طريق الحرمين في شرقي جدة، أو ما يعرف شعبيا باسم "الطريق السريع" عمره الآن تجاوز الاربعين عاما، ولا زال يراوح في مكانه، بدون تطوير يتسق مع نمو المدينة، وزيادة المركبات، وحاجة الناس إلى الانتقال عبر جسور، بعد أن تمددت التنمية في الجزء الشرقي منه، وصارت تعيش في عشرات الاحياء السكنية، حتى تحوّل هذا الطريق إلى ما يشبه "العقبة" الكؤود امام الانتقال من الشرق للغرب عبر جسوره القديمة. محلك سر في البداية تحدث ل(البلاد) عدد من المواطنين "سالم المالكي - وعلي الزهراني - واحمد المطيري) فقالوا: ان هذا الطريق المهم، تم تشييده قبل اكثر من اربعة عقود، وحينها كانت توجد بعض الأحياء السكنية الى الشرق منه.. ولكنه برغم ذلك لم يكن طريقا "استراتيجيا" كما هو المطلوب، حيث غابت عن وزارة المواصلات "النقل حاليا" حاسة الاستشراف، والتي لو تواجدت لكان بامكان هذا الطريق ان يكون حيويا بالشكل المطلوب، ولمئة عام مثلا.. ولكن لأن عدداً من المخططين عندنا، قد يفتقرون الى النظرة الاستشرافية البعيدة المدى، فكانت النتيجة كما نراها اليوم، وهي تحوّل هذا الطريق الى "علبة سردين" مكتظة بالسيارات، وبالتالي الى ازدحام كثيف للمركبات معظم ساعات النهار والليل، وإلى زحمة حقيقية. جسور بدون تأهيل وقالوا: ان الملاحظ على طريق الحرمين، ان الجسور القائمة عليه، هي بحاجة ماسة الى اعادة تأهيل، واعادة "صياغة" هندسية من جديد، حتى يمكن لها ان تنقل الحركة من الاحياء الشرقية عنه، الى الاحياء الغربية في سهولة ويسر، وبدون ازدحام مروري هائل، كما هو الحال الآن.. فمثلا لا يوجد من بين الجسور الكثيرة على هذا الطريق جسر، يمكن ان نقول عنه انه جسر جيد وصاحب مرونة في نقل الحركة سوى جسر فلسطين وجسر التحلية.. وغير ذلك فإنها جسور عقيمة الجدوى، ومن التي تم تنفيذها باسلوب غير جيد، ونقصد عدم خدمتها لنقل الحركة المرورية. جسر الجامعة فمثلا جسر الجامعة "شرقي الخط جامعة الملك عبدالعزيز".. فإن هذا الجسر، ينقل الحركة من الغرب إلى الشرق بمرونة جيدة، لكنه يفشل في نقل الحركة من الشرق إلى الغرب، لعدم وجود "مسالك" لنقل الحركة بشكل مباشر، مثل ما هو عليه الحال في جسر فلسطين مثلا.. وقد كان بالامكان تلافي هذا "العيب" منذ البداية، اي منذ لحظات تأسيس الجسر، ولذلك فإن بامكان اي احد سواء كان مهندسا مختصا، او رجل مرور، او حتى رجل الشارع العادي ان يلاحظ حجم المعاناة، التي يجدها صاحب المركبة، فيما لو اراد الانتقال من الحي الشرقي "المنتزهات" او قويزة الى الناحية الغربية من الطريق السريع. جسر الملك عبدالله واضافوا منتقدين طريق الحرمين: ولك كذلك ان تتأمل جسر طريق الملك عبدالله على هذا الطريق، او ما يعرف بكوبري بالبيد، لتجد ان على الجسر اربع اشارات (!!) وهذه لوحدها علامة على سوء التخطيط، اذ ان المعمول به عالميا ان الطرق السريعة، والجسور القائمة عليها، لا يمكن ان تكون عليها "اشارات مرور ضوئية".. واذا ما قادك حظك الى العبور عبر هذا الجسر، فانظر الى الزحام الهائل للسيارات المتوقفة خلف الاشارات المرورية الضوئية على هذا الجسر، وكم من الوقت تحتاج الى ان تعبر منها الى مقصدك اما بالانتقال شرقا او غربا، ويزداد الامر سواء في الصباح الباكر عند خروج الطلاب و الموظفين الى مدارسهم ومكاتبهم، او في حالات الطوارئ مثل التي حدثت