سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأستاذة والمشرفة التربوية وعضو الوفد المدني الذي صاحب خادم الحرمين الشريفين في زيارته للهند .. المطوفة فاتن حسين: مؤسسات أرباب الطوائف حققت إيجابيات كثيرة في تقديم الخدمة الجماعية
ذاكرة المهنة كتاب وثائقي من إصدار الهيئة التنسيقية لمؤسسات أرباب الطوائف قدم له معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي الذي عده الأول من نوعه في هذا المجال. وفي مقدمة الكتاب وعن الرعيل الأول قال المطوف فائق بن محمد بياري رئيس الهيئة التنسيقية إن مهن أرباب الطوائف تزخر بكثير من القامات السامقة من الرجال الذين قاموا على خدمتها على مدى عقود طويلة وواكبوا تطوراتها وشهدوا تحولاتها. ويضم الكتاب التوثيقي الفخم بين دفتيه لقاءات مع الرواد الأوائل نشرت في نشرة الهيئة الفصلية الرفادة من عام 1427ه إلى 1430ه. احتوى الكتاب أيضاً على تمهيد عن مؤسسات أرباب الطوائف، حيث تحدث الأستاذ محمد بن حسين قاضي الأمين العام للهيئة عن منظومة المؤسسات ومراحل الطوافة في العهد السعودي الزاهر والواجبات والمهام وغير ذلك مما يتعلق بأعمالها ولجانها. المطوفة الأستاذة فاتن بنت إبراهيم محمد حسين، حرم المطوف الأستاذ عدنان محمد أمين كاتب رئيس مجلس إدارة المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج جنوب آسيا، عضو اللجنة النسائية التطوعية بمؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا لعدة سنوات، ورئيسة اللجنة، منذ عام 1429ه، والمشرفة التربوية بإدارة الإشراف التربوي بإدارة التربية والتعليم بمكةالمكرمة، تعد من الأسماء النسائية البارزة، التي لها حضور لافت ومميز في العمل في مجال "الطوافة" وتقديم الخدمات لضيفات الرحمن في كل موسم حج، بصفة خاصة، وفي مجالات العمل العام، والأنشطة التعليمية والتربوية بصفة عامة، كما تعد نموذجاً مشرفاً للمرأة المكية التي تسلحت بالعلوم والمعارف، واكتسبت الخبرات والمهارات، لتثري ساحة العمل في مجال "الطوافة" بجهودها في ميادين العمل الخدمي والإشرافي، وبعصارة أفكارها في مجالات البحوث والدراسات، التي قامت بها في هذا المجال، وكذلك الكتب والمؤلفات، بهدف تطوير أساليب العمل، والارتقاء بطرق الأداء، وقد نالت شرف المشاركة في الوفد الإعلامي الثقافي المدني، الذي صاحب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، في زيارته - يحفظه الله - للهند في عام 1427ه، الموافق لعام 2006م. شرف المشاركة ومن أبزر مؤهلاتها الأكاديمية حصولها على ماجستير مناهج وطرق تدريس، تخصص وسائل تعليمية في تدريس اللغة الإنجليزية، كما حصلت على بكالوريوس لغة إنجليزية من جامعة "أم القرى"، بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف. ولها تاريخ حافل في مجال التعليم، حيث عملت معلمة للغة الإنجليزية في المرحلة الثانوية لمدة سبع سنوات، ومشرفة لغة إنجليزية لمدة أحد عشر عاماً، ومدرب معتمد في عدة برامج، كما لها إسهامات مقدرة في مجالات الإعلام والصحافة والنشر، من خلال عضويتها في لجنة الإعلام التربوي