كشف حكام ليبيا الجدد النقاب عن مجموعة من المقاتلين المدربين على الخدمة في جيش وطني في خطوة نحو إخضاع الجماعات المسلحة لسلطة مركزية في عاصمة تعج بمتطوعين ثوريين أطاحوا بمعمر القذافي. وسار أكثر من 500 مجند جديد في مسيرة تتقدمها فرقة موسيقى الجيش في منطقة سوق الجمعة بطرابلس في حفل حضره ضابط كبير في الجيش بمناسبة انتهاء تدريب المجندين على الخدمة في جيش وطني. وتضم طرابلس عددا من الميليشيات التي يزعم كل منها أن له الحق في تأمين المدينة بعضهم من مناطق أطاحت بحكم القذافي قبل أن تسقط طرابلس الشهر الماضي. ويكافح المجلس الوطني الانتقالي الحاكم لتشكيل حكومة مؤقتة أكثر شمولا. وبعض الميليشيات لا يعترف بالقائد العسكري لطرابلس الذي عينه المجلس الوطني الانتقالي. ودعا رئيس المجلس العسكري لطرابلس الذي الذي يزعم بأن مجلسه مفوض من المجلس الوطني الانتقالي وهيئة حاكمة محلية نصبت نفسها الوحدات من خارج طرابلس يوم الاثنين إلى سحب أسلحتها الثقيلة من العاصمة. وهناك مخاوف من أن يتحول ذلك الاحتكاك بين الميليشيات إلى العنف. وقال زهير محمد -وهو من سكان طرابلس وحضر الحفل الذي أقيم في ساحة لسباق الخيل- "جئت لأشهد تخريج أول دفعة بالجيش الوطني.. لواء سوق الجمعة.. آمل أن تكون خطوة جيدة لتأمين طرابلس لإنهاء الوجود العسكري في العاصمة." وجاءت دعوة المقاتلين من أماكن آخرى إلى الانسحاب من العاصمة بعدما أعلن مقاتل معارض للقذافي تشكيل ميليشيا لتأمين طرابلس وهو منصب ادعاه لنفسه أيضا عبد الحكيم بلحاج وهو خصم مخضرم للقذافي. ويرى منافسو بلحاج أنه راعي المصالح القطرية في ليبيا بعد القذافي. وكان المجلس الوطني الانتقالي قال في وقت سابق إنه سيسعى إلى دمج آلاف من أفراد الميليشيات في قوات الشرطة وضمان نزع أسلحة الميليشيات بعد ضمان السيطرة على جيوب قليلة للمقاومة تسيطر عليها القوات الموالية للقذافي.