تشهد المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ثورة هائلة في مجال التعليم العالي والدراسات العليا في الخارج بعد إطلاق برنامج خادم الحرمين الطموح والإستراتيجي للابتعاث والذي يحظى بدعم واهتمام كبير جداً من(عراب) الابتعاث والتعليم العالي الحديث الملك عبدالله رعاه الله الذي أثمرت رؤيته البعيدة للابتعاث في تذليل كافة العقبات التي تواجه جيل اليوم لينهلوا المزيد من العلم لمواكبة المستجدات العالمية والتسلح بأحدث العلوم والمعرفة لقيادة بلادهم لمصاف أرقى الدول وهي المكانة التي تليق ببلاد حباها الله بالخير والنعم لتكون واحة علم ومعرفة ورمزاً للتطور والنمو والازدهار بين كبرى دول العالم. وتواجه الحركة التعليمية في المملكة الكثير من التحديات في مجال إيجاد الكوادر البشرية المؤهلة لسد حاجة سوق العمل وفق النظم والمعايير العالمية حيث يعد قطاع التعليم العالي لاعباً أساسياً في تغذية الحركة التعليمية حيث يسعى بكل الإمكانات التي وفرتها الدولة لمنافسة الدول المتقدمة ووضع القواعد المنظمة لتلك المنافسة. ولمواكبة التغير الذي يشهده التعليم العالي في القرن الواحد والعشرين والتحديات الكثيرة التي يمر بها سوق العمل وحاجته إلى الأيدي العاملة المؤهلة المدربة وحرصاً من خادم الحرمين على التنمية المستدامة للموارد البشرية أطلق الملك عبدالله مبادرته باستحداث برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ليكون رافداً مهماً وأساسياً لدعم الجامعات والقطاعين الحكومي والأهلي في تاريخ 17 /4 /1426ه ليكون هذا التاريخ نقطة تحولا كبيرا في مسيرة التعليم العالي في المملكة. رفع مستوى الاحترافية والمهنية وتسعى حكومة المملكة وفق الرؤية الإستراتيجية بعيدة المدى لخادم الحرمين من هذا البرنامج الطموح والمهم إلى رفع مستوى الاحترافية المهنية وتطويرها لدى المواطنين السعوديين وبناء كوادر سعودية مؤهلة ومحترفة في بيئة العمل التي تشهدالعديد من التغيرات والتحولات المتسارعة وإكساب جيل الغد من الشباب والشابات العديد من الخبرات العلمية والتربوية والثقافية مع مختلف دول العالم وتبادلها معهم ، كما يهدف هذاالبرنامج إلى العمل على إيجاد مستوى عال من المعايير الأكاديمية والمهنية وابتعاث الكفاءات المؤهلة للدراسة في أفضل الجامعات في مختلف دول العالم ، حيث تنطلق رسالة القيادة في الابتعاث على تنمية وإعداد الموارد البشرية وتأهيلها لكي تصبح منافساً عالمياً في سوق العمل ومجالات البحث العلمي ورافداً أساسياً في دعم الجامعات السعودية والقطاعين الحكومي والأهلي بالكفاءات المتميزة. ويوفر برنامج خادم الحرمين لأبناء المملكة فرصة الابتعاث في عدة تخصصات علمية تحتاجها معظم القطاعات الحكومية والأهلية منها الطب وطب الأسنان الزمالة والصيدلة والتمريض والعلوم الطبية ومنها الأشعة والمختبرات الطبية والتقنية الطبية والعلاج الطبيعي والعلوم الصحية كالتغذية والسجلات والملفات، وكذلك تخصصات الهندسة المدنية والمعمارية والكهربائية والميكانيكية والصناعية والكيميائية والبيئية والاتصالات والآلات والمعدات الثقيلة ،كما تشمل التخصصات التي يتم الابتعاث لدراستها الحاسب الآلي في هندسة الحاسب وعلوم الحاسب والشبكات وغيرها في ذات التخصص وأيضاً العلوم الأساسية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء والأحياء إضافة إلى تخصصات