** برنامج ( حافز ) لمحاربة البطالة الذي أعلنت عنه وزارة العمل , أعتبره كثير من الناس ( شرهة ) من الحكومة , أو ( راتب ) مثل الضمان الاجتماعي يمكن يأكله الشاب أو الشابة العاطلين عن العمل ثم ( يُكبر المخدّة ) ويرقد في قعر بيته متلحفاً البطانية , مطمئنا إلى أن ال " ألفي " ريال ستنزل في حسابه شهريا بدون أدنى تعب أو قطرة عرق . ** ذاك كان تفكير وأحلام السواد الأعظم من الناس عندنا بما فيهم نخبة من المثقفين للأسف , ولذلك تقدم لبرنامج ( حافز ) هذا مواطنون كثر , ربما وصل او سيصل عددهم لنحو من ( 5و1 - 2 ) مليون متقدم , بما في ذلك الأموات , حيث اتضح - وهذا ما كشفته الحقائق - أن ما مجموعه ألفي طلب من المتقدمين ل (حافز) اتضح لوزارة العمل عند تدقيق البيانات أنهم من أصحاب القبور ! . ** وبهذا الفهم ظن الناس أن هذا البرنامج قد جاء بمثابة غنيمة من السماء , على طريقة المثل المصري الدارج " أكل ومرعى وقلة صنعه " .. لكن وزارة العمل قالت : رويدكم ياقوم ؟ ليس الأمر بهذا الفهم ؟ .. المسألة أعمق وأكبر , بل وغير ذلك .. وانظروا إن شئتم إلى اسم البرنامج أصلا " برنامج حافز " ؟ . ** ويجدر القول هنا أن المسؤولين في بلادنا عموما وعن هذا البرنامج خصوصا قد فطنوا إلى ناحية مهمة جدا وهي إن ( حافز ) لو تم تنفيذه وفق هوى الشباب وكثير من المواطنين لكان وبالا عليهم من عدة نواحي , لان معنى ذلك إن الحكومة ستظل تدفع مليارات الريالات لشباب وشابان نائمون في بيوتهم وستظل البطالة قائمة وسيظل الوافدون في مكانهم بين ظهرانينا , وعندها ( كأنك يابو زيد ما غزيت ) . ** وهنا مقاطع مما التقطته من معالي وزير العمل م . عادل فقيه , عندما التقى مجموعة من الكتاب في جدة هذا الأسبوع في سهرة إثرائية توضيحية عن برنامج (حافز) حيث تحدث معاليه بإسهاب دون إن يشاركه احد من أركان وزارته , وبدأ الوزير فقيه مُلما بتفاصيل التفاصيل في هذا البرنامج . ** برنامج حافز ليس مساعدة مالية تحاكي راتب الضمان الاجتماعي , وليس أداة للاتكالية والركون والكسل , بل هو برنامج أشبه ب " كبسولة " محفزة للشباب على النهوض والنشاط ونفض الغبار والجدية في طلب العمل , نظرا لما يحتويه من مكونات تكرس الحافزية في الإقبال على العمل , بحيث يجب إن تتلبس المتقدمون إليه روح الوظيفة والأداء العملي الفعلي في سوق العمل . ** برنامج حافز يمحص بصورة متكررة المتقدمين له بشكل علمي وعملي , فيجذب المتفاني المتوثب ويلفظ المتهاون الكسول , هو يعطيك كشاب عاطل المكافأة ويبحث لك في ذات الوقت عن عمل , ويلزمك بدورات وورش تدريب , فان تجاوبت معه عبر الموقع الاليكتروني الخاص به على الانترنت , فانك ستجد أولا المكافأة ( 2000 ) ريال وقريبا الوظيفة المناسبة , وان ظللت فقط تنظر للبرنامج على انه مجرد ال (2000) ريال فقط , فانك ستخرج من البرنامج تلقائيا . ** برنامج حافز له شكل مماثل في عدة دول , وبعض البلدان المتقدمة حتى في أوروبا , تعطي شبابها مكافآت وتبحث لهم عن عمل , ولكن ذلك يكون في بعض البلاد خلال زمن يكون بالأسابيع أو تحت سقف ثلاثة أو ستة أشهر , بينما ( حافز ) عندنا يمنح الشاب مسافة زمنية قد تصل إلى 12 شهراً . ** في البلدان ذات النظام المماثل استغرق العمل بين صدور القرار وبدء التنفيذ من 3 – 4 سنوات , بينما في