يجتهد مسئولو الجمعيات الثقافية والأدبية في تكريم اسم الأديب علي بن صالح السلوك وتخليد ذكراه، حيث يعمل المقهى الثقافي بفرع جمعية الثقافة والفنون في منطقة الباحة على إطلاق اسمه على مكتبة الأدب الشفاهي، وطباعة ما يجد من أعماله خصوصاً ما يتعلق بالأدب الشفاهي النسوي حتى يتم الحفاظ على تراثه الأدبي من الاندثار إلى جانب تعريف الأجيال القادمة من الأدباء بهذا الأديب الذي أثرى الحياة الأدبية. وقد أعلنت جمعية الثقافة والفنون في منطقة الباحة على هذا التكريم خلال أمسية عن حياة المؤرخ نظمها فرع الجمعية بالباحة مؤخراً وشارك فيها عددٌ من المثقفين والأدباء بالمنطقة الذين أبرزوا دور السلوك - رحمه الله - في حفظ ذاكرة المنطقة من خلال المعجم الجغرافي لبلاد غامد وزهران، والموسوعة الشفاهية للأدب الشعبي وإثبات وجوده من خلال الحوار والنقاش حول فضاء الجغرافيا وتضاريس التاريخ وإطلاق اسم الأديب السلوك على مكتبة الأدب الشفاهي جاء بهدف رصد الأسماء والتجارب الرائدة في المشهد الثقافي بالمنطقة في مختلف الأنساق والتخصصات المعرفية والإبداعية التي برزوا فيها وكان لهم فيها بصمة واضحة وإسهامات بارزة في إثراء الحياة الثقافية والأدبية. والأديب الراحل علي بن صالح السلوك الزهراني يعتبر من أشهر أدباء ومؤرخي الباحة، وُلِدَ في «قرن ظبي» إحدى قرى منطقة الباحة عام 1359ه، وعمل طوال خدمته المدنية في إمارة الباحة مديراً للحقوق العامة فمديراً لإدارة التفتيش فمديراً لإدارة إمارة المنطقة ومديراً عاماً للإدارة المالية والإدارية، كما شارك في إدارة العديد من الأنشطة الاجتماعية والخيرية، فقد كان عضو جمعية الأطفال المعاقين بالرياض وعضو الجمعية السعودية لطب الأسرة والمجتمع وعضو اللجنة المحلية لتطوير منطقه الباحة وعضو جائزة الأمير محمد بن سعود لحفظ القرآن الكريم وعضو الجمعية الجغرافية السعودية وعضو لجنة أصدقاء المرضى عضو الجمعية التاريخية السعودية . وللأديب السلوك العديد من المؤلفات الثقافية والأدبية حيث قام بكتابة موسوعة الموروثات الشعبية (خمس كتب)، وهي جزء من اهتمامه لكتابة تاريخ المنطقة إلا أنها تمثل التاريخ الاجتماعي، وقد استغرق جمع المعلومات أكثر من 25 عاماً وطبعت عام 1415ه كما قام بتأليف كتاب (غامد وزهران السكان والمكان) يبحث في فروع سكان غامد وزهران في الماضي والحاضر وكتاب (وثائق من التاريخ) - ويهتم بجمع الوثائق القديمة المتوفرة لدى مشائخ القبائل وفقهاء القرى والبيوتات العلمية القديمة - صدرت الطبعة الأولى منه عام 1423ه. كما أنه كان يمتلك مكتبة تضم أهم المصادر والمراجع في المجالات الأدبية والتعليمية والتاريخية وبعض المخطوطات، وقد كان - رحمه الله - حريصاً على حماية التراث الثقافي والأدبي. وتوفي الأديب السلوك بعد معاناة مع المرض وبعد أن دخل مرحلة الغيبوبة استمرت لحوالي عشر سنوات كان يرقد خلالها في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض، وتمت الصلاة عليه ودفنه بمدينة الرياض.