لم أكن مع بعثة المنتخب في اليابان حين خسرنا من ألمانيا، ولكني علمت أن أول المتصلين بالبعثة السعودية كان والد الجميع "أبا متعب" الذي مسح بأبوته على الجرح واحتضن المتألمين مسانداً قبل أن يكون معاتباً أو مواسياً، وكان أن عادت كرة القدم السعودية لمكانها الطبيعي ففزنا بكأسي الخليج والعرب في غضون أشهر من الإخفاق، وسيقول لكم رئيس الوفد حينها "نواف بن فيصل" إن مكالمة الوالد الحاني كان لها مفعول السحر في ذلك الوقت العصيب، برغم بعد المسافة الجغرافية بين الوالد وأولاده. ولذلك لم يكن غريباً ومليكنا المفدى حين كان في "نيويورك" أن يتابع أبناءه في "الدوحة"، بل إنه كان في قلب الحدث في كل مكان، فرغم حاجته للراحة التامة إلا أنه كان يستقبل الوفود في فترة نقاهته ويتخذ قرارات هامة تصب في صالح الوطن وعلاقته بجيرانه، فكان "أبو متعب" ملء السمع والبصر وكأنه معنا يتابع كل شؤون الوطن وشبابه. حيث يتمتع الشباب بمكانة خاصة في قلب ملك الشباب، ولذلك يتابع الشأن الرياضي عن قرب واطلاع بأدق التفاصيل، فيعرف مكامن الجراح ويجيد علاجها. وهو اليوم في مقر إقامته بالمغرب يتابع تطورات الأحداث في هذا المنعطف التاريخي في رياضة الوطن، ولذلك يجب على جميع الرياضيين حساب الخطوات وترشيد القرارات وانتقاء الكلمات، لكي يقودنا هذا المنعطف إلى الطريق الصحيح، ولعلنا نبدأ بصدق القول والعمل مع الرئيس العام لرعاية الشباب، فنمد له يد العون متجردين من مصالحنا وميولنا، ومركزين على مصلحة الوطن الذي يفخر بأن قائده ومليكه يولي الشأن الرياضي كل هذا الاهتمام، ويقيني أن استشعار هذه الحقيقة الهامة – بقرب الملك من شباب الوطن – سينعكس بشكل إيجابي على جميع القرارات والأطروحات في هذه الفترة الهامة. إنها رسالة موجهة للجميع أؤكد من خلالها أن الملك قريب من الجميع، ويتابع تحركات الجميع من خلال جهاز إداري متمكن في الرصد وتقديم المشورة، وعلى جميع المسئولين والإعلاميين والمنتمين إلى الوسط الرياضي أن يتصرفوا وكأن قرارتهم وتصرفاتهم وكلماتهم تعرض على الملك الذي لا يمنعه البعد الجغرافي ولاتثنيه نصائح الأطباء عن متابعة أبنائه والدفاع عن مصالحهم، فهنيئاً لنا بمليكنا ووالدنا ومعلمنا وراعي مصالحنا .. وعلى منصات الملك القريب نلتقي. د. حافظ المدلج - السبت 29 يناير 2011