ماذا يحدث في الهلال وتحديدا في فرقه الكروية السنية؟!.. هذا هو السؤال العريض الذي يردده مشجعو الهلال في الفترة الأخيرة.. خسائر بالجملة.. ابتعاد عن المنافسة.. روح انهزامية.. اجتهادات لاعبين لا توحي بأن لديهم مدربين.. انحدار رهيب في المستوى بعد البداية القوية!! نعم.. ففرق الهلال الكروية السنية الثلاثة «أولمبي وشباب وناشئون» عانت كثيرا هذا الموسم رغم البداية الجيدة لها, إذ لم تكن النتائج التي حققتها الفرق الثلاثة في بداية الموسم توحي بهذا السقوط المريع!.. فالفريق الأولمبي كان في بداية مسابقة دوري الأمير فيصل بن فهد يضرب بقوة وبلا رحمة وبنتائج وأرقام قياسية وصلت في بعض المباريات إلى الفوز ب8 أهداف وانفرد بالصدارة بفارق كبير من النقاط لكن مستواه تراجع كثيرا وفرط بالنقاط الواحدة تلو الأخرى وتنازل عن صدارته وقدمها للأهلي على طبق من ذهب حتى انتزع الأخير البطولة.. لن أتحدث عن جملة الظروف التي عانى منها الأولمبي الأزرق وفي مقدمتها غياب عدد كبير من نجومه عن المشاركة لارتباطهم بمعسكرات المنتخب الأولمبي وغياب زملاء لهم لاستدعائهم للفريق الأول لتعويض النقص لديه، فهذا عذر لا يسمن ولا يغني من جوع لأن الفريق الذي يبحث عن المنافسة يجب ان يكون قادراً على تخطي كل الظروف. أما فريق درجة الشباب فحدّث ولا حرج ويكفي ان كل هجمة ضده من أي فريق ستهز شباكه!! ولك ان تتخيل انه خسر مرتين من القادسية الصاعد حديثاً للممتاز بما مجموعه 8 أهداف مناصفة في المباراتين!! حتى ابتعد عن المنافسة ولم يعد أمامه إلا البحث عن تحسين مركزه بعد ان كان ولسنوات وسنوات فارس الرهان وبطلا لا يشق له غبار!! بينما فريق الناشئين لم يكن المتابعون له يتوقعون ولو مجرد توقع أن يصل به الحال إلى ان يتراجع للمركز الرابع في سلم ترتيب الدوري بعد ان تنازل عن كم كبير من النقاط بطريقة لاتصدق رغم البداية القوية جدا له مطلع الموسم الذي افتتحه بتحقيق بطولة كأس الاتحاد بلا خسارة وبعد ان تصدر الدوري في أسابيعه الأولى بفارق وصل إلى 6 نقاط عن اقرب منافسيه. ليت الأمر توقف عند هبوط المستوى والتفريط بالنقاط بل إن غالبية المباريات التي خاضها كل فريق من الفرق الثلاثة شهدت طرد لاعب هلالي مما يوحي بضعف التحضير النفسي للاعبين، كما هو ضعف التحضير الفني، وأقصد بالتحضير الفني ان الفرق الثلاثة «أولمبي وشباب وناشئين» ومعهم فريق البراعم يؤدون التدريبات على ملعب واحد وهو الملعب الرديف بالنادي بنظام الحصص، إذ ان لكل فريق وقتا محددا لا يزيد عنه!! قد يقول قائل: الفريق الأولمبي لم يقصر وقدم للفريق الأول كما من نجوم المستقبل وهذا يكفي. نعم مهم جدا ان يكون الأولمبي وحتى الفئات الأدنى رافدا للفريق الأول ولكن من المهم أيضا هو المحافظة على اسم وسمعة وتاريخ الهلال زعيم آسيا، فما يحدث من نتائج مخيبة في هذا الموسم ما هو إلا إساءة لتاريخ واسم الهلال.. والأكثر أهمية هو وجوب التفاتة قوية من الإدارة والبحث عن أسباب ومسببات هذا السقوط المريع لمستقبل الهلال. على رئيس الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد ونائبه الأمير نواف بن سعد وهما اللذان لم يقصرا أبداً وبذلا كل غال ونفيس لخدمة هذا الكيان العريق، يجب ان يمنحا شيئاً من وقتهما لمناقشة أوضاع مستقبل كرة الهلال وما يحدث فيها، ودراسة أسباب النتائج الهزيلة والمتواضعة وخصوصا في المباريات الأخيرة التي مضت ومحاسبة المقصرين. يجب ان يحدث ذلك قريبا جدا لوضع النقاط على الحروف قبل ان يفوت الأوان.