القانون والمحاسبة والتجارة الالكترونية والتمويل والتأمين والتسويق، وغيرها مما يحتاجه سوق العمل الذي يتطوربسرعة وينفتح على الكثير من الاحتياجات باستمرار وهو مايتطلب مواكبتها بتأهيل السواعد المدربة لسد تلك الحاجات . ويؤكد الملك عبدالله رعاه الله في أحد لقاءاته الأبوية بأبنائه المبتعثين على هذه الإستراتيجيات والرؤى الحكيمة وبعيدة المدى للابتعاث وضرورته والهدف منه عندما قال حفظه الله مخاطباً أبناءه المبتعثين في كندا لدى استقباله لهم على هامش قمة العشرين الاقتصادية التي انعقدت في تورنتو قبل فترة :إن الأمم لا تعلو إلا بسواعد أبنائها وإن العلم هو المدخل الواسع والأداة الفاعلة في مسيرة التنمية . وقال خادم الحرمين لأبنائه المبتعثين إلى الجامعات الكندية :"إن المسؤولية الملقاة على عاتق كل مبتعث ومبتعثة تحتم عليهما أن يسعىي بعزم لا يعرف الكلل ولا الملل لتحصيل العلم ، فأنتم بعد الله - جل جلاله - عتاد الغد لمستقبل لا نقبل فيه بغير الصدارة لوطن أعطانا الكثير وينتظر منا جميعاً ثمرة ذلك العطاء لرفعة شأنه بين الأمم". وأضاف حفظه الله مخاطباً وموصياً أبناءه:"إنكم سفراء الوطن ، تمثلونه بأخلاقكم وقيمكم التي نستمدها جميعاً من ديننا ، لذلك أوصيكم بأن تكونوا على قدر المسؤولية سلوكاً وتعاملاً ، ولا يساورني أدنى شك - إن شاء الله - بأنكم تدركون ذلك ، وأنكم خير من يمثل وطنه وأهله ، وأسأل الله لكم التوفيق والسداد والنجاح في مسعاكم النبيل". وتختصر هذه الكلمات الأبوية عميقة الدلالات والمعاني هاجس المليك وطموحه في بناء مواطنين مؤهلين لقيادة دولة كبرى يحسب لها ألف حساب بين دول العالم وتحتل بمكانتهاالاقتصادية والسياسية وغيرها مكاناً مرموقاً على خريطة العالم تتطلب منا جميعاً استشعار ذلك والعمل على مواكبته بالتسلح بالعلم والعمل والمهنيةوالافتاح على الثقافات والعلوم المختلفة . 100 ألف مبتعث إلى دول العالم ولمواكبة ذلك لاتزال الدولة تتوسع في الابتعاث وتوسع فرص الدراسة لأبناء وبنات الوطن في مختلف دول العالم المتقدمة حيث تجاوز عددالمبتعثين الآن ال 100 ألف مبتعث ومبتعثة في مختلف التخصصات ، ووفقاً لوكيل وزارة التعليم العالي لشؤون الابتعاث الدكتور عبدالله الموسى يتوقع ان يقفز عدد المبتعثين السعوديين للدراسة في الخارج إلى 140 ألف مُبتعث ومُبتعثة خلال السنوات المقبلة إثر صدور قرار خادم الحرمين بتمديد البرنامج الذي يشهد حالياً مرحلته السادسة. وكان العمل في بداية انطلاق البرنامج قد تم على ابتعاث مجموعة من الطلاب والطالبات إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية ثم تمت توسعة قاعدة دول الابتعاث حتى أصبحت تشمل جميع الدول المتقدمة بما فيها اليابان والصين وكوريا الجنوبية ودول أوروبا الغربيةوكندا وأستراليا ونيوزيلندا. ويقوم البرنامج بابتعاث الطلاب والطالبات السعوديين إلى أفضل الجامعات العالمية في مختلف دول العالم لمواصلة دراساتهم في مراحل البكالوريوس والماجستير والدكتوراه ومرحلة الزمالة الطبية. وقد تم تحديد التخصصات المطلوبة وأعداد المبتعثين بناء على حاجة الوزارات والمؤسسات الوطنية والقطاع الخاص بما يتوافق مع سوق العمل واحتياجات المناطق والمحافظات والجامعات والمدن الصناعية، حيث يهتم البرنامج بتأهيل الشباب السعودي للقيام بدوره في التنمية في مختلف المجالات في القطاعين العام والخاص.