تعد السياحة العلاجية واحدة من أنماط السياحة المهمة في المملكة, والتي يمكن أن تحقق عوائد مالية عالية إذا ما تم استغلالها جيداً, وباتت دول العالم تنظر إلى السياحة العلاجية نظرة جدية والعمل على الاستثمار في هذا النشاط الاقتصادي الكبير من خلال توفير المراكز الطبية المتخصصة والمستشفيات المتميزة والمؤهلة لمزيد من عمليات الجذب السياحي العلاجي، فأصبح هناك تنافس كبير بين دول العالم خصوصاً التي تمتاز بطبيعة جذابة تساهم في تفعيل العلاج وتتيح في ذات الوقت الفرصة للمريض ومرافقيه الاستمتاع بطبيعة الدولة وما تتوفر فيها من خدمات علاجية وسياحية في ذات الوقت, فهناك دول لديها المقومات الطبيعية وتقوم باستغلالها استغلالاً جيداً في الاستثمار في السياحة العلاجية مثل الأردن وألمانيا والتشيك. مقومات متعددة يوجد لدى المملكة الكثير من المقومات الطبيعية التي يمكن أن تستخدم في السياحة العلاجية مثل: عين نجم التي كانت تستقطب المئات من المرضى القادمين إليها من الداخل والخارج؛ حيث مياهها الكبريتية, ويوجد مياه عين الحارة الموجودة في المبرز وعين أم سبعة، بالإضافة إلى طبيعة بعض المناطق التي تلائم بعض المرضى الذين لا يناسبهم طقس الصيف الحار فينصحهم الأطباء بالتوجه إلى المناطق ذات المناخ البارد كالهدى في الطائف أو عسير, كما ينصح بعض أطباء الجلد والعظام مرضاهم بالاستشفاء في المناطق التي تشرق فيها الشمس كثيراً لأهمية هذه الأشعة في العلاج، والمملكة من أغنى دول العالم بأشعة الشمس، فالسياحة العلاجية ثروة كبرى في المملكة لم يتم استغلالها الاستغلال الأكمل ولم تستفد منها المملكة ولم توظفها توظيفاً علمياً وصحياً وسياحياً. إسعاف عاجل يرى الخبراء أنه لكي يتم الاستفادة من السياحة العلاجية في المملكة فلا بد من تطوير الاستشفاء واستثمار مقومات السياحة الاستشفائية وتطوير المنتجعات والفنادق والمنشآت التي تقدم تلك الخدمات، وكذلك ضرورة استغلال المياه الحارة والمعدنية الموجودة في المملكة الاستغلال الأمثل لأن استغلالها ضعيف جداً, ويشدّد الخبراء على أهمية وضع الأسس والمعايير الخاصة بالاستشفاء في العيون الحارة في مناطق المملكة والعمل على تطويرها لتكون مؤهلة وجاذبة يزورها السائح ويستفيد منها. وحتى تكتمل منظومة النهوض بالسياحة الاستشفائية في المملكة اعتبر المتخصصون أنه يجب توفير البنى الفوقية والتحتية للسياحة الاستشفائية من مواصلات ومطاعم وفنادق وشرطة سياحية، وإقرار تنظيمات ولوائح قانونية متخصصة، بالإضافة إلى تشكيل هيئات مستقلة مهمتها إدارة مشاريع تطوير مواقع الاستشفاء داخل المملكة، مؤكدين أن السياحة العلاجية فى المملكة عنصر مهم جدا يجب استغلاله والعمل على منافسة الدول الأخرى التي تستغلها بشكل جيد, فمثلا تركيا تجذب 10 مليون تركي يزورون منشآت الاستشفاء سنوياً بالإضافة إلى الوفود الخارجية التي تأتيها من مختلف دول العالم, حيث تعد تركيا من الدول المتقدمة في مجال سياحة الاستشفاء.