سلّم ثوار الزنتان مطار طرابلس الدولي إلى المجلس الوطني الانتقالي، في خطوة تساهم في تخفيف المخاوف من صدامات بين كتائب الثوار المنتشرة في العاصمة منذ طرد قوات العقيد معمر القذافي منها في آب (أغسطس) الماضي. وجاء ذلك في وقت عُقد اجتماع ضم مختلف كتائب الثوار في طرابلس بهدف درس سبل التنسيق في ما بينها، في ظل رفض بعضها الانضواء تحت قيادة المجلس العسكري لثوار طرابلس الذي يرأسه عبدالحكيم بلحاج. وأوضح موقع «المنارة» الليبي، أن اجتماع الكتائب والمجالس العسكرية للثوار عُقد أول من أمس في مقر الحرس الوطني التابع للمجلس العسكري لطرابلس بحضور رئيس هذا المجلس عبدالحكيم بلحاج. وأشار إلى أن الاجتماع انتهى إلى تشكيل «الجمعية العمومية للمجلس العسكري» لطرابلس، وتم فيه «تأكيد شرعية المجلس الوطني الانتقالي كممثل وحيد للشعب الليبي»، وكذلك تأكيد «التعاون مع اللجنة الأمنية العليا المعنية بتأمين مدينة طرابلس ووضع كافة إمكانات المجلس العسكري تحت تصرفها. وأكد المجلس العسكري لطرابلس أنه كغيره من الأطر والهيئات التي تشكلت في ظل «ثورة 17 فبراير» عبارة عن مجلس موقت إلى حين إعادة تشكيل الجيش الوطني والأجهزة الأمنية. وتحدث الشيخ عبداللطيف الشويرف أمام الحضور، معرباً عن سروره ل «اجتماع الكتائب (الثوار) على كلمة سواء» بعد الانباء عن خلافات في ما بينها. لكنه أبدى تخوفه من هذه المرحلة «نظراً إلى اختباء الأعداء بين صفوفنا». كذلك تحدث في الاجتماع عبدالله ناكر أحد قادة كتائب الثوار في طرابلس، ووصف ب «الهرج والمرج» ما تداولته وسائل إعلام عن خلافاته مع عبدالحكيم بلحاج، وقال: «لن نختلف بإذن الله». ووصف الاختلاف القائم بينه وبين بلحاج بأنه اختلاف في وجهات النظر «لن يفسد للود قضية». وقال: «أنا ومجلسي موافقون على أي شيء يراه أخي عبدالحكيم بلحاج، ولا للفتنة ونعم للوحدة». كما عبّر عن رغبته في الانضمام إلى الجمعية العمومية للثوار التي تم الاتفاق على تشكيلها. وجاء ذلك في وقت أوردت وكالة «رويترز» أن الحكومة الانتقالية الليبية تسلّمت المطار الدولي في طرابلس من مجموعة من المقاتلين. وأبلغ رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل الصحفيين أن جماعات مسلحة أخرى ستحذو حذو هؤلاء المقاتلين قريباً وتبدأ بتسليم السيطرة على المنشآت الرئيسية للسلطات المدنية. وكان المطار تحت قيادة مختار الاخضر وهو قائد وحدة من المقاتلين من بلدة الزنتان بغرب ليبيا الذين تدفقوا على طرابلس للمساعدة في اطاحة معمر القذافي من السلطة. وقال عبدالجليل في المطار الذي لم يبدأ بعد في استقبال الرحلات الجوية، إن المقاتلين يسلمون هذا الموقع المهم بعد تحريره للفنيين الذين سيقومون بتنظيم الرحلات من هذا المكان المهم. وأضاف أن المقاتلين ألزموا انفسهم بتسليم موقع كل أسبوع طبقاً لتعليمات المجلس الانتقالي والمكتب التنفيذي من أجل مصلحة ليبيا. ويتصاعد التوتر بين الميليشيات من خارج طرابلس ومجلس عسكري يقوده المعارض الإسلامي عبد الحكيم بلحاج، الذي يقول انه يتمتع بتأييد المجلس الانتقالي ويدعو الوحدات المسلحة الأخرى إلى إنهاء مظاهر التسلح في العاصمة. وتستخدم شركة الخطوط الجوية التركية التي استأنفت رحلاتها أخيراً، وشركات الطيران الداخلية مطاراً عسكرياً في طرابلس غير المطار المدني الذي سلّمه ثوار الزنتان.