أثار الإعلان عن نية وزارة العمل في إصدار قائمة سوداء بعدد السعوديين العاطلين عن العمل والمقيدين في برنامج « حافز « الذين تم عرض فرص توظيف عليهم ولم يتقدموا للاستفادة من تلك العروض جدلا بين كل من المسئولين والخبراء والمستفيدين من البرنامج وفي الوقت الذي اقترب موعد تطبيق اللائحة التنفيذية للبرنامج مع غرة رجب . في البداية كشف الدكتور إبراهيم آل معيقل مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية « هدف « عن وجود أكثر من 270 ألفا لم يكملوا عمليات التسجيل في برنامج « حافز « التي تصل بنسبة تقديرية قرابة 17 % , مشيرا بان الذين أكملوا يصل إلى أكثر من 2.2 مليون الذين استكملوا عمليات التسجيل في البرنامج . وطالب الدكتور آل معيقل من مستفيدي اعانة الباحثين عن العمل « حافز « التأكد من عمليات التسجيل ودقة المعلومات حتى يأتي رسالة من البرنامج على الايمل أو الهاتف باتمام عملية التسجيل وفي سياق متصل قال الدكتور آل معيقل انه سوف يبدأ تطبيق اللائحة التنفيذية لبرنامج حافز بعد 3 أيام مشددا في الوقت نفسه على ضرورة ان يسجل جميع المستفيدين من البرنامج في تسجيل « الدخول الأسبوعي « على الموقع الإلكتروني للبرنامج كأحد أهم آليات التواصل المباشر بين البرنامج والمستفيدين مما يمكنهم من الاطلاع على كل المعلومات والإرشادات الخاصة بالبرنامج من جهة ، والخدمات المساندة له من جهة أخرى. وأشار الدكتور آل معيقل ان ضرورة الالتزام باللائحة التنفيذية للبرنامج , يعد دلالة على الجدية في البحث عن العمل قائلا «نحسن الظن في الجميع ولا نرغب في أن يتم تخفيض الإعانة أو إيقافها عن أي مستفيد ولكن في حال تسجيل مخالفة للائحة البرنامج فسيتم تخفيض الإعانة تدريجيا و إشعار المستفيد بذلك عن طريق رسالة نصية على جواله و أخرى إلكترونية إلى ملفه الشخصي على موقع حافز. وأفاد الدكتور آل معيقل أن البرنامج سيرسل خلال مرحلة التوعية رسائل تذكيرية للمستفيدين قبل مرور سبعة أيام على آخر تسجيل دخول أسبوعي لهم وأخرى تنبيهية بعد مرور أسبوع في حال عدم تسجيلهم للدخول الأسبوعي. وتحدد اللائحة التنفيذية للبرنامج عدداً من الضوابط الخاصة بحالات تخفيض الإعانة أو إيقافها التي تشمل عدم تسجيل» الدخول الأسبوعي» للمستفيد على موقع حافز الإلكتروني، أو في حال تخلفه - بدون عذر مقبول - عن حضور أو إكمال دورات التدريب أو المقابلات الشخصية مع جهات العمل المحتملة. 3000 مهنة متاحة أكد مصدر مطلع أن صندوق الموارد البشرية يعتمد على دليل المهن الذي أعدته وزارة العمل مسبقا والذي يحتوي على 3000 مهنة متنوعة برواتب وحوافز تتناسب مع مؤهلات طالبي العمل ومخصص لقطاع الأعمال الحكومي , مشيرا إلى أن ترشيح الوظائف يكون بحسب المؤهلات التي يملكها كل طالب أو طالبة للعمل بالتوافق مع متطلبات السوق المتغيرة دوما والتي تختلف طبيعتها مع القطاع الخاص وهنا تكمن المشكلة في اختلاف متطلبات بيئة العمل الخاص والتي تحتوي على العديد من الوظائف التي تتنوع بين المتدنية والرفيعة بحسب الحاجة الآنية ولكن الصندوق يحرص على اختيار الوظيفة المناسبة لكل مؤهل لضمان العدل والمساواة وتكافؤ الفرص . وأضاف المصدر عن الصندوق بأنه يحرص على الدفع بالشباب إلى سوق العمل لمواكبة التطور والذي تعيشه المملكة حاليا وخصوصا من ناحية العناية بتنمية الموارد البشرية وتعظيم الفائدة التي تعود بالخير على الاقتصاد الوطني وترفع من المعيشة وتفتح المجال للشباب للتدرج في الوظائف والدخول في معترك العمل بمختلف مستوياته . عامل الوقت من جانبه قال رئيس المركز السعودي للدراسات والبحوث سعد مارق أن برنامج حافز أعدته الدولة لمساعدة الباحثين عن العمل»الجادين» وهذا البرنامج لأنه في بداية مراحل تطبيقه الأول