بإدارة الإشراف لعدة سنوات، حيث شاركت في تحرير العيد من النشرات الإعلامية، ومن خلال المشاركة بعدة مقالات تربوية واجتماعية في بعض الصحف والمجلات المحلية، كما أنها عضو في العديد من الهيئات العلمية والجمعيات، منها رواق "بكة النسائي"، وجمعية "أم القرى" الخيرية، وهيئة الإعجاز العلمي في القرآن الكريم بمكةالمكرمة، وحصلت ضيفة "ذاكرة المهنة" في العدد "الثالث" لنشرة "الرفادة"، الصادر في الخامس عشر من شهر ذي الحجة 1429ه، الموافق 13 ديسمبر 2008م، المطوفة الأستاذة فاتن حسين، على العديد من الدورات التدريبية، أبرزها دورات متقدمة في اللغة الانجليزية من معهد "ملواكي وسكاتسن" للتقنية التعليمية، ومن جامعة "سانت لويس"، في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ودورات متعددة في استراتيجيات التدريس الحديثة، ودورات متقدمة في تنمية مهارات التفكير مع خبراء محليين، ودورات متقدمة في تنمية مهارات التفكير الإبداعي والنقد مع خبراء عالميين. ولها العديد من الكتب والبحوث والمؤلفات، من أبرزها مؤلف حول المطوفات: "عمل المرأة في مهنة الطوافة"، قامت بتأليفه في عام 1426ه، وهو عبارة عن دراسة استقصائية لمؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا، وآخر حول العمالة المنزلية، وهو عبارة عن بحث خاص بملتقى ورواق "بكة النسائي"، بجانب إعداد نشرات تربوية باللغة الإنجليزية، والعديد من الكتب والمطويات ومواد حلقات التدريب، وأوراق العمل والبرامج، التي من أهمها إعداد برنامج الاخوة الإنسانية وتعميمه على جميع مدارس التعليم العام للبنات بمكةالمكرمة، كما حصلت على عشرات شهادات الشكر والتقدير من جهات متعددة، منها إدارة التربية والتعليم، ووزارة الحج، ومؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا، ووزارة الثقافة والإعلام، وجمعية أم القرى الخيرية. دور المرأة وحول دور المرأة الملكية، وجهودها في خدمات ضيفات الرحمن، بدأت المطوفة الأستاذة فاتن حديثها قائلة: "لايمكن إنكار أن المرأة (المطوفة)، كانت من قديم الأزل، ومنذ بداية التاريخ الإسلامي، تستقبل المرأة (الحاجة) وتقوم بكل واجبات الضيافة، وتساعدها في كثير من الحالات، وقد استمرت المرأة (المكية والمدنية والجداوية) في القيام بهذه الأدوار الكبيرة والفاعلة والمهمة في خدمة ضيفات الرحمن، تجسيداً للأدوار المهمة التي كانت تقوم بها المرأة: (المطوفة والدليلة والوكيلة والزمزمية)، في الماضي لخدمة الحاجات من ضيوف الرحمن - والتي تسظل قائمة بإذن الله تعالى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها - ولما يؤدونه من أدوار فاعلة في هذا المجال الذي يعد بالنسبة لهن شرفاً خصهن الله سبحانه وتعالى به، وواجباً دينياً وخدمة إنسانية، فقد شكّلت كل مؤسسة من مؤسسات أرباب الطوائف لجنة نسائية خاصة، تضم كوكبة من النساء اللاتي يتميزن بالكفاءة العالية، من صاحبات المؤهلات العلمية والأكاديمية العليا، حيث تضم هذه اللجان أكاديميات مرموقات وعضوات هيئة تدريس في الجامعات السعودية، وتربويات وطبيبات، إضافة إلى بعض صاحبات