحاته قبل المباراة على أنه يتوقع فوز الاتحاد بالبطولة، مشددًا على أن حديثه كان وفق مسيرة الفريقين، وأدائهما في مباريات البطولة، موضحًا بأن الفوز باللقب كان أقل ما يمكن أن يقدم للجماهير الأهلاوية التي حضرت بكثافة في ملعب المباراة، وآزرت الفريق في جميع مباريات البطولة. وقدم سموه تبريكاته للأمير خالد بن عبدالله رئيس هيئة أعضاء شرف النادي الأهلي، مشددًا على أنه قدم الكثير للأهلي خلال هذا الموسم، وفي هذه البطولة تحديدًا. وأكد الأمير فهد بن خالد بأنه لم يستطع متابعة المباراة كاملة، بسبب الضغوط التي سبقت المباراة، مقدمًا تبريكاته للجماهير الأهلاوية على تحقيق البطولة، وعلى التأهل لدوري أبطال آسيا، موضحًا بأن عماد الحوسني وفيكتور سيموس فقط مَن سيبقيا من بين الأربعة محترفين الأجانب. البطولة ال 32 في تاريخ الأهلي بحصوله على لقب كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال مساء أمس الأول من أمام الاتحاد رفع فريق الأهلي رصيده في البطولات إلى اثنتين وثلاثين بطولة، والتي بدأت عام 1377ه وقد تنوعت البطولات ما بين محلية وخليجية وعربية وعالمية، ويتصدر سمو الأمير نواف بن عبدالعزيز بن تركي قائمة الرؤساء الأهلاويين بست بطولات، ثم محمد بن حمد بخمس بطولات، ويأتي الباقون بمراكز متفاوتة. كما دخل سمو الأمير فهد بن خالد قائمة الرؤساء الذين حققوا بطولات أمّا على مستوى المدربين، فيتزعم المدربان أحمد اليافعي وعبدالله عبدالماجد قائمة المدربين بعشر بطولات.