حجرا يرمى فيتحرك له الماءالراكد، ومضة تظهر فيشتعل لهاالظلام.. من خلال هذه الكلمات أحاول إيصال فكرتي ، فبعد أن قرأت ماكتبه الناقد محمد مهاوش الظفيري في قراءة رقراقة تحمل عنوان "ذاكرة المكان في نص الجهراء " للشاعر عبدالله الفلاح والتي نشرت هنا في ملامح صبح البلاد قبل ثلاثة اعداد من هذا العدد، قفزت لمخيلتي أشياء كثيرة ، أحاديث الطفولة وذكريات المراهقة وأشياء كانت مخبأة في ذاكرتي ، فإن كانت هذه هي حالتي بعد أن قرأت النص، فمن الأولى أن الذي حدث معي أيضا حدث مع الأستاذ محمد ، فالحاجة للمحفز هي مايحتاجة الشاعر أو الكاتب ولكن من أين يأتيه المحفز وهل يصنعه هو أو أن غيره يتكفل به ، المحفز من صنع الآخرين والإبداع أنت من تصنعه. فنص عبدالله لم يكن له الخروج لو أن صديقة لم يسافر وقراءة محمد لم يكن لها أن ترى النور لو أن عبدالله لم يكتب النص. خلاصة القول أن النص كان فيه الحديث ذو شجون مابين الزمان والمكان والقراءة أخرجت لنا هذا الحديث بصورته النقية ، هنا التقت روحان بشكل استثنائي وهما روح كاتب النص وروح كاتب الموضوع فالأول إحترف الصحافة ووجه طاقته الإبداعية بإتجاهها فنجح وتفوق فيها ، فتوقفت روح الشاعر في مكانها تتطور مفردته وشاعريته ثابته. وكذلك كاتب القراءة يعاني من نفس الحالة التي يعاني منها الأول فاحترافه للنقد كان على حساب الشاعرية لدية فكتابته تثري الساحة وتعطي المجال للشعراء بالتطور. وهنا يلتقيان فكلاهما ضحّى بالشعر من أجل الشعر لذلك لا نستغرب هذا التطرف في ذائقتيهما.