المهن الرفيعة، ومن اللاتي تقلدن مناصب عليا في مختلف ميادين العمل، واكتسبن خبرات كبيرة، للقيام بالعمل التطوعي للخدمة ضيفات الرحمن، وتقديم كل الخدمات اللازمة لهن، بطريقة تتماشى مع الدين الإسلامي الحنيف، ولا تتعارض من العادات والتقاليد، بدءاً من استقبالهن بمنافذ القدوم المختلفة، والترحيب بهن وتقديم واجب الضيافة لهن، والتعرف على احتياجاتهن، ومرافقتهن إلى مكةالمكرمة، واصطحابهن إلى الحرم المكي الشريف للطواف والسعي، والى المشاعر المقدسة، وزيارتهن في أماكن سكنهن، وتثقيفهن وتوعيتهن دينياً وصحياً، بتقديم النصائح التوعوية الشاملة، ومطويات وبرشورات ومنشورات تحوي إراشادات أمن وسلامة ووقاية صحية، والإجابة على بعض الأسئلة التي تحتاج لفتاوى نسائية، وتقديم ثقافة مكثفة لهن أثناء الموسم، بجانب تفقد أحوالهن وزيارة المنومات منهن في المستشفيات، وتقديم ماء زمزم والتمور والهدايا وبقات الورد لهن، وإقامة ليالٍ ثقافية للحاجات في رواق بكة النسائي وفي غيره، بمشاركة نخبة من نساء المجتمع اللامعات في ميادين الفكر والأدب والثقافة، وكذلك إعداد بعض الليالي الدينية والثقافية بمشاركة العديد من العلماء والمشايخ والأدباء والمفكرين والمثقفين، عن طريق الدوائر التلفزيونية المغلقة، كما تنظم هذه اللجان زيارات لضيفات الرحمن إلى بعض معالم مكةالمكرمة والمدينة المنورة، كمقار مؤسسات أرباب الطوائف، ومركز التعبئة الآلية لماء زمزم، ومصنع كسوة الكعبة المشرفة، ومتحف الحرمين الشريفين، ومجالس الأحياء المكية، والجمعيات النسائية الخيرية، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، ومعهد خادم الحرمين الشريفين لابحاث الحج، وكذلك إلى بعض المعالم السياحية والتجارية والثقافية المهمة". السمعة الحسنة وحول بدايات أسرة " آل محمد حسين" في العمل في مجال " الطوافة" وبدايتها هي شخصياً في ممارسة هذه المهنة، وذكرياتها معها ومع الحجاج، قالت المطوفة فاتن: "الطوافة هي مهنة الآباء والأجداد، وتعتبر أسرة آل محمد حسين من الأسر المكية العريقة في مجال العمل بمهنة الطوافة، حيث منح الجد الأكبر لقب: شيخ مشايخ طائفة أهل الهند بمكةالمكرمة" في عام 1298ه، وهي تعتبر منحة أو شهادة من السلطان العثماني الذي يمنحها عادة لمن يملك الكفاءة العالية والسمعة الحسنة من المطوفين في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وقد توارث ابناؤه وأحفاده المهنة حتى يومنا هذا، فتخلقوا بخلقه وساروا على نهجه، وهكذا يتضح أن مشوار أسرة آل محمد حسين في مجال الطوافة مشوار حافل بالعطاء والبذل والتضحية والمعاناة، فكثيراً ما كان يروي لنا الوالد - حفظه الله - كيف كان يقضي الليالي الطوال في المشاعر المقدسة. يفترش الأرض ويلتحف السماء.. في سبيل متابعة إعداد الخيام وتهيئة ما يكرم به الحاج، حيث لا يبتغي من ذلك سوى الأجر العظيم من الله تعالى" وتضيف: "أما عن بداياتي أنا شخصياً في ممارسة هذه المهنة، وذكرياتها معها ومع الحجاج فمع أن ممارستي للمهنة كانت محدودة، إلا أنني مارستها منذ نعومة أظفاري، فقد كنت في سن صغيرة حينما