يواجه المدرب الأرجنتيني كلاوديو بورجي المدير الفني لمنتخب تشيلي لكرة القدم مهمة صعبة للغاية عندما يقود فريقه في بطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) الشهر المقبل حيث يحتاج إلى بلوغ المربع الذهبي للبطولة على الأقل في أول اختبار رسمي له مع الفريق. وتولى بورجي مسئولية الفريق قبل شهور قليلة خلفا لمواطنه مارسيلو بييلسا الذي حظي بشعبية طاغية بين أنصار الفريق بعدما قاد منتخب تشيلي إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا وتأهل للدور الثاني (دور الستة عشر) للبطولة بعد عدة عروض راقية سواء في التصفيات أو النهائيات. ويحتاج بورجي إلى الوصول مع الفريق للمربع الذهبي في بطولة كوبا أمريكا التي تستضيفها الأرجنتين من الأول إلى 24 تموز/ يوليو المقبل للتأكيد على جدارته بتولي تدريب الفريق بعد بييلسا الذي ترك بصمة رائعة مع هذا المنتخب. ويرى بورجي أن بلوغ المربع الذهبي في البطولة يعادل إنجاز بييلسا ببلوغ الدور الثاني في مونديال 2010. واعترف بورجي "يتعين علينا أن نكون ضمن المنتخبات الأربعة الأولى". ورغم ذلك، يخوض منتخب تشيلي فعاليات البطولة بدون استعدادات جادة وجيدة نظرا للمشاكل الاقتصادية التي عانت منها كرة القدم في تشيلي خلال الآونة الأخيرة. ومع رحيل بييلسا عن تدريب الفريق وكذلك رحيل هارولد ماين نيكولز من رئاسة اتحاد كرة القدم في تشيلي، عادت الكرة في هذا البد إلى معاناتها السابقة بعد ثلاث سنوات رائعة كانت بمثابة عصر ذهبي للفريق. وفي ظل هذه الأزمة المالية، فضل مسئولو كرة القدم في تشيلي استئجار طائرة خاصة لنقل أفراد البعثة البالغ عددهم 64 فردا بالإضافة لكم كبير من الأطعمة إلى الأرجنتين للمشاركة في بطولة كوبا أمريكا مقابل إلغاء مباراتين وديتين للفريق مع منتخبي أيرلندا وأستراليا. وحرص بورجي حتى الآن على عدم مناقشة هذه الأمور مع المسئولين، وعمد المدرب الأرجنتيني إلى استدعاء لاعبين من دوري الدرجة الثانية في الفترة الماضية لحين إتاحة الفرصة إليه لتجميع اللاعبين الأساسيين ونجوم الصف الأول للمنتخب والذين يحترف معظمهم في أندية خارج تشيلي. ورغم ذلك، رفضت بعض أندية دوري الدرجة الثانية في تشيلي السماح للاعبيها بالانضمام للفريق وهو ما لم يكن يحدث مع بييلسا الذي كان يعتمد بشكل شبه تام على اللاعبين المحترفين بالخارج والذين لم يتأخروا مسن قبل عن تلبية الاستدعاء. وقال سيرخيو خادوي رئيس اتحاد كرة القدم في تشيلي حاليا "ليست هناك أي فجوة أو خلاف مع الطاقم الفني للمنتخب". وما زال بورجي يحظى بدعم هائل ومساندة تامة من المسئولين والمشجعين. وسبق لبورجي أن تولى تدريب كولو كولو في تشيلي وكذلك فريقي بوكا جونيورز وأرجنتينوس جونيورز الأرجنتينيين بخلاف فترة قصيرة مع إندبندنتي الأرجنتيني. ويعتمد بورجي بشكل كبير في قيادة منتخب تشيلي على النزعة الهجومية. وقاد بورجي الفريق في مباراتين وديتين خلال آذار/ مارس الماضي حيث تعادل مع المنتخب البرتغالي 1/ 1 وفاز على نظيره الكولومبي 2/ صفر. ويستخدم بورجي طريقة اللعب 3/ 4/ 1/ 2 (التي قد تتحول إلى 3/ 3/ 2/ 2) مع توخي الحذر الدفاعي الذي تعلمه من خلال مسيرته في تدريب الأندية. وسبق لبورجي، الذي كان ضمن صفوف المنتخب الأرجنتيني الفائز بلقب كأس العالم 1986، أن طبق نفس طريقة اللعب واشتهر بها خلال تدريبه لفريق كولو كولو. وبذلك، سيكون أداء منتخب تشيلي في بطولة كوبا أمريكا خليطا بين طريقتي لعب بييلسا وبورجي حيث ترك الأول بصمة على أداء الفريق يصعب على اللاعبين نسيانها سريعا بينما يتولى مواطنه بورجي قيادة الفريق حاليا. وما يعزز فرصة الفريق، الذي لم يحرز لقب كوبا أمريكا من قبل، هو إمكانية اعتماده على مجموعة متميزة من اللاعبين مثل ماتياس فيرنانديز وخورخي فالديفيا وجاري ميديل. ويبلغ متوسط أعمار لاعبي الفريق نحو 24 عاما حيث يعتمد بورجي بشكل كبير على نفس المجموعة التي خاض بها بييلسا بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا مع استبعاد اللاعب مارك جونزاليس للإصابة وعودة اللاعب ماوريسيو بينيا إلى صفوف الفريق بعد تراجعه عن قرار اعتزال اللعب الدولي. ويعتمد الهيكل الأساسي لمنتخب تشيلي على كلاوديو برافو خلف رأسي الحربة هامبرتو سوازو وأليكسيس سانشيز بالإضافة إلى أرتورو فيدال في خط الوسط. ويخوض منتخب تشيلي فعاليات الدور الأول في كوبا أمريكا 2011 ضمن المجموعة الثالثة التي تضم معه منتخبات أوروجواي والمكسيك وبيرو.