لولا أن تجد الكلمة من يقرأ لفظها ويفهم معناها لما كانت لها قيمتها ولولا الذوائق الراقية لتهاوت الأحرف من سماوات الجمال إلى أوحال وقيعان التشوه. برق تلالا.. قلت عز الجلالا واثره جبين صويحبي وأحسبه برق!! جميل هذا التمازج والتزاوج بين المطر والحب..بين البرد وهو أجمل وأقسى معطيات الشتاء وبين الدفء.. وهوأجمل وأهم هدايا الحب. وبرد الشتاء ودفء الحب أكبر وأهم من مساحة الخيال العادي عند الناس..أكثر الناس. البرق أول وأهم سفراء المطر.. هوجبين السحابة وعطرها وألقها.. وجبين الحبيبة هنا سحابة ثرة وطوفان من النور.. وهو أزهى وأبهى من البرق والدليل هذا الإحلال الجمعي المستوحى من فداحة الخلط لدى الرائي. و(عزالجلالا) دعاء واقرار بعظمة من أودع الجمال في كلتا الصورتين. هذا التوفيق الواثق لدى الشاعر جعلنا نقتنع بكل مافي حبيبته من جمال وسمو.. وقد أزاح مانعرف وأحل مكانه مالا نعرف بدون ان يستجدي قناعاتنا أو يلوي أعناقنا اويفرض علينامالانريد! قالوا، مثل مبسم هيا..قلت لا..لا بين البروق وبين مبسم هيا فرق! الآن اشتعل حطب الأحاسيس العطشى.. وتلظى الحب وأصبحت الأشياء أقرب الى الصدق منها الى أي شيء آخر(قالوا).. السؤال هنا مفتوح خارج الزمان والمكان. ومبسم (هيا) هو أجمل وأخطر مايمكن أن نتفق أونختلف عليه.. فهوبالنسبةلنا ول(هيا) عاصمة الجسد..والمرفأ الأهم ! (بين البروق وبين مبسم هيافرق)! والفرق لصالح مبسم هيا. فالمقارنة معدومة رغم وجودها.. ومنفية رغم إحلالها. أجدني منحازا بلا حدود لكل شاعر يتيقن بأن الأ سئلةهي سنام الشعر ومؤشرالتميز والصدق. روشن هيا له فرجتين شمالا وباب مع القبله وباب مع الشرق ! الروشن كلمة أجهل أصلها ولن أبحث عنه. وهي في القاموس النجدي غرفة النوم ومكان خدر المرأةوخلوتها.. والفرجة هي النافذة الصغيرة.. و(هيا) تنعم بروشن فسيح جميل كامل التهوية , يدخله الهواء من جهاته الثلاث عكس السائد في زمنها.. ممايوحي إنها بنت نعمة. الآن أتخيل (هيا) امرأة جميلة مكتنزة تستقطب قلوب العشاق. أما مشاعرها فمن الصعب الحكم عليها..وهي تختلي في روشن فسيح جميل ذو فرش وثير وروائح زكية ففيه مالا يمكن أن يتحقق للفتاة في زمانها من رفاهية ومتعة. أما جبينها ومبسمها فقدعرفتم عنهما مايكفي ولن أزيد. و(هيا) فوق ذلك اسم نجدي جميل ذو موسيقى دافئة يتشربه القلب ويطبق عليه الفم بلهفة!! * الأبيات للشاعر الفاره/ محسن الهزاني / رحمه الله