اختتمت يوم أمس الملحقية الثقافية السعودية في لبنان برنامجها الثقافي المصاحب لمشاركة المملكة في معرض بيروت الدولي للكتاب، وذلك بعقد ندوة "اتجاهات القراءة الحرة في المملكة" للدكتور عثمان الصيني أدارها الأديب والناشر عبدالله الماجد، وبحضور سفير خادم الحرمين الشريفين في لبنان الأستاذ علي بن عواض عسيري والملحق الثقافي السعودي في بيروت الأستاذ مساعد بن أحمد الجرّاح، وجمع غفير من المثقفين والتربويين. وفي بداية المحاضرة أشار الصيني إلى أن "شعار أمة لا تقرأ" جذاب وبلاغي يؤدي وظيفة إفراغ الشحن العاطفي والكبت النفسي بالندب أو تقريع الذات، لكنه يصاب بالارتباك حين تظهر مجموعة من المعطيات التي تنقض المقولة كالإقبال الكبير على معارض الكتب الدولية في العالم العربي، وعدد نماذج لذلك منها معرض الرياض الدولي للكتاب. وأضاف أن عدم وجود دراسات أو أرقام دقيقة واضحة لا يثبت أن مجتمعنا لا يقرأ كما لا ينفي في الوقت نفسه أن مجتمعنا نمت رغبته القرائية وتعددت اتجاهاته كيفاً من حيث العلوم والفنون أو كمياً من ناحية المادة المقروءة أو من حيث القراءة الورقية الالكترونية. ورأى أنه من الصعب أن تقوم مشاريع تهتم بالقراءة الحرة وتحفيزها دون معرفة اتجاهات القراء وتفضيلاتهم ومعوقات القراءة من واقع الدراسات المسحية والأرقام وليس العبارات الإنشائية والعاطفية، كما أنه من الهدر العلمي أن تكون هناك دراسات وأبحاث واستطلاعات ثم لا تنطلق منها مشروعات جدية وحقيقية للقراءة.