المملكة كانت المدة قياسية ( 7 أشهر ) تلبية لرغبة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز , في المسارعة بالقضاء على بطالة الشباب وتوفير فرص العمل لهم . ** يستمر اسم المتقدم في بنك المعلومات الذي أنشأته وزارة العمل لهذا الغرض , ضمن السعي الحثيث للبحث له عن وظيفة وعمل مناسب ولو لسنتين أو حتى ثلاثاً في بعض الحالات , ويوجد لدى الوزارة حالياً مليون سيرة ذاتية لشباب وشابات يطلبون العمل , ويستطيع صاحب المنشأة التجارية أن يجدهم على موقع الوزارة ويطلب ما يحتاجه من هؤلاء . ** لدى وزارة العمل 26 مشروعا تعمل عليها على المدى البعيد , ضمن خطة تستهدف الموائمة بين مخرجات التعليم وسوق العمل , ولان تلك البرامج تحتاج إلى سنوات , فإن الوزارة لن تنتظر ولذلك كانت هناك حلول سريعة ومبادرات على المدى القصير لتتواءم مع أخواتها ذات المدى البعيد , وكان من بينها برنامج ( حافز ) لكي يشعر الشباب أن دولتهم معهم دائما , وهم يبحثون عن العمل بجدية وبدون اتكالية . ** مكافأة الألفي ريال لا تظل ثابتة لمن لا يتجاوب مع متطلبات برنامج (حافز) بل إنها تنقص 200 ريال في كل مرة من عدم تجاوب المتقدمين مع ما يطلب منهم , وبعد أربع مرات من عدم التجاوب يتوقف تقديم المكافأة , لاتضاح حقيقة عدم جدية الشاب في التفاعل مع البرنامج , ومن التفاعل المطلوب من المتقدمين ( دعوتهم لحضور المقابلات - والانضمام للتدريب الذي يطلب منهم .... الخ ) وذلك لأنه لا يمكن إهدار المال العام على من لا يريد العمل بجدية . ** سبب تحديد السن العمري الأدنى للمتقدم ب ( 20 ) عاما هو الابتعاد عن سن 18 الذي يكون خلالها الشاب أو الشابة يدرس في الجامعة , حيث قد يغري ذلك البعض لترك دراسته الجامعية , والانضمام للبرنامج .. أما تحديد السقف العمري ب ( 35 ) عاما , فلأنه اتضح أن معظم المتقدمين ل ( حافز ) هم الإناث ( ثلثا المتقدمين حتى الآن ) ولو تم رفع السقف إلى (50 ) عاما لأصبح في البرنامج 90% من الإناث , وهؤلاء ممن لم يعملن بوظائف في حياتهن غالبا ولا يتوقع أن يكن طالبات وظيفة خصوصا وأكثرهن متزوجات , وإنما طالبان وراغبات في ال 2000 ريال ( المكافأة ) فقط , وهذا خارج أهداف البرنامج . ** مدة الإعانة ( 12 ) شهرا في برنامج حافز , هي الأطول عالميا . ** التحدي أمام وزارة العمل هو متابعة تنفيذ هذا البرنامج من عشرات المكاتب على مستوى المملكة . ** هناك 600 موظف حتى الآن , للرد على استفسارات المتقدمين للبرنامج, ولقد تم إنشاء واحد من اكبر مراكز الاتصال على مستوى البرامج الحكومية للإجابة على استفسارات المتقدمين . ** قار تأنيث المحلات النسائية قرار سياسي استراتيجي للدولة لتوسيع فرص عمل المرأة ووزارة العمل كانت المخولة بتطبيق ضوابط قرار تشغيل النساء بناء على قرار من مجلس الوزراء . ** وزارة العمل لا يمكن ان تسعى إلى تقليص الاعداد في ( حافز ) ولا إلى تقليص الصرف عليه , ولدينا حتى الان 700 ألف تمت الموافقة عليهم , ويمكن ان يصل العدد إلى مليون ونصف , ليتم صرف 3 مليارات شهريا و قد تصل مع الاعداد القادمة من المتقدمين 6 مليارات شهريا , والاجمالي السنوي سيكون عندها 36 مليارا . ** هناك نساء الآن يعملن في وظائف ( من على بعد )وقمنا باحتسابهم من ( السعودة ) وهناك نساء صرن يعملن بالمصانع .