حظيتُ بدعوةٍ لحضور أمسية الاحتفاء بالزميل الصحفي الرياضي محمد صالح باربيق والتي أقامها رباعي الأصدقاء والمحبين علي داود رئيس مجلس إدارة نادي الوحدة وفوزي عبدالوهاب خياط رئيس تحرير صحيفة الندوة "سابقاً" والإعلاميان فريد مخلص وعبدالرحمن أخضر وذلك مؤخراً وسعدتُ بحضور الأمسية التي شرَّفها صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز رئيس هيئة أعضاء شرف النادي الأهلي وعدد كبير من الزملاء العاملين في حقل الإعلام عامة والإعلام الرياضي على وجه الخصوص. وكانت فرصة بالنسبة لي للالتقاء بالأصدقاء الذين تربطني بهم زمالة عملٍ خاصة في جريدة الندوة وعلى رأسهم الأستاذ فوزي خياط والزملاء محمد صالح باربيق وفهد الإحيوي ونواف الشريف وعبدالرحمن القرني وهاني الغامدي وغيرهم من الزملاء. والأهم من ذلك كله أنني فوجئت بتشريف الرمز الأهلاوي للحفل، وأدهشني عدم وجود أية مظاهر تُشير إلى وجود سموه سواء خارج القاعة أو بداخلها.. ولسان حالي يتساءل: كيف يكون ابن الملك موجوداً في مثل هذه المناسبة دون أن يكون هناك أيُ شكل من أشكال التواجد الأمني، خاصة وأنني لم أُشاهد حتى ولا سيارة شرطة أو مرور أمام مدخل القاعة. المشهد كان في غاية البساطة والتلقائية .. ابن الملك جالس مع الناس دون أية فوارق أو تكليف من أي نوع .. الكل يتجاذب أطراف الحديث معه والرجل يوزع ابتساماته النابعة من القلب على الجميع في غير افتعال أو تصنع .. ويقف بكامل قامته ليتلقى التحية من كل من يتقدم للسلام عليه كبيراً كان أو شاباً. حاولتُ إخفاء مظاهر الدهشة على قدر ما استطعت، وإن كنت قد أعلنت ذلك صراحة في حديث جانبي مع الزميل والصديق منصور البدر الذي أفادني بأن الأمر لا يدعو للدهشة أوالاستغراب، مؤكداً أن هذه هي طبيعة الرمز الأهلاوي الذي لا يتأخر قط عن مُجاملة كافة المنتمين للوسط الرياضي، ويحرص على مشاركتهم أفراحهم وأتراحهم في مختلف المناسبات.. وكان لابد للمقارنة أن يكون لها حضورها إذا ما كان الشيء بالشيء يذكر، وقادتني تلك المقارنة إلى ما يحدث في معظم بلاد الدنيا من فرض القيود والاستحكامات الأمنية وقد ترافقها الاستخباراتية على تحركات أبناء القادة، بل وحتى أبناء المسؤولين الكبار.. لدرجة أنني أعتقد أن أحد هؤلاء لو ذهب إلى دورة المياه فلابد وأن يُحاط المكان كله بسياجٍ من الإجراءات الأمنية المشددة.. ومن هنا نستطيع أن نقف على طبيعة العلاقة التي تربط بين الحاكم والمحكوم في هذه البلاد الطاهرة، تلك العلاقة المبنية على التلاحم والتآخي والحب والثقة المتبادلة..