ايام كارثة سيول جدة، حيث انعدمت الفائدة من ذلك الجسر، ولم يؤد دوره بالشكل المثالي. جسر بريمان وما ينطبق على جسر الملك عبدالله ينطبق على "جسر بريمان" الذي تم تصميمه هو الآخر في اسلوب هندسي انشائي، مماثل لجسر الملك عبدالله، وفيه تتكرر ذات الصورة من المعاناة والازدحام والاشارات الضوئية، حتى ان عدد من سكان الاحياء القريبة من جسر بريمان صاروا يستخدمون نفق السيول تحت الطريق السريع، كممر لسياراتهم من الشرق للغرب والعكس، في ظل انعدام "المرونة" المطلوبة من طريق الحرمين، وفشله في مواكبة تطور الحياة من حوله كل هذه السنوات، علما بان السيارات ذات الاحجام العالية، لا يمكن ان تعبر من ذلك النفق، الذي بالكاد يصلح للسيارات الصغيرة، كاجراء بديل غير جيد تماما، عندما غابت "المخارج المثالية" للطريق من امام المحتاجين للتحرك حول طريق الحرمين. أين إدارة النقل؟ واضافوا متحدثين في عتاب الى ادارة النقل والطرق بجدة، ان ما كنا نتوقعه من هذه الادارة، ان تقوم بمبادرات كبيرة، وتعديلات جوهرية على الطريق، وعلى جسوره القديمة التي تم تشييدها منذ عشرات السنين، ثم بعد ذلك لم يحدث اي "تطوير" حقيقي لاي من الجسور الكثيرة على هذا الطريق.. ولا ندري هل هو تقاعس من مسؤولي الطرق والنقل في منطقة مكةالمكرمة، ام انهم قدموا اقتراحات معينة، ولم توافق عليها وزارة النقل الى الآن؟.. لكن في كل الاحوال فإن امام هذه الادارة عملاً كبيراً، يجب ان تضطلع به من واقع مسؤوليتها عن هذا الطريق، الذي يُعد شريانا حيويا مهما لمدينة تنمو بشكل قياسي، وتتناثر احياؤها، وتتكاثر مساكنها في الجزء الشرقي من هذا الطريق بشكل متسارع كل عام. إضافة مسار آخر وقالوا: صحيح انه تم اضافة مسار جديد الى هذا الطريق ابتداء من جسر المطار شمالا، الى جسر جامعة الملك عبدالعزيز، بعد ان احس مسؤولو الطرق بجدة، ان "الكيل قد فاض".. ولكن بالرغم من هذه الخطوة الجيدة، الا ان الامر لم يحرك كثيرا من مشكلة الازدحام المروري في هذا الطريق، ولا من الازدحام امام اشارات المرور على جسور "ضعيفة الخدمة".. وهو الامر الذي يحتاج فعلا الى وقوف مسؤولين من وزارة النقل، على الابعاد الحقيقية لمشكلة الازدحام في هذا الشريان الحيوي المهم لجدة، وسكانها وضيوفها من الحجاج والمعتمرين، الذين يسلكون هذا الطريق الى مكةالمكرمة جنوباً، ثم الى المدينةالمنورة شمالاً. الدائري الجديد وتحدثوا كذلك عن الانباء التي تفيد برغبة وزارة النقل في تشييد "طريق دائري جديد" في شرقي جدة، اي في شرقي الاحياء السكنية القائمة حالياً الى الشرق من جدة، بعيداً عن طريق الحرمين الحالي.. وقالوا حتى وان تم هذا المشروع الجديد، والمهم جداً للمدينة، والذي نعتقد انه تأخر كثيراً.. الا ان هذا المشروع برغم جمالياته فإنه لا يعفي وزارة النقل من اعادة الاهتمام بطريق الحرمين الحالي، واعادة تأهيل وصياغة جسور بالشكل الهندسي والمروري، الذي يخدم السكان القاطنين الى الشرق منه، والذين يسكنون في الاحياء الغربية منه.. لان هذا الطريق - بصراحة - اصبح كما لو كان شارعاً داخلياً، بعد تمدد التنمية شرقاً، ولذلك لابد من اعادة تعديل واضافة مسارات جديدة الى جسور الحالية، ضعيفة الخدمة التي سببت ارباكاً كبيراً للحركة المرورية، وتعطيلاً كبيراً لمصالح الناس، وضياعاً لاوقاتهم، ومتاعب لاعصابهم.