كانت الصحف الإنجليزية الصادرة امس هادئة على غير العادة بعد خطأ ساذج آخر في حراسة المرمى بإحدى بطولات كأس العالم. واعترفت هوب باول، مدربه المنتخب الإنجليزي لكرة القدم للسيدات، المشارك حاليا ببطولة كأس العالم بألمانيا بأن حارسة مرمى الفريق كارين برادسلي لم تكن موفقة في محاولة التصدي لتسديدة اللاعبة المكسيكية مونيكا أوكامبو التي قادت بلادها للتعادل مع إنجلترا 1/1 ضمن منافسات المجموعة الثانية بمونديال ألمانيا. وكانت صحيفة ديلي تليجراف هي الصحيفة الوحيدة التي أجرت مقارنة مباشرة، خلال تقريرها عن المباراة بموقعها الإلكتروني، بين خطأ برادسلي وخطأ مواطنها الحارس روبرت جرين خلال بطولة كأس العالم للرجال بجنوب أفريقيا العام الماضي عندما أخفق في الإمساك بتسديدة اللاعب الأمريكي كلينت ديمبسي مما أدى إلى تعادل مماثل 1/1 أمام الولاياتالمتحدة. وجاء في تقرير الصحيفة البريطانية: "إنه تطابق تام. فكما فعل مواطنيهم بمنتخب الرجال، تخاذل منتخب إنجلترا للسيدات عندما استهل مشواره ببطولة كأس العالم بألمانيا بنتيجة مخيبة للآمال يوم الاثنين". وأضاف التقرير: "لقد وقع الفريق حتى في خطأ يتعلق بحراسة المرمى ليثبت أن أمثال روبرت جرين وديفيد سيمان لا يحتكران مسألة إفلات الكرة من بين أيديهم على مستوى كبرى البطولات". وفي الوقت الذي ألقت معظم وسائل الإعلام البريطانية الأخرى اللوم في هذا التعادل على الفرص العديدة الضائعة من اللاعبة إنيولا ألوكا،لم تتمكن باول نفسها من إخفاء خيبة أملها بسبب خطأ برادسلي. وقالت باول: "سأشاهد هذه اللعبة من جديد ولكنني أعرف أن كارين تشعر بخيبة أمل شديدة لأنها لم تتمكن من الإمساك بالكرة. بدا لها أن الكرة غيرت مسارها ولكنني أعتقد أنها كان بوسعها الإمساك بها". وأضافت: "كان هذا الهدف هو نقطة التحول بالمباراة لأنه منحهم الثقة". ولم يغب إخفاق سيمان في الإمساك بتسديدة النجم البرازيلي رونالدينيو في دور الثمانية من بطولة كأس العالم 2002 عن الأذهان أيضا. ولكن يجب أن تظل إنجلترا في الوقت نفسه فخورة بالتصدي البطولي الذي قام به حارس المرمى السابق جوردون بانكس لتسديدة النجم البرازيلي بيليه الرأسية خلال إحدى مباريات كأس العالم 1970، والذي يعتبر إلى حد كبير أفضل تصد على الإطلاق في تاريخ كأس العالم. كما أن إنجلترا ليست الدولة الكبيرة الوحيدة التي تعرضت لأخطاء من حراس مرمى منتخباتها على مستوى البطولات الكبرى. فألمانيا مثلا، رغم اشتهارها بكفاءة حراس مرماها العالية، شهدت أخطاء فادحة من حراس عمالقة مثل توني شوماخر (في 1986) وأوليفر كان (في 2002) في نهائيات كأس العالم أيضا، بينما فازت البرازيل بلقب بطولة كأس العالم رغم أن حراس مرماها لم يكونوا على قدر كاف من الكفاءة مثل حارسها فيلكس عام 1970. وقالت باول التي لم ترد الانسياق إلى الجدل العام القائم في إنجلترا حول حراسة المرمى: "رأيت العديد من حراس المرمى الرجال تهتز شباكهم بالطريقة نفسها.. ولكنني لا أهتم بالرجال حاليا وإنما بالسيدات". ولم تكن برادسلي هي حارسة المرمى الوحيدة التي وقعت في أخطاء واضحة خلال اليومين الأولين من مونديال ألمانيا الحالي، حيث لم تظهر الكندية إدين ماكليود والنيوزيلندية جيني بيندون واليابانية أيومي كايهوري بمستوى جيد. وجاءت واقعة برادسلي بعد ساعات معدودة من قيامها بالدفاع عن حراسة المرمى بشكل عام في مدونة بالنسخة الإلكترونية لصحيفة "جارديان" البريطانية. وقالت برادسلي تعليقا على هدف أحرزته اللاعبة كيلي سميث في مرمى المنتخب الروسي في بطولة الأمم الأوروبية عام 2009، إنه "أمر مثير للغضب عندما يلقى كل اللوم على حارس المرمى دون أي اعتراف بفضل الهداف (في تسجيل الهدف)". وأضافت: "كان هدفا رائعا، ولكن الناس تواظب على قول: كانت حارسة المرمى متقدمة مما أدى لتسجيل الهدف، ولكن لتمنحوا اللاعبة الأخرى حقها من الإشادة فقد أسقطت لتوها الكرة من فوق لاعبة أخرى من تسديدة من منتصف الملعب". وأشارت برادسلي إلى أن حارسات المرمى تواجهن العديد من الانتقادات في الكرة النسائية مطالبة بالتمعن أيضا في أخطاء حراس المرمى الرجال، وقالت: "انظروا إلى مباريات كأس العالم بالعام الماضي، فهي لم تشهد أفضل العروض من حراس المرمى". وأضافت: "قد يكون أي من الطرفين (الحارس أو الهداف) هو السبب في الهدف ولكن الأمر يعتمد على ما اعتادت الناس عليه وعلى أفكارهم المسبقة وانحيازهم. إننا نحاول تقديم أفضل ما لدينا ولكن الانتقاد أمر سهل، أليس كذلك؟". وفي إثبات لوجهة نظر برادسلي فقد أكد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بموقعه على الإنترنت أن الحارسة الإنجليزية "لم يكن بيدها حيلة" في هدف المكسيك أمس، وتوقع الفيفا أن يتم اختيار تسديدة أوكامبو "كأحد أفضل أهداف البطولة".