كانت المرأة المطوفة في أوج عطائها، خاصة بعد انتقال والدي إلى مدينة جدة، حيث كنت أساعده في بعض الأمور، ولكن الذي لايزال مطبوعاً في مخيلتي حتى الآن، هي تلك العلاقة الإنسانية القوية التي كانت تربط بين المطوفة والحاجات، فقد كانت عمتي مريم محمد حسين - يرحمها الله - تتحدث الأوردية بطلاقة، وكانت لها علاقات وطيدة مع الحاجات، حيث كن يتبادلن معها الهدايا". التضحية والعطاء ورداً على سؤال حول ما شكلته مهنة "الطوافة" من ملامح شخصية الأستاذ فاتن المتعددة، وعن سر العلاقات الخاصة التي تربط الحاجة بالمطوفة أجابت بقولها: "بلا شك أن روح التضحية والعطاء غير المحدود في خدمة ضيوف الرحمن إلى جانب خلق المطوف الرفيع الذي يعشق المهنة، ويبذل في سبيلها الغالي والرخيص، كان هو النموذج الذي كنت أراه في والدي - حفظه الله وأبقاه - وقد انعكس اأثر ذلك على سلوك أبنائه، إذ يتميزون بروح التفاني بلا حدود مهما كانت الظروف، إضافة إلى ذلك فإن المطوف بحكم إشرافه على أمور الحج، وحرصه على أداء الحجاج للشعائر الدينية طبقاً للسنة النبوية الشريفة، فقد أكسبه ذلك شخصية ذات صبغة دينية وعقيدة إيمانية قوية، جعلته النموذج الديني للحاج، وكان لذلك أثر في تكوين شخصيتي أنا أيضا". وأضافت: " وفيما يخص العلاقة الخاصة التي تربط الحاجة بالمطوفة، فالطوافة - كما يعلم الجميع - كانت في البداية طوافة فردية، بمعنى أن يقوم الفرد وأسرته بأعباء ومسؤوليات الطوافة منذ وصول الحاج إلى مكةالمكرمة وحتى مغادرته لها، ولكن زيادة أعداد الحجاج أظهرت الكثير من السلبيات في أداء المهنة بهذه الطريقة الفردية، حيث كانت تقوم على العشوائية والاجتهادات الشخصية، وعدم قدرة الفرد على أداء جميع الأعمال بالدقة المطلوبة، وقد أدى هذا الوضع إلى ظهور مؤسسات أرباب الطوائف، لتقوم على العمل الجماعي التعاوني، وتكثيف الجهود وتوحيد الطاقات للارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وأيضاً بين المطوفات والحاجات، نتيجة لابتعاد المرأة عن المهنة أولاً، ثم بسبب تزايد أعداد الحجاج، الذي أدى إلى وجود الحجاج في دور بعيدة، ومنفصلة تماماً عن منزل المطوف وأهله، مما شكل حواجز أساسية في التواصل والعلاقات الإنسانية، وأدى بالفعل إلى تقلص أو تلاشي العلاقات الحميمية التي كانت تربط بينهم قبل ذلك". دور المرأة تم اختيار المطوفة الأستاذ فاتن حسين للمشاركة في الوفد الإعلامي الثقافي المدني الذي صاحب زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للهند في عام 2006م فحدثتنا عن مغزى هذا الاختيار وأبعاده، وعن أبرز ما حققته هذه الزيارة - من وجهة نظرها- بقولها: "اهتمت وزارة الثقافة والإعلام في الآونة الأخيرة بإبراز دور المرأة السعودية وأنشطتها إعلاميا، إيماناً من المسؤولين فيها، بأن المرأة السعودية قادرة على العطاء والإنجاز، وأنها حققت وتحقق الكثير في بناء المجتمع، واستطاعت إثبات وجودها في جميع الميادين العلمية والاجتماعية والاقتصادية والصحية، ولكن الصورة عن المرأة السعودية لازالت قاتمة أو مشوهة في كثير من المجتمعات، التي