نيابة عن صاحب السمو الملكي محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية افتتح صاحب السمو الأمير بندر بن عبدالله بن مشاري مدير مركز المعلومات الوطني بوزارة الداخلية أمس الملتقى العلمي "دور الإنترنت في محاربة الإرهاب والتطرف " الذي تنظمه جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية بالتعاون مع وزارة الداخلية وفريق مكافحة الإرهاب بالأممالمتحدة والمركز العالمي لمكافحة الإرهاب بالولايات المتحدةالأمريكية ووزارة الخارجية الألمانية الذي يستمر يومين بمقر الجامعة بالرياض. وكان في استقبال سموه معالي رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عبد العزيز بن صقر الغامدي ونائب رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور جمعان رشيد بن رقوش وأمين عام الجامعة الدكتور عبدالرحمن الشاعر ومدير عام العلاقات العامة والإعلام الدكتور خالد بن عبدالعزيز الحرفش. وبدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم ثم ألقى صاحب السمو الأمير بندر بن عبدالله بن مشاري مدير مركز المعلومات الوطني بوزارة الداخلية كلمة قال فيها " لقد حققت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين و نائب خادم الحرمين الشريفين وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى للجامعة وسمو نائبه إنجازات مقدرة في مكافحة الإرهاب والتطرف حتى أصبحت مثالاً يقتدى به، تمثلت في المكافحة العملياتية والاستباقية، وكذلك تصحيح المفاهيم العقلية الاجتماعية حيث تمكنت أجهزة مكافحة الإرهاب من إحباط ما يربو على 220 عملية إرهابية، مما يؤكد أن الفئة الضالة تعادي الدين والوطن والأمة لذلك رد الله كيدهم إلى نحورهم" وأضاف:" إن المملكة تولى قضايا الإرهاب اهتماماً خاصاً ونظمت لذلك مؤتمراً دولياً عام 2005م خرج بتوصيات مهمة أسست لعمل دولي مشترك في مكافحة الإرهاب وبتوفيق الله أقر مجلس وزراء الداخلية والعدل العرب الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب وذلك في القاهرة عام 1998م وهي اتفاقية سابقة لمثيلاتها في العالم أجمع، فضلاً عن اتفاقية مجلس التعاون لدول الخليج العربية واتفاقية منظمة المؤتمر الإسلامي، وهذا يرسخ في الأذهان أن العرب والمسلمين هم من أكثر من اكتوى بنار الإرهاب ". وبين سموه أن المملكة تعتز بمكانتها الأمنية على الصعيد الإسلامي والعربي والعالمي وتضطلع وزارة الداخلية وبتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وسمو نائبه الأمير أحمد بن عبدالعزيز بمهمة الأمن التي غدت مضرب المثل في هذه البلاد بفضل الله ثم بفضل تطبيق الشريعة الإسلامية والسنة النبوية المطهرة وقال " المملكة تشدد على التعاون الأمني في مكافحة الإرهاب والجريمة بشكل عام، لأنها تتطلع إلى عالم يسوده الأمن والوئام وكانت مبادرة خادم الحرمين الشريفين حول حوار الحضارات أكبر دليل على رؤية المملكة ورسالتها العالمية ". وأشار سمو الأمير بندر بن عبدالله بن مشاري إلى أن المتتبع لظاهرة الإرهاب يدرك تماماً أن الدراسات العلمية في مجال استخدام الإنترنت في مكافحة الإرهاب قليلة جداً بل تكاد تنعدم، مما يجعلنا نؤكد من خلال الملتقى بضرورة دعم الباحثين وحثهم لمناقشة هذا الجانب واستشراف مستقبله وسبر أغواره ومخاطره ووضعها على طاولات النقاش بين يدي المهتمين في المجالين الأمني والبحثي ليكون القرار تبعاً لذلك مبنياً على أسس علمية