تم مساء الجمعة الماضي تكريم المؤلف والمؤرخ الأستاذ أحمد علي أحمد الزهراني بدرع تذكاري بمناسبة تأليفه لكتابه التاريخ البحثي "العنوان في أنساب زهران - من الحجاز إلى عمان وغيرهما من البلدان". وقد ألقى الاستاذ المؤرخ قينان الزهراني كلمة في بداية الاحتفالية الذي أقيم بدار المكرم نظراً لظروفه الصحية، قال فيها : إننا نجتمع اليوم لتكريم شخصية سعودية قدمت للمكتبة السعودية والعربية والعالمية كتاباً مختلفاً يعتبر من أفضل ماكتب عن قبيلة زهران بحثاً وتوثيقاً. وقال سعيد العسعوس: إن ما قمنا به ليس تكريماً رمزياً، والاّ فإن المؤلف المؤرخ الاستاذ أحمد علي الزهراني يستحق أكبر وأعظم من هذا نتيجة لعكوفه على مؤلفه القيم عدة سنوات، ولترحاله حتى سلطنة عمان ووقوفه على معظم الاماكن التي كتب عنها. وأعرب الكاتب الصحفي الاستاذ صالح خميس عن اعتزازه بالأمسية والتكريم، والتي عدّها واحدة من الجلسات التاريخية الثقافية الفكرية، التي تناولت تاريخ جزء من بلادنا العزيزة، وتماهت مع شخصيات تاريخية قبل الإسلام وبعده، وفترات من تاريخ تحتاج إلى من يجليها بالكلمة الموثقة من مصادرها الصحيحة، بعيداً عن العواطف والاهواء، ولكن بالوثائق والوقائع كما يجب أن يكتب التاريخ الصحيح. ثم تحدث المؤرخ والمؤلف "المكرم" الأستاذ أحمد علي الزهراني: فقال إنني أشكر لكم هذه البادرة الطيبة في تكريمي، وهذا في الواقع أمر ليس بغريب على أمثالكم، وإن كنت حقيقية غير ميال إلى مثل هذا التكريم، ويكفي أن أراكم وتروني وأن نلتقي على مائدة المحبة والتعاون في وطن الخير والتآلف، بلادنا الغالية المملكة العربية السعودية، تحت القيادة الرشيدة لولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ، ومتعنا بأيامه الزاهرة المليئة بالخير والحب والسعادة. وإنني أحمد الله تعالى أن رزقنا هذا الوطن المتآلف الذي يشد بعضه بعضاً، ويقوم على أواصر الدين الحنيف، والقيم الرفيعة، والمثل الرائعة، وأما بخصوص كتابي "العنوان في أنساب زهران - من الحجاز إلى عمان وغيرهما من البلدان" فقد عكفت عليه لمدة زادت عن خمس سنوات ، وقد تنقلت إلى العديد من قرى زهران، وسألت المشايخ، وبحثت في امهات الكتب ، وقارنت وبحثت واستنتجت ، وسافرت إلى عمان لعدة شهور لنفس الغرض، حتى وفقني الله تعالى إلى إخراج هذا الكتاب بالشكل الذي ظهر به. وقال أحمد علي الزهراني: إن الكتاب الآن هو في طبعته الرابعة والتي أوشكت هي الآخرى على النفاد، كما نفدت الطبعات الثلاث الأولى منه، وكل طبعة كانت في حدود ألفي نسخة، وقد تلقيت العديد من اوجه الشكر عليه من داخل وخارج المملكة، ومن سلطنة عمان، ومن عدد من اساتذة الجامعات والباحثين. وقال: إن كتابي عن زهران ليس على سبيل التعصب، بل هو من منطلق حفظ التاريخ وتوثيقه، وهذا في اعتقادي حق مشروع لي، كما هو حق لكل أخ من إخواني أبناء القبائل والبلاد الأخرى، وكما قال استاذنا المؤرخ الكبير الراحل حمد الجاسر،إن هناك فترة تاريخية اتسمت بالجهل في تاريخ الجزيرة العربية، ولم يسلم منها سوى الساحل الشرقي. واضاف: أظن أن مابين الجديد في كتابي أنني اوصلت نسب القبائل الحالية المعاصرة مع أصلها القبائل القديمة جداً المعروف تاريخياً، وهذا فيما أظن أنني كنت السباق فيه، وأرجو أن أكون قد وفقت وأصبت فيه، وعن الطبعة الرابعة قال : لقد أضفت لها شيئاً تاريخياً عن بني الحارث والغطاريف وهم قبيلة بني حسن، معرباً عن شكره وتقديره للشيخ سعيد العنقري الذي تكفل بطباعة الطبعة الرابعة من كتابه. وخلال الجلسة جرت مداخلات ومداولات شارك فيها الاستاذ الباحث محمد العسعوس بالحديث عن مكان "تباله" التي فيها صنم الخلطة وأوضح أنها في أسفل وادي "ليّه" وأضاف محمد العسعوس أن الغطاريف قوم سادوا زهران وهم من الأزد وكانوا يعبدون ذي الشرا، ويعودون إلى ابيهم نصر بن زهران. وأكد المؤرخ أحمد علي الزهراني أن بني سلامان هم بنو عمر الحالية وأن الراجح أن سلامان هو عمر نفسه .. مؤكداً على أن تاريخ زهران واسع ومتمدد وعميق، وما كتب حتى الآن لم يستوعب تاريخ هذه القبيلة، ومازالت الفرصة متاحة لمن يغوص في هذا البحر ويستخرج الكنوز واللالئ منه ، وقال : نحن لا نقول أن ما كتبناه كامل، نحن مجتهدون، وكل كتاب ومؤلف يكمل الآخر، وكتابي لم أحرص على أن اكون فيه ناقلاً بل باحثاً ، وقد صادمت به كثيراً من الرؤى التي كانت موجودة عن تاريخ بعض المواقع والشخصيات. وشارك في الامسية المؤلف الاستاذ عبدالحي الغبيشي،الذي كان قد قدم للمكتبة قبل نحو عام من الآن كتاب "تحفة البيان عن ماضي سراة زهران" بالاشتراك مع الدكتور حسن سعيد الزهراني من جامعة الملك عبد العزيز، والذي شارك هو الآخر في الامسية اضافة الى عدد من الاعيان والباحثيين والاعلاميين.