صدر العدد الرابع والثلاثون من مجلة الجوبة الثقافية، حاملا معه العديد من المواد الإبداعية والمقالات والدراسات وقراءات الكتب، متضمنا ملفا خاصا عن الشعر العمودي بين التراث والحداثة، شارك فيه عدد من المبدعين، فضلا عن تغطية خاصة لمنتدى الأمير عبد الرحمن السديري للدراسات السعودية، الذي احتفى بالأمير سلمان بن عبد العزيز كشخصية للمنتدى لإسهاماته في مجال الادارة المحلية والتنموية. وكتب رئيس التحرير إبراهيم الحميد: الكتابة حول الشعر العمودي بين التراث والحداثة محفوفة بالمحاذير، نظرا لأن الرهان الدائم هو على القصيدة من حيث درجة الإبداع الذي حملته.. لا من حيث الشكل الذي أتت عليه واختار لها شاعرها أن يلبسها إياه، فالشكل الذي تلبسه القصيدة لا يمكن أن يكون هو المحدد لإبداعيتها، والدليل أن هناك آلافا من القصائد الشعرية لا تكاد نجد فيها ما يحرك في قارئها أي قبول لها أو تفاعل معها، فيما نجد هذا التفاعل مع أشكال أخرى للقصيدة لا نجده في غيرها، والعكس صحيح، ولهذا فإن السجال الذي كان يدور بين الشعراء المبدعين دوما هو على درجة الإبداع و الشعرية في القصيدة لا على الشكل.وتقدم الجوبة مجموعة من الدراسات والمواضيع النقدية، حيث قاربت هيا صالح رواية أمجد ناصر " حيث لا تسقط الأمطار"، وقدم عمر العامري دراسة عن القصة القصيرة جداً في الأردن متناولا "خيانات مشروعة لعمّار الجنيدي " أنموذجًا.. أما هشام بنشاوي فقد تناول مرثية الزمن الخلاسي " صابون تازة " لإبراهيم الحجري.. وتطرق عبد الدايم السلامي في دراسته لكينونة المصطلح، أما زكريا العباد فقد كتب عن الصراع بين الشخصيتين العملية والشعرية وأثره في شعر غازي القصيبي.. حوارات الجوبة جاء أولها مع الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 2008م "جان ماري غوستاف لو كليزيو"، وهو حوار مترجم، وقد أجرى المقابلة تلاميذ الثانوية الفرنسية. وجاء الحوار الثاني مع الأكاديمي والناقد والروائي أ. د. معجب الزهراني الذي قال: إنه تعلم من قريته في جبال السروات محبة العمل، وتعلم من باريس معرفة العمل ومحبة الحرية.. ويزعم الزهراني بأن معاناة المثقف الحقيقي، وهو ينجز شيئا في بلده، أفضل وأنبل بكثير من استمتاعه بمنجزات غيره، ولهذا فضل أن تكون العلاقة بينه وبين باريس علاقة عشق لا علاقة زواج. الحوار الثالث كان مع القاص والكاتب السعودي صالح السهيمي، وجاء الرابع مع الشاعر السعودي أحمد البوق...وفي باب نوافذ تنشر الجوبة 34 مواضيع لكل من شمس علي التي تناولت رحيل ملك الأساطير الشعبية عبد الكريم الجهيمان بعد أن أغنى المكتبة العربية بمؤلفاته، فضلا عن مقالات أخرى لكل من صالح الحسيني وأحمد عثمان وسعيد نوح. كما تنشر الجوبة قصصا لكل من نادية أحمد ومصطفى شرف وزكية نجم وضاري الحميد وعبير المقبل ومحمد محقق ونورة السفر، وقصائد شعرية لكل من لبنى محاميد وهدى ياسر وعبد الله الأسمري وليلى الحربي وحامد أبو طلعة وثاني الحميد وإيمان مرزوق، إلى جانب عدد من القراءات لبعض الكتب.وفي مجال المال والاقتصاد تعرَّض نشأت الحوري للانكماش الاقتصادي، وقال إنه عبارة عن انخفاض في أسعار السلع والخدمات في كافة جوانب اقتصاد الدولة، وهو عكس التضخم المالي. وفي باب سيرة وإبداع تستعرض مجلة الجوبة سيرة معالي الدكتور عبد الواحد بن خالد الحميد، المفكر الاقتصادي و الأكاديمي والباحث المعروف، والذي تمثلُ سيرته العلمية والعملية نموذجاً مضيئاً، فهو شخصية طموحة تميزت بالجد والعطاء والبناء، لها بصمتها الأكاديمية والوظيفية والإعلامية، امتزج امتزاجا وثيقا بوطنه، فكان أشبه بأغنية وطنية لإنسانِ ورملِ هذا الوطنِ، وجبالهِ وسهولهِ وشواطئهِ على حد سواء، لا يمكن نسيانها أو الاستغناء عنها، نتذكرها في كل المواقف والمشاهد.