** منذ أن تم الإعلان عن إقامة مشروع قطار الحرمين، وكل مواطن سعيد بهذا المنجز الحضاري، الذي سيجعلنا ندخل عالم القطارات - ولو متأخرين - إذ لا يعد القطار الوحيد في المملكة حالياً "الرياض - الدمام" بالطموح العريض لبلادنا .. لكن الذي جعل الكثيرين - وأنا منهم - مندهش جدّاً ، أن جزءاً من طريق مشروع قطار الحرمين، قد تقرر ان يكون - بعد أن يصل إلى جدة - أن يكون مساره في الجزيرة الوسطية للطريق السريع شرق جدة "طريق الحرمين " ليضيف كذلك الطريق المتوعك والمنهك، تعباً جديداً ، وهمّاً آخر ، ومعاناة بالتأكيد ستكون أعظم!! ** أنا ومعي كثيرون ممن استطلعت آراءهم يعجبون ، لماذا اصرار المخططين على ان يكون مسار القطار عندما يصل إلى جدة، هو المرور من فوق "دماغ" الطريق السريع تحديداً، وكأن فضاء جدة الشرقي قد عجز عن استيعاب المشروع الحلم الجديد، أو أنه ليس في جدةّ مساحات غير هذا المكان المكتظ بالسيارات والازدحام و"العك المروري" والمحفوف بالناس والعمارات من كل جانب!! ** أمانة جدة تحركت مؤخراً، واعلنت في تسريبات صحفية ل"المدينة" هذا الاسبوع، أنها تحذر من اقامة مسار قطار الحرمين، فوق الطريق السريع، وعضدت ذلك ب"15" ملاحظة سلبية، بينما "مرور جدة" لم يقل كلمته، واختفى من مسرح الاحداث مع أن الأمر يهمه إلى درجة كبيرة، والواقع أن تحرك " الأمانة" إجراء تشكر عليه، فقد سجلت موقفها أمام الملأ، ثم بعد ذلك ليتحمل الآخرون المسؤولية، إن لم يصغوا لنصح "الأمانة" كجهة خدمية مهمة. ** وفي كل الأحوال يظل المدهش أيضاً ان قراراً حيويّاً واستراتيجيّاً كهذا، لم يتم فيه التشاور فيما يبدو مع كل الجهات المعنية، بدليل أن "الأمانة" اعلنت اعتراضها، الأمر الذي يوحي بأنها كانت خارج "طبخ" قرار تحديد مسار قطار الحرمين، وهذا في الواقع - إن كان صحيحاً - فإنه يدل على غياب التعاون والتشاور، الذي كان يجب أن يسبق تنفيذ المشروعات الخدمية حتى الصغيرة والمتوسطة، فما بالك بمشروع مهم جدّاً كهذا يربط مكةبالمدينة بسكة قطار، تمر من جدة، ويحتاج أمر تحديد مسارها إلى رؤية كل الجهات الخدمية. ** أنا في الواقع مع اقتراح أمانة جدة، بنقل مسار قطار الحرمين، من مكانه المقرر حالياً " وسط الطريق السريع وبامتداده" إلى الناحية الشرقية من جدة، وليس حتى فوق الدائري الشرقي الجديد، بل في مسار أبعد عنه، وفي ذلك - في تقديري - عدة ثمار إيجابية، منها إنعاش تلك المناطق، ونشر التنمية، وتخفيف الازدحام عن المناطق الحالية المأهولة، وترك الطريق السريع الحالي " في حالة سبيله" حتى لا "نزيد الطين بله" ونكلفه فوق طاقته الحالية المنهكة، وتلافياً لأية اشكاليات وحوادث مرورية، أو جنوح للقطار لا سمح الله فوق طريق متخم بالسيارات والناس.