لسنا نقدمه مُعرّفين.. بل ذاكرين مذكرين.. وشاكرين.. رغم ابتعاد العهد والحق والتقصير أيضاً.. ومع هذا فسيكون للأديب المؤرخ الأستاذ علي بن سدران الزهراني.. مساحة تليق ببعض منجزه المختلف.. منهجاً ونتيجة.. حاضراً ومستقبلاً.. حين تأتي أجيال باحثة في مجالات التاريخ.. فتكتشف قيمة ما أبقاه لها هذا المؤرخ الذي كتب بمداد الأمانة.. تاريخ أمة وحضارة مكان.. وُلد المؤرخ علي بن محمد بن سدران الزهراني بقرية الأطاولة بمنطقة الباحة عام 1365ه وتدرج في السلم التعليمي ثم عين مدرساً ومديراً بعد أن حصل على درجة البكالوريوس وهو على رأس العمل .. إلى أن أحيل إلى التقاعد المبكر عام 1419ه .. بطلب منه رغبة في التفرغ للبحث والتأليف.. وللمؤرخ الزهراني أكثر من عشرة مؤلفات مابين مطبوع ومخطوط وتحت الطباعة.. منها كتاب التبيان في تاريخ أنساب زهران.. وكتاب من أعلام غامد وكتاب القصائد الحسان وكتاب البيان في لسان زهران.. كذلك كتاب ملحة الإعراب.. وكتاب سيصدر في مجلدين عن جائزة سمو أمير منطقة الشرقية للتفوق العلمي.. إلى جانب ديوان شعري بعنوان خواطر مكلوم وكتاب حكايات شعبية وكتاب قضاة زهران.. مؤخراً اتجه المؤرخ الزهراني للنشاط الثقافي المؤسسي عبر نادي الباحة الأدبي.. من خلال مشاركات وحضور فاعل عبر مجلس الإدارة والفعاليات التي يقيمها النادي.. اللافت في مسيرة هذا المؤرخ المختلف أنه زهد كثيراً كثيراً في الأضواء العابرة.. في الحين الذي كرس وعيه وهمه وقلمه للباحث المنضبط بالشرط العلمي المرجعي الموثق.. وهذا ما أكسبه حضوراً مميزاً ومكانة عالية لدى المعرفيين داخل المنطقة وخارجها.. وعلى أية حال سيبقى أستاذنا علي سدران الزهراني.. قيمة علمية تاريخية فريدة.. رغم مساحة الغياب والتقصير.. فقط ننتظر أدبي الباحة ومؤسسات الثقافة والتاريخ الوطنية عبر تكريم يليق بمنجز هذا التاريخي المعرفي الكبير..