إن من أسباب عدم تطور الفكر الاحترافي لدى معظم لاعبينا المحترفين هو تواجد الكوادر الإدارية ( غير المحترفة ) والتي تشرف على هؤلاء اللاعبين المحترفين ، فالكوادر الإدارية التي تطالب اللاعبين بتطبيق الاحتراف الصحيح وضرورة الالتزام به تعتبر كوادر ( غير متفرغة ) لأداء عملها الإداري الهام أي أن هذه الكوادر تعد مجموعة من ( الهواة ) ولا تستطيع الالتزام بما تطالب به اللاعبين نهائياً ، ورغم النجاح النسبي لبعض من هذه الكوادر الإدارية ( غير المحترفة ) إلا أن هذا النجاح النسبي ليس بمستوى الطموح والتطوير الذي ينشده معظم المهتمين بالشأن الرياضي في المملكة العربية السعودية، فكما نعلم بأن معظم هذه الكوادر الإدارية المتواجدة حالياً في أنديتنا إما أن تكون متطوعة ومحبةً لهذه الأندية وإما أن تكون مستقطبة لهذه الأندية بمكافآت مقطوعة وضئيلة تصرف لهم مقابل عملهم الإداري، وفي كلا الحالتين فهؤلاء الإداريون لا يستطيعون التعامل الاحترافي الكامل وبمعناه الحقيقي مع لاعبين محترفين لكونهم في الأساس يعملون بوظائف حكومية أو خاصة لا تمكنهم من تقديم خدماتهم على أكمل وجه، وعدم قدرتهم على التفرغ الكامل لأداء مهامهم كإداريين لمجموعة لاعبين محترفين يؤدي إلى عدم استجابة بعض اللاعبين لتعليمات هؤلاء الإداريين وعدم إنضباطيتهم، فمعظم اللاعبين يرون من مفهومهم أنه من الهراء أن يطلب منهم الكادر الإداري الالتزام في الحضور والتواجد سواءً في التمارين أو المعسكرات أو الحضور والانصراف وهم يرون أن هذا الكادر غير قادر على التواجد والانتظام ، فهم وأعني الكادر الإداري يأتون كما يريدون ويذهبون وقت ما يريدون وذلك وفقاً لظروف عملهم الآخر ، بمعنى أن اللاعب المحترف يتساءل عن كيفية أن يطلب منه الإداري الانضباط وهو غير منضبط ؟ و( فاقد الشيء لا يعطيه ) ، وقد يكون الكادر الإداري لديه العذر في ذلك فالتزاماتهم بوظائفهم الأصلية والتي تعتبر مصدر رزقهم الحقيقي تعيقهم عن تأدية واجباتهم كإداريين على محترفين فعملهم كإداريين على هؤلاء اللاعبين يعد عمل ( جانبي ) أو كنوعٍ من ( تحسين الدخل ) ، ولهذا أقول بأنه إذا أردنا أن نتعامل مع لاعبينا المحترفين باحترافية حقيقية وأن نطالبهم بالالتزام والانضباط فلابد من إيجاد كوادر إدارية محترفة ومتفرّغة تماماً لعملها الإداري المحترف لتستطيع هذه الكوادر أن تتناغم مع طبيعة العمل الاحترافي المطلوب مع اللاعبين ، ولعل تجربة النادي الأهلي السابقة في هذا الشأن مع خالد بدرة تعتبر ناجحة في رأيي بغض النظر عن النتائج والإخفاقات التي حدثت للفريق الأهلاوي في عهده والتي قد تكون لأسباب أخرى لا علاقة لها بتواجد ( إداري محترف ) مع الفريق ، وأنا على يقينٍ تام بأنه متى ما تم احتراف الكوادر الإدارية بالأندية سنجد تغيراً إيجابياً جذرياً في انضباطية اللاعبين الذين سيعتبرون على أقل تقدير بأن ( الموس على جميع الرؤوس ) وأن الانضباطية التي يطالبون بها منفذة على أرض الواقع من قبل كافة الإداريين المحترفين أولاً وتكون تلك الكوادر الإدارية خير مثال وخير قدوة لهؤلاء اللاعبين الذين لن يجدوا بعدها أيّ مبرراتٍ تمنعهم من التقيد بنظام الاحتراف الحقيقي الصارم والمطبّق في كافة أنحاء العالم . بين السطور أتمنى أن تدرس الرئاسة العامة لرعاية الشباب مسألة ( احتراف الكادر الإداري ) للأندية المحترفة بجدية متى ما أرادت مواكبة الاحتراف الحقيقي والمشاهد في كافة أنحاء العالم ، فوجود كوادر إدارية محترفة ومتفرّغة سيعطي للاعبين المحترفين مفهوماً إيجابياً آخر ويجعلهم يشعرون بأن الاحتراف ليس رفاهية بقدر ما هو عمل حقيقي يعتمد اعتمادا كلياً على الانضباط والالتزام .