بعد فترة إنتظار لسنوات طويلة، يبدو أن المنتخب الإنجليزي وجد ضالته وعثر على الحارس الأمين الذي يستطيع الإعتماد عليه بين الثلاث خشبات. وقبل عامين فقط، تلقى المنتخب الإنجليزي صدمة قوية في مباراته الأولى ببطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا حيث أخفق حارس مرماه روبرت جرين في التصدي لتسديدة متوسطة القوة لتمر الكرة من بين يديه إلى داخل شباك الفريق لينتهي اللقاء بالتعادل مع نظيره الأمريكي. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي يتعرض فيها حارس مرمى منتخب إنجلترا للإخفاق ويفجر موجة يمتزج فيها التعاطف مع الغضب والانتقادات بينما نجحت دول أخرى مثل ألمانيا في تقديم مجموعة من حراس المرمى الأكفاء. وبعد سنوات طويلة من الاهتزاز الذي اتسم به مركز حراسة المرمى في المنتخب الإنجليزي، حان الوقت لتعود الثقة في هذا المركز لدى منتخب "الأسود الثلاثة" وهو ما يتضح حاليا في وجود جو هارت حارس مانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي. ولا يختلف اثنان على أن جو هارت هو الحارس الأفضل في إنجلترا حاليا وأنه لعب دورا كبيرا في فوز فريقه بلقب الدوري الإنجليزي خلال الموسم المنقضي. ولم يتردد روي هودجسون المدير الفني للمنتخب الإنجليزي في ذكر اسم حارس المرمى العملاق السابق جوردون بانكس عندما تحدث عن أهمية جو هارت /25 عاما/ بالنسبة للمنتخب الإنجليزي الذي يلتقي نظيره الفرنسي غدا الاثنين في أولى مباريات الفريقين بالدور الأول لبطولة يورو 2012 . وقال هودجسون "إذا أردنا تقديم بطولة جيدة، يجب أن يكون جو هارت في أفضل مستوياته.. أتفق في أنه سيكون عنصرا مهما. مستواه مع مانشستر سيتي كان رائعا. عندما لعب للمنتخب الإنجليزي، ظهر بشكل رائع. لقد تصدى لبعض الكرات التي لا يمكن للحارس العادي أن يتصدى لها. مستوى حراس المرمى يبعث الثقة في نفوس فرقهم". وأضاف "إذا نظرنا للمنتخبات الإنجليزية القوية في الماضي والتي قدمت عروضا قوية بالفعل، سندرك أنها كانت تضم حراس مرمى كان الناس يرونهم من أفضل الحراس في أوروبا أو في العالم كما هو الجحال بالنسبة لجوردون بانكس". وكان جو هارت ضمن قائمة المنتخب الإنجليزي في كأس العالم 2010 ولكن الإيطالي فابيو كابيللو المدير الفني للفريق في هذا الوقت فضل الحارس "المنحوس" جرين الذي أصبح الآن بديلا لهارت. وكان كابيللو نفسه هو من منح الفرصة إلى هارت للمشاركة مع المنتخب الإنجليزي للمرة الأولى حيث دفع به في وسط المباراة أأمام المنتخب الترينيدادي في يونيو/ حزيران 2008 بديلا للحارس ديفيد جيمس الذي نال لقب "جيمس الكارثي" من قبل وسائل الإعلام البريطانية. وكان من بين الحراس الذين توافدوا على مرمى المنتخب الإنجليزي بول روبنسون الذي يتذكره الجميع بالخطأ الذي ارتكبه في اللقاء أمام المنتخب الكرواتي وسكوت كارسون الذي ارتكب خطأ آخر في مباراة أخرى أمام كرواتيا ليحرم هذا الخطأ المنتخب الإنجليزي من بلوغ نهائيات يورو 2004. واعتمد المنتخب الإنجليزي بعد بانكس على بعض الحراس الجيدين مثل راي كليمنس وبيتر شيلتون ولكن آخر الحراس الذي كان من الممكن الاعتماد عليهم بشكل جيد هو ديفيد سيمان الذي تألق لسنوات وأحرز ثنائية دوري وكأس إنجلترا مع فريق أرسنال بقيادة المدرب الفرنسي آرسين فينجر كما أدى بشكل جيد في بطولتي كأس أوروبا (يورو 1996) وكأس العالم 1998. ولكن سوء الحظ لحق به أيضا في كأس العالم 2002 عندما منيت شباكه بهدف مثير للجدل في مباراة الفريق أمام المنتخب البرازيلي في شيزوكا باليابان حيث سدد البرازيلي رونالدينيو الكرة ساقطة بشكل رائع إلى داخل الشباك من خلف سيمان الذي تقدم لعدة خطوات أمام مرماه وفشل في التصدي للكرة. وبدا المدربون السابقون للمنتخب الإنجليزي في حيرة شديدة لدى اختيار الحارس الأساسي للفريق ولكن هودجسون لا يعاني حاليا من نفس الحيرة حيث ينتظر أن يدفع بالحارس هارت دون أي تردد. وذكرت صحيفة "ذي ميرور" البريطانية "عودة إلى الأيدي الأمينة. هارت هو أكثر حارس مرمى يمكن لإنجلترا الاعتماد عليه منذ سيمان". ومع افتقاد المنتخب الإنجليزي جهود بعض اللاعبين البارزين في هذه البطولة للإصابة وغياب مهاجمه واين روني عن مباراة الغد بسبب الإيقاف، سيكون الفريق بحاجة إلى أداء راقي المستوى من جو هارت خلال مباراة الغد أمام فرنسا.