شخصية (اللمبي) التي قدمها لنا الممثل المصري محمد سعد ضمن سلسلة من أفلامه كانت ملفتة للنظر وأذهلت معظم المتابعين وحققت نسبة مشاهدة ومداخيل عالية جداً، حيث تمحورت شخصية اللمبي وخصوصاً في فيلم (اللي بالي بالك) حول ذلك الشاب البسيط الذي تعرض لحادث مروري وخضع لعملية جراحية تم من خلالها إقحام شخصية (مأمور السجن) ودمجها مع شخصيته الطبيعية فأصبح مترنحاً بين شخصية الرجل صاحب الفكر المحدود وبين شخصية مأمور السجن التي تتطلب الانضباط في جميع الأوقات، ومن خلال هذا المدخل الذي أجد فيه تشابهاً كبيراً بين هذه الشخصية غير المعلومة الملامح وبين (فئة الاولمبي) في أنديتنا السعودية، فهذه الفئة من المفترض أن تحصل على اهتمام مضاعف فهم أمل الكرة السعودية على المدى القريب، ورغم أن هذه الفئة قد استقلت (نوعاً ما) وعمل لها دوري مستقل باسم دوري الأمير فيصل بن فهد، إلا أن هذه الفئة الهامة لا تزال تسير خلف الفريق الأول ك (تابع) بل وتدفع ثمن نتائج الفريق الأول بلا ذنبٍ وبلا جريرة، فنتائج الفريق الأولمبي وترتيبه في سلم الدوري مهما كانت متميزة فلا ينظر إليها إذا ما كان الفريق الأول متذيلاً لسلم الترتيب، حيث أن مصير الأولمبي الهبوط مع الفريق الأول، وهذه التبعية التي تقتل الطموح لدى كافة اللاعبين في هذه الفئة ستضر كثيراً مستقبل الكرة السعودية من وجهة نظري، فالفريق الأولمبي للأسف أصبح بمثابة (الإصلاحية) لغير المنضبطين من لاعبي الفريق الأول، فمتى ما أراد مدرب الفريق الأول معاقبة لاعب لعدم انضباطه يحيله للفريق الأولمبي ك (نوع من العقوبة)، وهنا أتسآءل ما ذنب هذه الفئة السنية من اللاعبين لكي يحال إليها غير المنضبطين ؟ وهل من المنطق أن يكون اللاعب غير المنضبط والذي يعتبر (قدوة سيئة) متواجداً مع فئة شابة تعتبر لبنة المستقبل ؟ ألسنا نتطلع وننظر لهذه الفئة بأنها مستقبل الكرة في السعودية ؟، إن حال الفئة الأولمبية في أنديتنا يعاني من (انعدام الشخصية) فهم ليسوا من درجة الشباب كما أنهم ليسوا من درجة الفريق الأول بمعنى أنهم (لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء)، فهم مجرد تابع للفريق الأول ويتم الاستعانة ببعضهم لتمثيل الفريق الأول عند الحاجة دون النظر لمدى التأثير السلبي من جراء إشراكهم من الناحية النفسية والفنية، فهم في رأي مجرد (اسبير) للفريق الأول يستعين بهم مدرب الفريق الأول وقتما يشاء، ولهذا أرى أن يتم تدارك هذه الفئة الغالية على قلوبنا والتي تمثل الوطن في محافل دولية كالألعاب الأولمبية على مستوى العالم وغيرها من المحافل قبل فوات الآوان وذلك بأن يتم منحهم الاهتمام الكامل، وليس بوضع دوري خاص بهم فقط، بل يجب أن يعطوا الاستقلالية التامة وعدم ربط مصيرهم بالفريق الأول وإبقائهم طالما أنهم لا يتذيلون سلم الترتيب بغض النظر عن نتائج فريقهم الأول وترتيبه في سلم الدوري، فمن الظلم أن يتم إنزالهم لمصاف الدرجة الأولى لمجرد هبوط فريقهم الأول، ولنتخيل مدى الإحباط لفريقٍ أولمبي حقق مركزاً متقدماً في سلم الدوري أو حقق بطولة دوري الأمير فيصل بن فهد ثم يتم إنزاله قسراً للدرجة الأولى بسبب هبوط فريقهم الأول، فهذا لعمري (قمة الإحباط) حيث لا ذنب لهم في إخفاق فريقهم الأول، لذا أتمنى أن ينظر صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب لهذه الفئة ومنحها الاستقلالية الكاملة وعدم ربط مصير بقائها أو عدمه بمصير الفريق الأول. على الهامش هي رسالة حب أرفعها لمقام صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، فأهل مكة يقولون (كمّل فضلك بإحسانك)، فما تقوم به من جهودٍ ملموسة لخدمة هذا الكيان العريق الذي يقع بجوار البيت العتيق محل إجلالٍ واحترام وتقدير كافة المكيين، فأتمنى على سموه الكريم بأن يجمع الصف ويوحّد الكلمة وأن يتفضل على الوحداويين ويعلن رئاسته لهيئة أعضاء الشرف، وتأكد يا سيدي بأنّ الوحداويين لن يجتمعوا أبداً على أي شخص كائناً من كان سوى سموكم الكريم فقد (اتفقوا على ألا يتفقوا) ولن يتفقوا أبداً إلا في أمرٍ لا ثانٍ له وهو تواجد سموكم على هرم المجلس الشرفي.