تستقي معلوماتها عادة من الإعلام الغربي، الذي يعمد إلى تشويه صورة المرأة السعودية، لذا فقد وضعت خطة اعلامية بارعة لتعريف تلك المجتمعات بالمرأة السعودية ودورها وما وصلت إليه، من خلال تشكيل وفود مدنية مرافقة لزيارة خادم الحرمين الشريفين إلى تلك الدول، وقد تم تشكيلها من جميع شرائح المجتمع في مجال إدارة الأعمال، والإعلام، والفن، والطوافة، وقد تم ترشيح بعض المطوفين والمطوفات، فكنت ضمن أعضاء الوفد المدني لزيارة الهند، حيث إنه يوجد بالهند ما يقارب من مائة وخمسين مليون هندي مسلم بحاجة إلى التعرف على المرأة المطوفة". ومضت قائلة: "وحول ما حققته هذه الزيارة من وجهة نظري، فأعتقد أنها كانت ناجحة إلى حد كبير، وحققت الأهداف التي وضعت من أجلها، بتوضيح صورة المرأة السعودية المسلمة التي تتمسك بالثوابت، وتتكيف مع المتغيرات المعاصرة التي يتطلبها النمو الحضاري الإنساني، فهي غير منعزلة عن العالم، وتستطيع التواصل مع الثقافات الأخرى، ولقد ساعد على توضيح هذه الصورة وإبرازها، التخطيط الدقيق والتنسيق الجيد بين وزارة الثقافة والإعلام في المملكة، والإعلام الهندي، حيث كان هناك حضور إعلامي مرئي ومسموع ومقروء مكثف خلال تلك الفترة، وقد صاحبت الوفد خلال زياراته، العديدة للمراكز الثقافية والجامعات والكليات والغرف التجارية وجمعيات حقوق المرأة وغيرها، وأجريت العديد من اللقاءات والحوارات مع أعضاء الوفد خلال تلك الزيارات". تطوير الذات سالت المطوفة الأستاذة فاتن.. يلحظ الناظر إلى سيرتكم الذاتية، والمتابع لأنشطتكم، مشاركتكم في العديد من الدورات المتخصصة في التربية والتعليم، فما أبزر انعكاساتها على عملك كمطوفة؟ وبوصفك زوجة مطوف ورئيس مجلس إدارة مؤسسة طوافة، يُكرس جل وقته لهذه المهنة الشريفة، فما آثار ذلك على بيئة المنزل وتربية الأولاد، وما دورك - كزوجة ومطوفة - في تهيئة الأجواء الملائمة له للقيام بهذه الأعباء الكبيرة والمهام الجسيمة بالصورة المطلوبة؟ فردت بقولها: "الدورات التي أقدمها للمعلمات هي جزء مما حصلت عليه من دورات في سبيل التطوير الذاتي والنمو المهني، حيث إن التدريب أثناء الخدمة له دور فعال في تطوير المهارات والخبرات بما يتواكب مع المستجدات العالمية، وبما تتطلبه عمليتا التربية والتعليم لبناء أجيال واعدة قادرة على تجاوز المشكلات الراهنة" وتمضي قائلة: "وقد انعكس ذلك على حياتي بكل أبعادها.. وكمطوفة أستطيع أن أقول إنني - بفضل الله تعالى - استطيع التخطيط والإعداد للقاءات التوعوية الثقافية والدينية للحاجات، وتحديد المحتوى وفق احتياج الفئات المستهدفة من الحاجات، كما تمكنت من التدريب الفعلي للمطوفات العاملات معي في فن التعامل مع الحاجات، وفي فن الإلقاء، وذلك لتقديم عروض جيدة في متحف الطوافة بمؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا وأثناء اللقاءات الثقافية، كما تم تدريبهن عملياً على الأساليب العلمية في جمع المعلومات عن الحاجات المنومات في المستشفيات، باستخدام بطاقات الملاحظة الدقيقة، وكذلك كيفية إعداد الملف الصحفي". وواصلت حديثها قائلة: "أما