ولم يأخذ الوقت الكافي لإعادة توطين مهنة العمل بين صفوف الشباب مع إيماننا أن فترة اعداده كبرنامج وطني لم يستغرق سوى بضعة أشهر. وأضاف مارق أن عامل التوقيت لصدور هذا البرنامج له أهمية كبيرة مما قد ينبئ بأن النظام بحاجة الى فترة تطبيق كافية لقياس مدلولات نجاحه وتلمس جوانب النقص فيه ان وجد , وهو بالتأكيد محل اهتمام بالغ من ادارة حافز. وبين أن حافز يأتي ضمن مجموعة من البرامج الأربعة « نطاقات – طاقات -لقاءات – حافز «وهذا البرنامج ليس للإعانة وهذا مايجب ان يفهمه الجميع , لأن الهدف الاساسي للمبلغ المالي المخصص ومدته هو قياس حجم الباحثين عن عمل في صفوف الشباب بالمرحلة الأولى وهذا ماتحقق حتى الان. اما بخصوص المرحلة التالية لمتطلبات حافز هي فرز العناصر غير الراغبة في العمل وهذا ماتم اكتشافه من خلال رفض هذه الشريحة ممن سجلوا أو قبلوا بحافز , ولكي تتضح الصورة بشكل أفضل فإن القائمة السوداء التي ستعلن عنها وزارة العمل بالتنسيق مع صندوق الموارد البشرية هي فرز حقيقي بين قائمتي الجادين وغير الجادين . فالقطاع الخاص لديه مايستوعب عددا كبيرا من الشباب السعودي فبرنامج حافز يعد برنامجا وطنيا للتخفيف من اعداد الاستقدام وتدفق الأموال التي تصل الى 115 مليار ريال سنوياً لأكثر من 115 دولة. الايجابيات والسلبيات من جانبه قال الخبير الاقتصادي فضل البوعينين إن برنامج حافز من أهم البرامج الموجهة لمعالجة البطالة في المملكة ، فهو يحقق أهدافا كثيرة وجليلة، وإن كنت سأركز على أربعة أهداف إيجابية وهي: الأول حصر عدد العاطلين وتصنيفهم وفق تحصيلهم وخبراتهم العلمية والعملية ، وتوزيعهم الجغرافي وتصنيفهم من حيث الجنس والعمر؛ وهذا بحد ذاته أمر غاية في الأهمية على أساس أن جميع البرامج القديمة لم تجد قاعدة بيانات يمكن الاعتماد عليها للانطلاق إلى عالم التوظيف والتوجيه والتدريب والتعليم العاطلون أهم إيجابيات حافز الأولية؛ أما الإيجابية الثانية فهي توفير مصدر رزق كريم للباحثين عن العمل وهذا يحقق أهدافا إنسانية، إجتماعية، وأمنية. والهدف الثالث توفير التدريب الأمثل للباحثين عن العمل وتجهيزهم لسوق العمل؛ والإيجابية الرابعة هو تحميل وزارة المالية ميزانية الباحثين عن العمل كي تجتهد في خلق مزيد من الوظائف في القطاعين العام والخاص كي تخفض الميزانية المدفوعة للباحثين عن العمل، وتجتهد في التعاون مع الوزارات الأخرى لوضع الحلول الناجعة للمشكلة. وأضاف البوعينين :إن تلك الإيجابية لا تلغي بعض السلبيات في البرنامج، التي نتمنى تجاوزها مستقبلا من خلال التطوير المستمر؛ ومنها إلزام طالبي الوظائف بوظائف لا تتناسب مع تخصصاتهم العلمية وخبراتهم العملية، أو الوظائف متدنية الأجر والتي يقل أجرها الشهري عن مكافأة حافز؛ فمن سيقبل بوظيفة « عامل بناء « بثمانمائة ريال يعمل خلالها 12 ساعة في الوقت الذي يمكن له الحصول على 2000 ريال كمكافأة من حافز دون أن يعمل!!. إذا يجب أن تكون الوظائف المستهدفة والبديلة لحافز لا يقل دخلها عن 4000 ريال، ومتوافقة مع طموح طالبي الوظائف، وهذا يمكن تحقيقه بسهوله في سوق تضم أكثر من 6 ملايين أجنبي. من السلبيات التي قد تُلحق بحافز أنه لم يستطع حتى الآن استصدار قرار يحدد فيه الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص، أسوة بالقطاع الحكومي؛ والأكيد أن حافز لا علاقة له بهذا الجانب التنظيمي ، إلا أن أحد أهم المؤثرات في البرنامج ، هو توفير وظائف في جميع أنحاء المملكة بأجور لا تقل عن مكافأة حافز ، بل يجب أن تكون أعلى منها ب 100 في المائة لتحفز المستفيدين من برنامج حافز على قبول الوظيفة الجديدة. استصدار قرار يحدد الحد الأدنى للأجور في القطاع الخاص أمر غاية في الأهمية، ويجب أن يكون «حافز» محفزا لصدوره. اما فيما يتعلق بتحديث بيانات حافز قال : إن التحديث يتسبب في مشكلات كثيرة لسكان القرى والمدن النائية، والأحياء التي لا تتوفر لها خدمة النت، كما أن التحديث الاسبوعي في حاجة إلى إعادة نظر. ربط مكافأة حافز بمعاشات الضمان أو أي مكافأة إجتماعية من السلبيات التي تحتاج إلى معالجة؛ فحافز برنامج موجه للباحثين عن العمل، وهو برنامج مستقل ويجب ألا يؤثر سلبا في اي دخل إجتماعي آخر، وإن كانت الدولة المسئولة عن دفع المكافأتين؛ فمعونة الضمان لا تسد رمق المحتاجين وهي أقل من أن تُستغل لحجب مكافأة مُستحقة أمر بها ولي الأمر. وبين البوعينين بأن حافز لم يهتم كثيرا بخلق الوظائف في القطاع الخاص، وكنت أتمنى أن يهتم المعنيون به عن خلق مزيد من وظائف القطاع الخاص بإستراتيجية الإحلال، فكما أنه أصبح لدينا قاعدة بيانات للباحثين عن العمل؛ فيجب أن يكون لدينا قاعدة بيانات بالوظائف المشغولة بأجانب في القطاع الخاص، وأن يكون التركيز على الوظائف العليا والمتوسطة في المرحلة الأولى وهي التي يجب أن نستهدفها بالسعودة. توفير الوظائف في القطاع الحكومي سيحمل الدولة اضعاف ما تتحمله من حافز في الوقت الحالي؛ فالوظائف المستهدفة يجب أن تكون من وظائف القطاع الخاص الذي يجب أن يتحمل مسؤوليته تجاه الوطن وأبنائه. وقال إن من سلبيات حافز أنه لا يتعامل مع طالبي العمل ممن تجاوزت أعمارهم 35 سنة ؛ وأحسب أن هذه الفئة هي الأحوج للمكافأة خاصة المتزوجين الذين يعيلون أطفالا وفقدوا وظائفهم لأسباب مرتبطة برب العمل أو الزوجات المطلقات ممن لم يستطعن الحصول على وظيفة، في الوقت الذي تنكر لهن أزواجهن، ولم يعد ينفقوا عليهن ولا على أبنائهن قرشا واحدا. اراء المستفيدين أوضح عبدالعزيز البراهيم أنه يحمل شهادة المتوسطة وقد تم قبوله في حافز منذ الشهر الأول , وتم عرض وظيفة بنَاء من قبل الصندوق وما أن عملت في هذه الوظيفة الا انني لم أتمكن من تحمل متاعب هذه الوظيفة والتي كان راتبي الاجمالي 1300 ريال, فتم فصلي من العمل و حرماني من حافز, فحاولت بعد ذلك اعادة التسجيل في حافز فتم رفض ذلك من قبل النظام موقع البرنامج , فأعتقد أن القائمة السوداء ليست بجديدة. وقالت أم عبدالعزيز أنها سجلت في برنامج حافز منذ بدء صرف الاعانة الأولى في شهر صفر الماضي , وتسكن في قرية تفتقد فيها الى خدمات الانترنت حيث يصعب تسجيل الدخول أسبوعياً أو حضور التدريب الالكتروني مما يشكل عائقا امامنا . وقال عبدالمحسن العتيبي بأنه قام بالتسجيل في البرنامج منذ فتح باب التسجيل من الشهر الأول لصرف الإعانة وحتى الآن لا يزال الطلب قيد الدراسة , مبدياً تعجبه من عدم قبول أو رفض الطلب . وأضافت أمل صالح عن أن البرنامج وضع شروطا قامت بخدمة شريحة معينة دون أخرى رغم أن لهم الحق في هذه الإعانة وهم من تجاوز عمر 35 عاما والبعض منهم متزوج ولديه أطفال ولكن يفتقد إلى الوظيفة ويفتقد للإعانة. من جانبه قال عبدالله ظافر إنه تم قبوله في البرنامج وتم صرف جميع الأشهر الماضية مبدياً تخوفه من قرار التحديث الأسبوعي في حال تأخر أحدهم في القيام بالخطوة المطلوبة وهذا ما يشكل عائقا لدى العديد ممن تصرف لهم هذه الإعانة. استغلال المستفيدين قامت بعض المكتبات بايجاد فكرة جديدة لاستغلال المستفيدين من اعانة «حافز » حيث قام عدد من هذه المكتبات بإرسال رسائل نصية أو الإعلان عبر المواقع الالكترونية أو وضع لافته على واجهة المحل تنص على تسجيل الدخول أسبوعياً ومتابعة التحديث والخطوات المتبعة المطلوبة من البرنامج مقابل مبلغ رمزي نهاية كل شهر اعطاء رقم الهوية والرقم السري يشار الى برنامج «حافز» قرر في وقت سابق بتحديث البيانات أسبوعياً وفي حال عدم الإلتزام بذلك سيتم خصم 200 ريال عن كل تأخير.