أدى تأخر وزارة النقل لأكثر من عشرين عاماً في إنجاز طريق دائري جديد حول شرق جدة، إلى زيادة الضغط المروري على الطريق السريع الحالي (طريق الحرمين) والذي صار الكثيرون يطلقون عليه الطريق "البطيء"، حيث صار مزدحماً بالمركبات الصغيرة والشاحنات الكبيرة على مدار الساعة تقريباً، ويزداد الازدحام به في ساعات بدء ونهاية دوام الموظفين والمدارس، وكذلك يومي الأربعاء والخميس.. أما عندما يقع به أقل حادث مروري فإنه يتوقف تماماً عن الحركة. الوزارة تأخرت وتحدث معي المواطن إبراهيم علي فقال: إن وزارة النقل قد تأخرت كثيراً في تنفيذ طريق دائري أو ما يعرف بالحزام المروري أو ناقل الحركة المرورية السريع، وهذا في الواقع خطأ استراتيجي تتحمله وزارة النقل الحالية وكذلك وزارة المواصلات سابقاً، فقد غاب عن العاملين بالوزارة وعن فرعها في جدة، تشكيل رؤية استراتيجية واعية عن توسع مدينة جدة، وحاجتها إلى (محاور) مرورية (تحرر) الحركة في هذه المدينة الاقتصادية الكبيرة. دهشة واستغراب وأضاف: ولذلك فإنني ومعي الكثيرون في أشد الاستغراب من هذا الغياب الغريب لوزارة النقل عن فكرة يراها الإنسان البسيط أنها خطوة بديهية، فكيف بمهندسي وزارة النقل، والمخططين فيها، والذين تأخروا عن تنفيذ طريق دائري جديد في شرق جدة لمدة لا تقل عن عشرين سنة متأخرة. أربعون عاماً وقال: الطريق السريع الحالي عمره يزيد على أربعين عاماً، وتنفيذه كان برؤية ضعيفة، رغم الخدمة الجيدة التي قدمها لجدة في أول خمس عشرة سنة من عمره، فهو يحتوي على جسور التقاطعات الضعيفة الأداء بشكل واضح، فمثلاً جسر بريمان، وجسر الجامعة، وجسر الملك عبدالله (بالبيد سابقاً) كل هذه الجسور ليس فيها أولاً حركة مرور (حرة) ما عدا جسر الجامعة (بنصف حركة حرة) وبقي فقط جسر المطار وفلسطين والتحلية جيدة نوعاً ما. ربكة مرورية وتحدث معي المواطن علي أحمد فقال: الطريق السريع في شرق جدة صار شارعاً داخلياً، ولم يعد طريق (هاي وي) أبداً.. ومع ذلك فمازال هو (المخرج) لكل من يريد الانتقال من الشمال إلى الجنوب في الشطر الشرقي من شمال المدينة إلى جنوبها.. ولذلك فالكثيرون يتحملون الربكة المرورية في هذا الطريق، ويتحملون الازدحام الهائل فيه، لأنه ليس هناك خيار آخر، فكل الخيارات الأخرى، إنما هي الشوارع الداخلية للمدينة المكتظة بإشارات المرور والسيارات والمحال التجارية. تسريع العمل وقال: يجب على وزارة النقل أن تسرّع العمل في الدائري الجديد شرق جدة، ويجب عليها كذلك أن تبدأ من الآن في التفكير في الدائري الثالث(!!).. لأن العمل المؤسسي النظم والقائم على استراتيجية بعيدة المدى هو هكذا.. وليس بعد أن تكتظ المدينة بالبنيان يتم التفكير في المخرج.. وهذا بالضبط ما يجب على وزارة النقل أن تعمله هي وفرعها في جدة، إلا أن كانت لهم رؤية أخرى لا نعرفها فهذا موضوع آخر، لكن الشيء البديهي أن يكون العمل وفق ما ذكرته هنا آنفاً. وفي كل الأحوال فالمطلوب من وزارة النقل مباشرة توسعة الطريق السريع الحالي شرق جدة، خصوصاً ومشروع القطار سيكون من الجزيرة الوسطية له، مما يزيد من الضغط عليه.