اختتمت امس فعاليات المعرض المصاحب لملتقى أشهر خطاطي وخطاطات المصحف الشريف , الذي نظمه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة . وشهد معرض الملتقى على مدار سبعة أيام إقبالاً كبيراً من الزوار ، حيث كان في مقدمة من حرص على زيارة المعارض والالتقاء بخطاطي المصحف الشريف صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة ، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للآثار والسياحة ، وصاحبة السمو الملكي الأميرة نهى بنت سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز حرم سمو أمير منطقة المدينةالمنورة . وحظيت المعارض بمقتنياتها المتنوعة التي تمثل نماذج من فن خطوط المصحف الشريف والزخرفة العربية متابعة من قبل الزوار والزائرات الذين توافدوا بكثافة على المعارض في أوقات الزيارة الصباحية والمسائية على مدار اليوم ، وقد تنوع الزوار والزائرات من حيث فئات العمر ، ومستوى الثقافة حيث اهتم الجميع وخصوصاً طلاب وطالبات الأقسام الفنية بالجامعات والمعاهد ، ووقفوا كثيراً أمام اللوحات التي أبدع في كتابتها وزخرفتها خطاطي ، وخطاطات المصحف الشريف الذين كانوا على تواصل مع الزائرين بالنسبة للخطاطين ، والزائرات بالنسبة للخطاطات من حيث الرد على استفساراتهم وأسئلتهم المتعددة التي تصب في طلب معرفة معلومات عن هذا الفن الإسلامي العريق « فن الخط والزخرفة « . كما حظيت معارض الملتقى باهتمام زوار المدينةالمنورة من المكفوفين والمكفوفات الذين وضعت لهم بعض البرامج الخاصة في مثل هذه المناسبات التي ينظمها المجمع ، ومن الزائرين عدد من أعضاء جمعيات المكفوفين والمكفوفات الخيرية في عدد من الدول العربية الذين يزورون مكةالمكرمة لأداء مناسك العمرة ، حيث قام عدد من أعضاء هذه الجمعيات في كل من سوريا والأردن وفلسطين بزيارة لمقر الملتقى والمعرض . من جهته وصف معالي الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف بأنه عمل إسلامي كبير ، وعرس للخطاطين من مختلف أرجاء العالم الإسلامي ، مفيداً أنه يحسب على مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف كجهد مميز راقي يعتنى بكل كتبة القرآن الكريم على مختلف جنسياتهم وأعمارهم ذكوراً أم إناث . ونوه البروفيسور أوغلي في تصريح له بمناسبة ختام الملتقى لأعماله اليوم بكل الجهود التي بذلت في إقامة الملتقى بهذه الصورة المشرفة التي تعطي كتاب الله حقه من العناية والاحترام ، معرباً عن سعادته بعقد في ظل الرعاية الملكية الكريمة ، وحضوره الملتقى ، ومشاهدته للمعروضات مبيناً أنه كان في خدمة هذا الخط العربي لمدة ثلاثين عاماً , ومقدراً لكل هذه الإنجازات من اللوحات الجميلة للخطوط التي احتواها معرض الملتقى .وعد معاليه عقد الملتقى بأنه تتويح لكل جهود المخلصين في العالم الإسلامي خصوصاً الخطاطين . ورفع الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي شكره وامتنانه لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود- حفظه الله- ومثنياً في الوقت ذاته على جهود وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، ومجمع الملك فهد على تنظيم الملتقى ، وعلى جهود هذا المجمع العظيم في خدمة كتاب الله الكريم . وثمّن معالي نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام الشيخ محمد الخزيم من جهته الأهداف والغايات التي حققها ملتقى مجمع الملك فهد لأشهر خطاطي المصحف الشريف في العالم لخدمة القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة الذي نظمه مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينةالمنورة . ونوه معاليه بالدور الذي يقوم به المجمع في خدمة القرآن والسنة ، واصفاً المجمع بأنه منارة للقرآن الكريم ساهم في نشر كتاب الله في العالم كله. وقال : إن تنظيم هذا الملتقى يُعد تكريم لجهود الخطاطين الذين قاموا بخط كتاب الله, وفرصة للاستفادة من تجارب كبار ومشاهير الخطاطين من قبل الآخرين، مشيراً إلى أن إقامة هذا الملتقى يمثل مظهراٌ من مظاهر عناية حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود « حفظه الله « بالمصحف الشريف الذي يتم طباعته طباعة متكاملة مدققة سليمة من أي خطأ ,ومتقنة ومختار لها أفضل المواد ويصرف عليها أفضل الإمكانات. وأكد ان إقامة هذا الملتقى العالمي, واجتماع هذا الحشد من الخطاطين, سيكون له ثمار طيبة خاصة أننا نعيش عصر التقنيات وثورة المعلومات وهؤلاء الخطاطين والتقنيين سوف يضعون التقنيات الجديدة للخط العربي وجمالياته المعروضة للقراء للتمتع بها ، منوهاً بالجهود التي تقوم بها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لخدمة القرآن الكريم وأهله. من جانبه عبر مفتى جمهورية أوزبكستان الشيخ عثمان علموف , ونائب مفتي الجمهورية الشيخ حيدر تليبوف ، ومعالي وزير الشؤون الدينية أرتك بيك يوسف عن إعجابهم بما شاهدوه من معروضات ولوحات فنية متخصصة في كتابة المصحف الشريف ،قائلين : إن لهذه المعارض أهمية كبيرة حيث جمعت إنتاج غالبية الخطاطين والخطاطات من كل بقاع العالم ، كما أن هذا الملتقى هيأ الفرصة بين الخطاطين لتبادل الخبرات وإظهار المهارات وما نتج من التقدم في فن الخط والزخرفة العربية ورؤية أبرز ما أنتجه الخطاطون والخطاطات . وأضافو أن هناك مدرسة خاصة لتعليم الخطاطين في أوزبكستان يوجد بها خطاطون ذو مهارة ومشهورين ، كما يوجد في أوزبكستان المصحف المعروف بالمصحف العثماني وهو محفوظ في مدينة طاشقند ، حيث يستفاد من خط هذا المصحف في تطوير وتقدم ورقي الخط في أوزبكستان . الجدير بالذكر أن المعارض بقاعاتها المختلفة ضمت عدداً من الأجنحة المعرفة بالجهود المبذولة في كتابة المصاحف، وجماليات الخط العربي، وأدواته ، والزخرفة ، والخطوط الحاسوبية ، حيث شملت : مصاحف كتبها خطاطون مشاركون في الملتقى ، ومصاحف قديمة في عصور مختلفة لدى بعض المؤسسات والجامعات ، ولوحات خطية شارك بها أكثر من مائتي خطاط من أنحاء العالم ؛ ممن تقدموا للمشاركة في هذا الملتقى العالمي ، ولوحات زخارف ومذهبات منوعه ، وأدوات خط قديمة وحديثة ، وكتب اهتمت بالخط والكتابة ورسم المصحف ، ومجلات متخصصة في الخط والخطاطين ، وورش فنية يمارس فيها بعض الخطاطين الكتابة ورسم الحروف بأنواع الخطوط المختلفة أمام الجمهور .