«طارق» هو رب أسرة وناشط اجتماعي من الطراز الرفيع، يحمل هم الوطن وأبنائه ليل نهار، فتجده دوما مشمرا عن ساعديه ليدافع وبحدة عن حقوق المرأة «المسيكينة»، ويناقش بشجاعة قضايا الشباب في كل محفل، ولا يتوانى عن دعم المؤسسات الخيرية وإطلاق الحملات التوعوية والتثقيفية بين الحين والآخر، فهو يدرك جيدا مسؤولياته والتزاماته نحو مجتمعه!. لذا فهو يحرص على أن يأخذ قسطا وافرا من النوم كل ليلة. ولسوء الحظ فإن حرصه هذا يجعله عرضة للتأخير عن عمله لساعتين كل صباح، فيستقبله المراجعون أمام المكتب بتذمر!. ومع ذلك فهو لا يأبه بتلك الدعوات الغاضبة والشتائم المتطايرة من حوله، فهو مشغول البال إما بلقاء تلفزيوني يتحدث فيه عن أهمية مكافحة الفساد والمحسوبيات في جميع القطاعات ويقترح حلولا ناجعة لاقتلاعها من جذورها أو بورقة عمل يلقيها في ندوة من الندوات، لكنه وفي ذات الوقت يحاول يائسا ألا ينسى مهاتفة صديقه مدير البنك لإنهاء إجراءات تعيين أحد أبنائه الذي تخرج للتو!، ولأنه يدرك أهمية النقاش في إثراء فكره والتواصل مع غيره، فهو لا يتوانى عن تأجيل بعض المعاملات المتأخرة لأسابيع كي يستطيع الجلوس مع زملائه في مكاتبهم الواحد تلو الآخر وتجاذب أطراف الحديث تتوسطهم فناجين الشاي التي يملؤها الفراش كل عشر دقائق!، ومع أنه لا يقضي في مكتبه أكثر من 4 ساعات أي نصف ساعات العمل الرسمية ويتقاضى راتبه كاملا، إلا أنه يشعر بأن الوظيفة لا ترضي هدفه الكبير لتحقيق التنمية وتعوقه عن أداء واجباته نحو أسرته الصغيرة!. في المقابل يسيء كثيرون من الناس فهمه حين يغضب ويتلاسن مع غيره في مواقع التواصل الاجتماعي، ويحسده الكثير ممن يراقبونه، فيتساءلون عن مصدر تلك العقارات التي تزداد يوما بعد يوم، مع أن «طارق» ودود ولا يبخل على من حوله بالهدايا سواء بمناسبة أو دون مناسبة!، وكيف يفعل وهو يحب الخير لوطنه!. أخيرا أقول: ليس كل من صرخ بأصواتنا هو مناصر لنا، لذا أيها الطارق تقبل هذه الحقيقة المرة.. فنحن لانريدك بيننا!. [email protected]