جولة وتصوير : إبراهيم بركات : زار وفد ضيوف مهرجان قس بن ساعدة بنجران والذي ضم نحو 100 مثقف من المملكة والخارج عددا من المواقع السياحية في منطقة نجران، بهدف التعرف على تراث المنطقة ومقوماتها السياحية , وكان في استقبال الوفد مدير عام السياحة والآثار وعضو النادي الأدبي بنجران الأستاذ صالح آل مريح ومنسوبو إدارة المتحف التاريخي بالمنطقة وقد تجول الوفد على أهم المواقع السياحية بالمنطقة حيث بدأت الزيارة بالمتحف الأثري وقد تحدث الأستاذ صالح آل مريح حول المتحف بأنه من أهم الواجهات السياحية والثقافية في منطقة نجران وهو محل اهتمام زوار المنطقة بمختلف نوعياتهم وفئاتهم مؤكدا بأن صالة المتحف أشبه بكتاب مفتوح الذي يمكن الزائر من معرفة تاريخ وحضارة نجران منذ أقدم العصور حتى الوقت الحالي.مشيرا إلى أن المتحف تم بناؤه عام 1403ه الموافق 1983م بالقرب من موقع الأخدود الأثري بنجران على أرض مساحتها 482232م2 ، وذلك لإبراز المظهر الحضاري والتاريخي للمنطقة بصفة عامة وموقع الأخدود الأثري بصفة خاصة ولتوعية وتثقيف المجتمع .بعد ذلك قام الأستاذ صالح آل مريح بمرافقة الوفد بزيارة لمنطقة الأخدود الأثرية والتي تشير إلى المذبحة الشهيرة التي تعرض لها المسيحيون في المنطقة قبل ظهور الإسلام . وقد أكد آل مريح بأن هذه المنطقة من المناطق التي حباها الله سبحانه وتعالى بكثير من المقومات الهامة, يلفها الغموض أحيانا, ودقة الوضوح أحيانا أخرى, ولكي نفهم دلالتها لابد لنا أن نرجع للعبارات ودلالاتها مما سجلته أيدي الأوائل من كتب وفن منقوش على الأشجار والصخور تلك التي تنطق لغة غنية وتكون في متحفا طبيعيا وتاريخا خالدا . مشيرا إلى اكتشاف آثار عديدة منها نقوش وكتابات بالخط المسند, وهو الخط الذي استخدمته دولة (حمير) بين 115ق.م و14م , وقد حلت رموز وإشارات النقوش الموجودة نضرا لقربها من الكتابة العربية, حتى انه عثر على نقوش هيروغليفية ومصرية قديمة في المنطقة بين قرية (القابل) شمالا (والسودا والحمر) جنوبا يعود تاريخها للعصور الإسلامية الأولى, ووجدت نقوش كوفية أخرى على صخور جبل (المسماة) الذي يقع على بعد 15 كم من منطقة نجران وبالإضافة إلى هذا كله تم العثور على رسوم للخيول والجمال والنعام والظباء والثعابين ومصنوعات يدوية هامة منها أدوات طحن الحبوب وبئر ارتوازية مبنية بطريقة هندسية دقيقة. بعد ذلك قام الوفد بجولة سياحية في متنزه الملك الفهد بنجران لحضور عدد من المحاضرات والأمسيات القصصية والشعرية والتي القاها كلا من : الدكتور محمد آل زلفة والأستاذ الدكتور أحمد الحيزم بقيادة مدير الجلسة الدكتور حسين بن عايض آل حمد .وقد انطلقت الأمسية بحاضرة للأستاذ علي مغاوي تحدث فيها عن الخطيب قس بن ساعدة والاختلاف الكبيربين المثقفين والأدباء على اسمه وعمره والاتفاق الكبير بينهم على خطابته وحكمته ثم أخذ مغاوي يفصل عن تاريخ منطقة نجران الموقع والحضارة والدين وفصل في المناطق الأثرية والتاريخية التي ذكرت في المراجع . ثم تناول المحاضر سيرة قس بن ساعده وخطابه وكيف أنه استنهض الوعي الإنساني وختم بقراءة في بعض ما جاء عن قس بن ساعده وأخباره التي وصلت إلينا في العصر الحديث . وفي نهاية المحاضرة أجاب مغاوي عن المداخلات الكثيرة التي طرحها المثقفين والأدباء الذي حضروا وأثروا بمداخلاتهم . بعد ذلك تسابق الشعراء مريع سوادي ومحمد الجلواح وغرام الله الصقاعي في تسطير إبداعاتهم الشعرية في الأمسية الاولى في مهرجان قس بن ساعدة حيث بدأ الشاعر سوادي بقصيدة عن منطقة نجران سرد فيها اسماء اشتهرت بها نجران المكان والآثار ثم بدا الشاعر محمد الجلواح بقصيدة غزلية صفق لها الحاضرون من خلال طرحه الجميل وتفاعله مع مفردات القصيدة ثم ذهب الشاعر غرم الله الصقاعي إلى عالم الشعر وقدم قصيدة بمناسبة يوم الشعر العالمي ثم توالت الجولات وقدم الشعراء الثلاثة مجموعة من قصائدهم المميزة . الجدير بالذكر انه ستقام غداً محاضرة بعنوان حركة الشعر في نجران يقدمها الدكتور ظافر الشهري والدكتور عبدالله الزهراني ثم محاضرة عن المسند في جنوبي الجزيرة العربية ( نجران أنموذج ) للأستاذ سالم طيران بعدها أمسية شعرية للشعراء عبدالله ثابت وهاني الصلوي وبلال المصري .بعد ذلك أقيمت أمسية قصصية نسائية للأستاذة شيمة الشمري والأستاذة مسعدة اليامي بقيادة مديرة الأمسية الأستاذة نادية أبو ساق . بعد ذلك اختتمت الليلة بأمسية شعرية للشعراء جاسم الصحيح وعبد الله الصيخان ومريع سوادي بقيادة مدير الأمسية الشعرية حسين الشريف , وعبر الوفد عن إعجابه الشديد بما لقوه من حفاوة وكرم وضيافة أهالي المنطقة وما شاهدوه من معالم سياحية وتراثية وأمسيات شعرية وقصصية جذابة .