عن تساؤلك حول دوري كزوجة ومطوفة في تهيئة الأجواء الملائمة لزوجي، للقيام بأعماله وأداء مهامه بالصورة المطلوبة، وآثار ذلك - الايجابية والسلبية - على بيئة المنزل وانعكاساتها على تربية الأولاد، فمما لا شك فيه أن المنزل هو البيئة الأولى التي ينشأ فيها الطفل، وله الدور الأعظم في تربية الأبناء وتشكيل شخصياتهم، فمن الطبيعي أن تنعكس ثقافة الوالدين وطبيعة تكفيرهما وقيمهما ومعتقداتهما على أبنائهما، وقد كان أسلوب التربية بالقدوة هو المتبع في تربيتنا لأبنائنا، ومع قصر الوقت الذي يمضيه أبو أياد مع أبنائه - لكثرة مشاغله - إلا أنه استطاع بفضل الله تعالى أن يضع بصماته الرائعة على شخصياتهم" وتواصل الأستاذة فاتن حديثها حول هذا المحور قائلة: "أما من حيث المنزل، فهو الضيف الغالي جداً في موسم الحج، حيث لا يكاد يعرف شيئاً عن أمور المنزل والعائلة، وفي الأيام الأخرى، فعملية إدارة المنزل تكون تشاركية من حيث الرأي، أما الإجراءات التنفيذية، ففي الغالب أقوم أنا بها - نيابة عنه - في سبيل تهيئة جميع الأجواء المريحة والهادئة له لللقيام بأعبائه في إدارة المؤسسة بالشكل المطلوب، وإنني افتخر بمقولة ذكرها لي أحد الصحفيين وهو الأخ الفاضل الأستاذ توفيق نصر الله، المحرر بصحيفة اليمامة - بعد اطلاعه على بعض مقالاتي - حيث قال لي: (حقاً إن وراء كل رجل عظيم امرأة)". الرؤية المستقبلية قوّمت المطوفة الأستاذة فاتن حسين - بوصفها معلمة وتربوية وأكاديمية مرموقة - واقع مؤسسات أرباب الطوائف في الوقت الحالي، وأوضحت رؤاها ونظرتها المستقبلية لها وتحدثت - بشيء من الإيجاز - حول الأدوار البارزة التي كانت للمرأة في الماضي في مجالات خدمة الحاجات، وأاوضحت هل لا تزال هذه الأدوار الإنسانية قائمة في الوقت الحالي، ولماذا لم تعد واضحة وبارزة للعيان؟ بقولها في هذا الأمر: "مؤسسات أرباب الطوائف، حققت الكثير من الايجابيات في تقديم الخدمة الجماعية بدلاً من الخدمة الفردية، لأنه من المستحيل أن يقوم فرد واحد بجميع المهام، مما جعل أعمال الحج أكثر تنظيماً ودقة، وأسهمت في توفير الخدمات المطلوبة وفق تعليمات وزارة الحج، وقد قدمت مؤسسة مطوفي حجاج جنوب آسيا، خدمات متميزة، وطورت خططها التشغيلية، بما يتواكب مع مستجدات العصر، لتحصل المؤسسة - وكذلك مكاتب خدماتها الميدانية - على شهادة "الآيزو" العالمية، وإذا أردنا لبقية هذه المؤسسات، أن ترتقي أكثر بالخدمات، فلا بد لها من ابتكار حلول إدارية ناجعة لتحقيق عوائد وأرباح اقتصادية مجزية على غرار النظام الذي تطبقه مؤسسة جنوب آسيا. وهو تطبيق نظام العقد الموحد القائم على المنافسة في تقديم الخدمات، وهذا يحتاج إلى إعادة هيكلة الأنظمة واللوائح، وإجراء دراسات متعمقة لزيادة العوائد، بما يحقق خدمات متميزة لضيوف الرحمن". وأضافت بقولها: "أما الرؤية المستقبلية.. فهي رؤية تتعلق بالمرأة المطوفة من حيث اعطائها الحق في ممارسة الخدمة وفق تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وقيمه ومبادئه، وأن يكون هناك لجنة نسائية في كل مكتب خدمة ميداني، تقدم برامج وأنشطة