تتوافر كافة الظروف لمشاهدة نهائي كبير لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم على استاد ويمبلي اللندني اليوم السبت عندما يتسمر الملايين من عشاق الساحرة المستديرة حول شاشات التلفزيون في جميع انحاء العالم للاحتفال بوجبة دسمة من فنون اللعبة الشعبية الاولى.ويسعى برشلونة بطل اسبانيا للفوز باللقب الاوروبي للمرة الثانية في ثلاثة مواسم بعد تغلبه على مانشستر يونايتد في النهائي عام 2009 فيما يأمل بطل الدوري الانجليزي في الفوز بلقبه الاوروبي الثاني في أربعة مواسم بعد تغلبه على تشيلسي بركلات الترجيح عام 2008. ففي جهة من الملعب يقف لاعبو برشلونة البارعون في التمرير والذين يقدمون عروضا أقرب منها لالعاب الفيديو لينالوا اشادات واسعة باعتبارهم الفريق الافضل على الاطلاق. وفي الجهة المقابلة يقف يونايتد الذي ينافس الاسبان على اللقب غير الرسمي لاكثر اندية العالم شعبية وهم يعودون الى الملعب الذي شهد حصولهم على اول القابهم في كأس اوروبا قبل 43 عاما وهو استاد ويمبلي بعد اعادة بنائه. ويفاخر برشلونة بوجود لاعبين من امثال ليونيل ميسي احد عظماء اللعبة الذي يضعه كثيرون في مصاف الاساطير بيليه ودييجو مارادونا ويوهان كرويف. وسجل النجم الارجنتيني 52 هدفا في كافة المسابقات هذا الموسم. ويوصف ثاني أهدافه في مرمى ريال مدريد في الدور قبل النهائي بانه واحد من افضل الاهداف في تاريخ اللعبة وبعد ان فشل في الارتقاء لمستوى التوقعات الملقاة على عاتقه مع الارجنتين في كاس العالم 2010 يتوقع ان يبحث ميسي عن التعويض بالحصول على ارفع القاب الاندية في اوروبا. وتحيط به في الملعب كوكبة من اللاعبين الذين توجوا مع اسبانيا بلقبي كأس العالم وبطولة امم اوروبا وهي مجموعة تفهم بعضها البعض بالنظرات ونجحت في التفوق على ابرز المنافسين في عالم اللعبة من خلال سرعتها العالية ودقة التمريرات وتناقل الكرة الرائع فيما بينها. وربما لا يستطيع يونايتد المفاخرة بوجود مواهب تضاهي هؤلاء لكن بطل اوروبا 2008 وبطل الدوري الانجليزي الممتاز حاليا يملك تركيبته الخاصة للفوز بالمباريات الكبيرة. ويعج الفريق بالنجوم من امثال وين روني الذي لا يكل ولا يمل في الملعب ويملك قوة بدنية هائلة اضافة الى خافيير هرنانديز الذي يجيد انهاء الهجمات في شباك المنافسين وماكينة خط الوسط بارك جي سونج وسنوات الخبرة الطويلة لرايان جيجز وصخرة الدفاع نيمانيا فيديتش والحارس الذي يعتمد عليه ادوين فان دير سار الذي يسعى لانهاء مسيرته وهو في سن الاربعين بافضل صورة ممكنة. وقبل كل هؤلاء يمتلك يونايتد المدرب المخضرم اليكس فيرجسون الذي حول النادي من عملاق متثاقل لفريق ينتظر منه انصاره كل عام الفوز بلقب ارفع بطولات الاندية في اوروبا. وسيستمتع بيب جوارديولا مدرب برشلونة الذي لم تتجاوز سنوات مشواره التدريبي اصابع اليد الواحدة لكنه حقق من الالقاب ما يثير غيرة وحسد مدربين اكثر خبرة بمحاولة التفوق على فيرجسون وهو رجل ابدى المدرب الاسباني مرارا وتكرارا الكثير من الاعجاب به والتقدير له. ويقول البعض ان برشلونة فريق يعرف طريقه بمفرده في حين يحتاج يونايتد لكافة ابداعات فيرجسون التدريبية لابطال سحر منافسه الاسباني يوم السبت. وسيمنع الكبرياء فيرجسون من دخول المباراة وهو يفكر في كيفية إيقاف خطورة منافسه وهي مهمة من المفترض ان يعمل لها الف حساب. لكن فيرجسون يعلم ان فريقه ستلوح له الفرص لتشكيل الخطورة على مرمى منافسه خاصة في الهجمات المرتدة وان لاعبيه يملكون من المهارات ما يمكنهم من استغلال انصاف الفرص. لكن حتى تحين لحظات الهجوم الخاطف سيهيمن برشلونة على اللقاء من خلال اسلوب اللعب الرشيق الذي يعتمد على اللمسة السريعة والتمريرات المتقنة وتوغلات ميسي المتكررة. وستعتمد نتيجة المباراة على مدى نجاح كل جانب في تطبيق طريقة لعبه والكيفية التي سيسمح بها كل طرف للاخر باستخدام اسلحته الفتاكة.