كثيرة هي الدراسات التي تحدثت عن كون المرأة كائن يهوى الحديث والثرثرة أكثر من الرجل بواقع أربعة وعشرين ألف كلمة في اليوم مقابل سبعة آلاف كلمة للرجل، مع أن هناك البعض من الرجال ممن تفوق على النساء في معدل حديثه وثرثرته! لكن ما لاحظته مؤخراً هو أن بعض العبارات أو المفردات كان لها نصيب الأسد لدى كلا الجنسين، ومن أبرزها على الإطلاق عبارة "من حقي" ! فعلى سبيل المثال تجد موظفاً متقاعساً عن أداء مهام وظيفته التي كُلِّف بها بإتقان وحرفية، ليس لأنه لا يستطيع بل لأنه لا يملك الطاقة الكافية لأداءها وكيف يفعل إن كان يقضي ليله ساهراً ويستيقظ مرهقاً ويذهب لعمله متضجراً، ولا يهمه كل ذلك ..فالوظيفة من حقه! ذات الشيء يحدث مع السائق المستهتر الذي كُلَف بإيصال المعلمات أو المذيعات أو الطبيبات، فمن حقه أن يغلق هاتفه المحمول إن كان مزاجه متعكراً ومن حقه أن يلتزم يوماً ويتغيب عشراً ومن حقه أيضاً أن "تروح عليه نومة"! لكن ليس من العدل أن يتأخر صرف الرواتب نهاية كل شهر ليومين أو ثلاثة ! فمن حقه أن يستلم راتبه دون تأخير! الزوج أيضاً لديه قائمة لا تنتهي من الحقوق، فمن حقه أن يعود متأخراً إلى المنزل دون أن يبلغ زوجته بألا تتعب نفسها في تحضير العشاء وانتظاره ، ومن حقه أن يقضي يومه مرتدياً "البيجاما"، ومن حقه ألا يلقي بالاً بإزدياد وزنه وبروز بطنه، والأهم من ذلك كله أن يجد زوجته دوماً جميلة وأنيقة وتؤدي ما عليها من واجبات ..أليس ذلك "من حقه" ! الزوجة أيضاً من حقها أن تقضي معظم وقتها على الهاتف أو على الماسنجر او البلاك بيري أو الفيس بوك لتتحدث إلى صديقاتها بالساعات لترفه عن نفسها قليلاً وفي نفس الوقت ليس من حقه أن يغضب أو يشعر بالملل أو يبدأ في البحث عن أخرى فمن حقها أن تكون المرأة الوحيدة في حياته! الحقيقة التي لا تخفى على الجميع بأن حب الذات شيء غريزي متأصل في كل منا، لكن البعض أصبح يتناسى مسؤولياته ولا يذكر إلا حقوقه وهنا تكمن المشكلة، فالأنانية أصبحت سمة واضحة مع تقدم البشرية وتطورها واندثار التشكيلات الإجتماعية البدائية واتساع إحتياجات الإنسان يوماً بعد يوم. علينا أن نضع دوماً في الإعتبار حقوق الآخر سواء كان قريباً أو غريباً فهناك مسؤولية إجتماعية تقع على كاهل كل فرد منا تجاه مجتمعه، وإهمال أي فرد لواجباته يؤثر بشكل سلبي على من حوله حتى إن لم يشعر بذلك! ومن حقنا جميعاً أن ننعم بحياة سعيدة وبصحة جيدة وبخدمات سريعة وبرواتب مجزية لكن علينا أن نقوم أولاً بواجباتنا على أكمل وجه. *كاتبة إعلامية [email protected]