خاصة لضيفات الرحمن، وتقوم برعايتهن صحياً واجتماعياً" ومضت قائلة: "أما ما يخص الأدوار البارزة التي كانت للمرأة في الماضي في مجالات خدمة الحاجات، وهل لا تزال هذه الأدوار الإنسانية قائمة في الوقت الحالي، ولماذا لم تعد واضحة وبارزة للعيان، فأود أن أؤكد أن المرأة المطوفة كانت في الماضي تقوم بأعمال متنوعة، كالاستقبال والضيافة وتهيئة وإعداد المكان ومرافقة الحاجات إلى المشاعر المقدسة، وكذلك حفظ أمانات الحجاج وتقديم الرعاية الصحية والتوعية الدينية للحاجات، بل ورعاية أطفالهن، حيث كان الحجاج يمضون فترة ستة أشهر وأكثر في مكةالمكرمة، فكانوا يصطحبون معهم أطفالهم وعائلاتهم، وهذه الأدوار تقلصت بدرجة كبيرة بظهور مؤسسات الطوافة، وقيامها بتقديم الخدمات الجماعية وحصرها على الرجال فقط، حيث ابتعدت المرأة تماماً عن ميدان الطوافة وخبأ بريق أدائها لفترة من الزمن، ولكنها عادت في السنوات الأخيرة، لتجسد واقعاً يثبت قدرة المرأة المكية على العطاء والبذل والمشاركة في البناء والتنمية وخدمة المليك والوطن، من خلال خدمة حجاج بيت الله الحرام بما يحقق توجهات حكومة خادم الحرمين الشريفين، التي تسعى لتقديم أفضل الخدمات لحجاج بيت الله الحرام". خطوة رائدة وتعليقاً على الاهتمام المتعاظم بالعنصر النسائي الذي برز مؤخراً، والمتمثل في اتاحة الفرصة لها للانتخاب "أصالة" لا "وكالة" في انتخابات مجالس إدارات مؤسسات أرباب الطوائف التي جرت في بداية عام 1428ه، وتوظيف عدد منهن في اللجان النسائية بهذه المؤسسات لتثقيف الحاجات وتوعيتهن في مواسم الحج الماضية، ورداً على سؤالنا حول تأثير طبيعة عملها كأستاذة ومشرفة تربوية، ومشاغلها الكثيرة وارتباطاتها الأخرى على تفرغها لمهنة الطوافة ومتابعة أمورها، ولماذا لم تحظ الطوافة وشؤونها وشجونها سوى بمؤلف واحد من ضمن مؤلفاتها المتعددة، قالت المطوفة الأستاذ فاتن حسين: "قامت وزارة الحج بخطوة رائدة حينما منحت المرأة المطوفة حق الانتخاب المباشر دون توكيل، فكثيراً ما يكون رأي المطوفة مختلفاً تماماً عن رأي موكلها، ولكن القرار بيده هو، فكانت الانتخابات تأتي غير ممثلة للواقع الحقيقي، مما ينعكس أثرها السلبي على المطوفة وعلى الخدمات المقدمة، فالانتخابات أسلوب حضاري إسلامي يقوم على إعطاء الحق لأصحابه في ترشيح وانتخاب من يرونه قادراً لإدارة أموالهم ورعاية مصالحهم، وبذلك حققت الانتخابات في مجالس إدارات أرباب الطوائف أهدافها في اختيار من يرونه الأفضل، والأكثر عطاءً والأكثر رغبة في خدمة حجاج بيتت الله الحرام، وقد كانت هذه أهداف معالي وزير الحج الدكتور فؤاد بن عبدالسلام الفارسي ورغباته". وتواصل قائلة: "أما من حيث توظيف المطوفات في اللجان النسائية، فإنه بالفعل قد أثبتت المرأة المطوفة قدرتها وكفاءتهاعلى الانخراط في هذه المجالات، ولكي تكون الفائدة أعم، فلابد وأن يكون هناك عضو نسائي في كل مكتب خدمة ميدانية، بحيث يتم ترشيح سيدة من محارم رئيس المكتب حتى تكون حلقة وصل للجنة النسائية مع المكتب، في سبيل تسهيل مهام اللجنة وأعمالها، وتقديم الخدمات المتميزة