أبدى مساعد مدرب المنتخب السعودي للشباب لكرة القدم عبداللطيف الحسيني الذي صدر قرار تعيينه بهذا المنصب أخيراً سعادته بعودته لخدمة الوطن عبر منتخب الشباب الذي يستعد حالياً لمونديال كأس العالم للشباب في كولومبيا، معتبراً أن المهمة هناك ستكون تقديم كرة قدم حقيقية تعكس الصورة المشرفة للكرة السعودية. وتطرق الحسيني في حوار أجرته معه "الوطن" قبيل ساعات من توجهه إلى النمسا لبدء مهمته مع "الأخضر" الشاب الذي يعسكر هناك، إلى رضاه عما قدمه خلال الموسم المنتهي مع فريق الهلال الأولمبي، موضحاً أنه كان بالإمكان أفضل مما كان لفريقه الذي حل في المركز العاشر في دوري كأس الأمير فيصل تحت 21 عاماً، مؤكداً أن أولمبي الهلال ستكون له كلمته في الموسم المقبل بالمنافسة على اللقب. لنبدأ من اختيارك أخيراً لتكون مساعداً لخالد القروني مدرب منتخب الشباب الذي يستعد حالياً لمونديال كولومبيا؟ شرف كبير لي أن أعود لخدمة الوطن من خلال المنتخبات، وقد كانت آخر مرة تشرفت فيها بذلك في تصفيات كأس العالم 2006 مع المنتخب الأول، وأنا سعيد بالعودة لأداء الواجب الوطني في تظاهرة كبيرة مثل المونديال العالمي للشباب. هل تعتقد أن الأسماء التي يضمها منتخب الشباب لديها قدرة على الوصول للأدوار المتقدمة من البطولة والمنافسة فيها وإرضاء الشارع الرياضي السعودي بعد إخفاقات المنتخب الأول؟ مجموعة المنتخب في المونديال تضم أوكرانيا ونيجيريا وجواتيمالا، والبعض يقول إن هذه المجموعة سهلة نسبياً، وهذا أمر غير صحيح، لأنه كلما صغر عمر اللاعب كانت المواهب متكافئة، وهذه المجموعة لا تعد سهلة، وإذا سلمنا بسهولتها فأعتقد أننا نسير نحو الهاوية.. أمامنا عمل كبير حتى نستطيع أن نقدم مستوى مقنعاً في كأس العالم، ونحن ذاهبون إلى هناك للعب كرة قدم حقيقية وتقديم مستوى مشرف وليس للخوف من الخسارة. قضيت الموسم الحالي مساعداً لمدرب فريق الهلال الأولمبي تحت 21 عاماً ومدرباً للياقة، كيف كان موسمك؟ بالنسبة لي قدمت كل شيء استطيعه، وراض عما قدمت، أما بالنسبة للفريق الأولمبي الهلالي فلم يكن موسمه جيداً فحل بالمركز العاشر في دوري الأمير فيصل بن فهد، وهو مركز متأخر بالنسبة لفريق بحجم ومكانة الهلال، والحقيقة هناك عدة أسباب وراء هذا المركز المتأخر، أهمها أن غالبية لاعبي الفريق كانوا في دكة البدلاء بصفة مستمرة مع الفريق الأول، لأن الأولوية كانت للفريق الأول، خاصة أنه يستعين بأبرز اللاعبين مثل نواف العابد وعبدالله السديري ومحمد القرني وشافي الدوسري وفهد الجهني وسلمان الفرج، وهم نواة الفريق الأولمبي وافتقادهم في مباريات كثيرة أضعف حظوظ الفريق في المنافسة على اللقب. وأعتقد أن في الموسم المقبل سيكون الوضع أفضل وسيتم منح بقية اللاعبين فرصتهم وسيتحسن أداء الفريق بشكل عام. لاحظنا خلال الموسم تسجيل لاعبين للفريق الأولمبي قبل المباريات الرسمية بساعات ويتم إشراكهم بالتشكيل الأساسي، هل المشاركة مع فريق بحجم الهلال بهذه السهولة؟ هذا الأمر حدث بالفعل، وللعلم لعبنا أكثر من 5 مباريات في الدوري بوجود لاعب واحد فقط على دكه البدلاء لوجود غالبية لاعبي الفريق الأولمبي مع الفريق الأول، بجانب معسكرات منتخب الشباب والأولمبي التي كانت في فترات متقطعة خلال الموسم، مما أدى إلى استعانتنا بلاعبين من الحواري لسد العجز الحاصل في صفوف الفريق، ومن غير المعقول مطالبتهم بتحقيق البطولة، عكس الفريق الشبابي الذي حقق الدوري هذا الموسم، حيث لم يسمح للاعبيه بدعم الفريق الأول بأي حال من الأحوال، مع العلم أنه كان بحاجة لهم، ولذلك كانت نتائج الفريق ممتازة وحقق اللقب، ونفس الكلام ينطبق على الأهلي والنصر صاحبي المركزين الثاني والثالث في سلم الترتيب. كأنك تلمّح إلى أن الإدارة لم تضع في حسبانها المنافسة على لقب الدوري الأولمبي؟ نعم هذا صحيح، بل إن الاتفاق مع الجهاز الفني للفريق الأولمبي بقيادة المدرب الألماني رينارد ستام كان يقتضي بعدم النظر للنتائج إطلاقاً.. وكان الفريق الأول ينتظر منا تجهيز لاعبين مميزين لياقياً وفنياً ليستفيد منهم حال احتاجهم مدرب الفريق الأول. لماذا غاب التنسيق بين إدارة الفريق الأول ونظيرتها في الأولمبي حتى تكون الفائدة متبادلة؟ التنسيق كان موجوداً، لكن الإصابات التي داهمت لاعبي الفريق الأول قللت من الاستفادة من لاعبي الأولمبي، والحقيقة هدفنا كان تجهيز لاعبين للفريق الأول، لأن الأولوية والتركيز كانا ينصبان عليه. تم التعاقد معك بداية الموسم لتكون المدير الفني للفريق الأولمبي، وفجأة تم إبعادك وتعيين الألماني رينارد ستام؟ لا أبداً، تم الاتفاق معي لقيادة الفريق لياقياً وإعداده لمدة شهر ليبدأ المدرب الألماني مهمته مع الفريق حين فراغه من مهمته مع الفريق الأول في ذلك الوقت على أن أكون مدرب اللياقة ومساعداً له، والدليل أن ستام بدأ مع الفريق منذ أول مباراة للفريق في دوري الأمير فيصل بن فهد. من خلال قربك من الفريق الأولمبي، من هو اللاعب الذي تتنبأ أن يكون له مستقبل زاهر مع الفريق الأول، خلاف اللاعبين الذين شاهدناهم حتى الآن؟ لدينا عدد من المواهب التي سيكون لها شأن، وفي مقدمتهم فهد السبيعي الذي يلعب في مركزي الظهير الأيمن والوسط، وأيضاً المهاجم سالم الدوسري الذي يعد رأس حربة قادما بقوة، وكذلك مبارك البيشي الذي سيكون دعامة قوية لخط الوسط، بالإضافة لمحمد قاسم وفراس الهويمل، وهؤلاء سيكونون دعامة قوية للفريق الأولمبي الموسم المقبل، وحظوظهم قوية للمنافسة على دوري الأمير فيصل بن فهد. تعاني الكرة السعودية حالياً ندرة واضحة في المواهب، ولم نشاهد أخيراً لاعباً صغير السن يشق طريقه للفريق الأول، إلى ماذا تعزو ذلك؟ أولاً لا يوجد في العالم شيء اسمه ندرة في المواهب، لأنها موجودة في كل زمان ومكان، ولكن أين الذي يرعاها ويدعمها؟.. ورداً على سؤالك، هناك لاعبون يبرزون بسرعة الصاروخ وشاهدناهم أخيراً، والأمثلة كثيرة ومن الصعوبة حصرها، ولكن أين هم الآن؟!.. المشكلة الكبرى هي عدم الاستمرارية في بذل الجهد ومواصلة النجومية، والمفترض ألا يتم الحكم على أي لاعب بوصوله للنجومية منذ أول سنة، بل يجب أن يمنح فرصته كاملة، وبعد 5 سنوات من العطاء والنجومية نستطيع في هذه الحالة أن نطلق على هذا اللاعب مسمى نجم، ولا ننسى أن عقلية اللاعب وثقافته من الممكن أن تقضيا عليه. ننتقل بالحديث إلى الفريق الأول للهلال، كيف رأيته هذا الموسم بنظرة فنية؟ نستطيع القول إن الهلال هذا الموسم "نتائجياً" متفوق بتحقيقه لبطولة الدوري بأرقام مذهلة بالنقاط والأهداف بجانب تحقيقه كأس ولي العهد، وهو حالياً مرشح فوق العادة لنيل لقب كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال، ويتبين لنا أنه من ناحية النتائج حقق ما يريد، ولكن من ناحية المستوى أعتقد أن مستواه الموسم الماضي كان أفضل بكثير، وحتى رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد تحدث عن هذه النقطة بالتحديد، ولا ننسى أن هبوط مستوى المنافسين منح الهلال الفرصة لتحقيق لقبين، والفارق الشاسع بين مستوى الهلال وأقرب منافسيه ليس ذنب الهلال. ألا ترى أن خروج الهلال الآسيوي على يد منافسه الاتحاد نسف كل العمل والجهد الذي بذلته الإدارة هذا الموسم؟ للأسف هذا صحيح، وإن كان من الخطأ التعامل معه بهذا الشكل، لأنها مباراة لعبها الهلال ضد فريق قوي مثل الاتحاد، والفوز والخسارة واردان فيها، والمطالبة الدائمة من الجماهير بتحقيق الفوز بكل مباراة سلاح ذو حدين، وثقة الجماهير الهلالية بفريقها أمر إيجابي، لكن الجانب السلبي أن يتم تجاهل كل العمل الذي قامت به الإدارة طوال الموسم ومحاسبتها على مباراة فقط، أعتقد أنه إجحاف كبير بحق رجال عملوا ليل نهار لخدمة هذا الكيان.