لحاجات بيت الله الحرام". وواصلت حيدثها قائلة": "أما حول تأثير طبيعة عملي على تفرغي لمهنة الطوافة ومؤلفاتها عنها، فمما لاشك فيه أن عملي الأساس - كأستاذة ومشرفة تربوية - يأخذ جل وقتي واهتمامي، وهي مهنة شاقة ومهامها لا تنتهي، فمن زيارات صفية إلى متابعات ميدانية وحلقات تنشيطية ثم دورات تدريبية للمعلمات، ومن دراسات علمية لمشكلات فنية في المادة، إلى متابعات إدارية متنوعة، فكل ذلك لا يتيح لي الفرصة للتفرغ لمهنة الطوافة أو التأليف عن الطوافة والحج، ولكنني وخلال موسم الحج، اعتدت أن اقتطع جزءاً من وقت راحتي للقيام بالأعمال التطوعية في مهنة الطوافة لنيل الأجر والمثوبة من الله تعالى، وفعلاً هناك الكثير من الجوانب التي تشغل ذهني، وتحتاج فعلاً إلى دراسات تاريخية وإنسانية مستفيضة في مهنة الطوافة، ربما يشاء الله سبحانه وتعالى القيام بها في يومٍ ما". بناء الإنسان في خواتيم هذا الحوار، طلبت من فاتن بنت إبراهيم محمد حسين، المطوفة والمشرفة التربوية كلمة أخيرة نختتم بها هذا اللقاء، فقالت: "في حديث لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، قال سموه الكريم: "نحن نعتني ببناء الإنسان وبناء المكان، وتطوير الإنسان، وتطوير المكان"، وهذا في الواقع يمثل استراتيجية عمل متكاملة، تستند إلى توجيهات حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - التي تولي جل اهتمامها للعناية بالإنسان السعودي وتطوير الوطن، وعلينا كمؤسسات طوافة أن نضع هذه الاستراتيجية نصب أعيننا، وأن نعمل على الاستثمار في الإنسان والمكان، وذلك سيتحقق بإذن الله تعالى بالإرادة". السيرة الذاتية المعلومات الشخصية الاسم: فاتن بنت إبراهيم محمد حسين العنوان: مكةالمكرمة، ص.ب 7352 هاتف: 5362989- فاكس:5313986 بريد إلكتروني: [email protected] المؤهلات الأكاديمية * ماجستير مناهج وطرق تدريس التخصص الدقيق الوسائل التعليمية في تدريس اللغة الإنجليزية. * بكالوريوس لغة إنجليزية من جامعة "أم القرى" بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف. الأعمال والمسؤوليات * مشرفة تربوية بإدارة الإشراف التربوي بمكةالمكرمة. * عضو اللجنة النسائية التطوعية بمؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا لعدة سنوات، ورئيسة اللجنة، منذ عام 1429ه. المهام والمشاركات * المشاركة كأحد أعضاء الوفد الإعلامي الثقافي المدني المصاحب لزيارة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، للهند 2006م. * المشاركة في المؤتمر العلمي الاقليمي للموهبة بجدة 1427ه. * المشاركة بمقالات تربوية اجتماعية في بعض الصحف والمجلات المحلية كالمدينة والندوة واليمامة. الدورات التدريبية * دورات متقدمة في اللغة الإنجليزية، من معهد "ملواكي وسكاتسن" للتقنية التعليمية بالولاياتالمتحدةالأمريكية. * دورات في جامعة سانت لويس في الولاياتالمتحدة، وهي دورة متقدمة في اللغة الإنجليزية، في عام 1425ه. * دورة اكتشاف القدرات الابداعية عند الموهوبين والمعاقين، في المؤتمر الاقليمي للموهبة بجدة. * دورات في الحاسب الآلي.