ومهنية. بعد ذلك ألقى معالي رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عبد العزيز بن صقر الغامدي كلمة أوضح خلالها أن الملتقى يهدف لمناقشة قضية محورية أفردت لها دول العالم اهتماماً خاصاً هي مكافحة الإرهاب بكافة أشكاله وأنماطه وصوره المتعددة التي لاتمت للإسلام بأي صلة، بل عمل الإرهابيون على تشويه صورة الإسلام النقي والأديان الأخرى سواء في عالمنا العربي أو العالم قاطبة، وأن المسلمين هم أكثر ضحايا الإرهاب في العالم. وبين أن الملتقى سيسلط الضوء على عدة محاور هي استخدام الإنترنت في الأغراض الإرهابية وكيفية مكافحة عمليات التجنيد ونشر الفكر المتطرف من خلال الإنترنت، وما يجب على المجتمع المدني والقطاع الخاص والإعلام من جهود لمكافحة هذه الظاهرة ومحاولة نشر الوعي عن الآثار السلبية لاستخدامات الإنترنت ومن ثم السعي إلى تعزيز التعاون وتوحيد الجهود الدولية والإقليمية والمحلية في مكافحة الإرهاب بكافة صوره وأشكاله. وقال: " إن جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية استشعرت خطورة ظاهرة الإرهاب منذ بدايات نشأتها وتناولتها من كافة جوانبها ونظمت لذلك البرامج العلمية، حيث أجازت كلية الدراسات العليا 125 رسالة علمية دكتوراه وماجستير وبلغ عدد البرامج التدريبية والتطبيقية التي نفذتها كليات الجامعة 254 برنامجاً شارك فيها 9188 مشاركاً ونظمت الجامعة 22 ندوة بمشاركة 931 مشاركاً ونفذت كذلك 40 محاضرة علمية بمشاركة 3367 مختصا وأصدرت 48 إصداراً علمياً،وشاركت في 95 لقاء علمياً في مختلف دول العالم، وتنظيم العديد من المناشط العلمية حول الإرهاب في فرنسا، ألمانيا، التشيك، أسبانيا، هولندا، إيطاليا، كندا، النمسا ومعظم الدول العربية. بعدها ألقى منسق مكافحة الإرهاب بوزارة الخارجية الألمانية السفير الدكتور جورج بيرجلين، و رئيس فريق الأممالمتحدة المعني بمكافحة الإرهاب ريتشارد باريت، و مدير المركز العالمي لمكافحة الإرهاب أليستر ميلر كلمات نوهوا فيها بالإنجازات التي حققتها المملكة في مكافحة الإرهاب، وأن المملكة تعد الأولى في العالم لمكافحة هذه الظاهرة، مشددين على أهمية موضوع الملتقى وضرورة التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب،كما أشادوا بالجهود التي تبذلها جامعة نايف لتحقيق الأمن على الصعيد العربي والدولي. إثر ذلك كرم معالي رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية المشاركين في المؤتمر العلمي. حضر الحفل معالي وزير الأوقاف والإرشاد بالجمهورية اليمنية القاضي حمود عبد الحميد الهتال وعدد من سفراء الدول المعتمدين لدى المملكة. عقب ذلك بدأت أعمال الملتقى بمناقشة عدد من الأوراق العلمية هي: (انتشار التطرف والعنف عن طريق الإنترنت)، ثم ورقة بعنوان (درجة تحديد الأهداف: تطوره واتجاهاته ودرجة الانتشار جغرافياً وسكانياً)،وفي الجلسة الثانية نوقشت أوراق عن(تحديد المشكلة وأبعادها وتاريخها وأهدافها وأنماطها ومحتوياتها في المدونات الرقمية وتطبيقاتها) قدمها مجموعة من الخبراء من الجامعات الأمريكية والكندية والأوروبية، وفي الجلسة الثالثة تمت مناقشة أوراق عمل عن التخطيط لمكافحة الإرهاب (نقاط القوة والضعف)، و(قنوات الإرهاب والكشف عن الحقائق) و(إبراز الضحايا للتأكيد على البدائل الفعالة. وسيناقش المنتدى على مدى اليومين القادمين مجموعة من الأوراق العلمية تتناول الدور الإعلامي للمراسلين والوسائل المناسبة لتسليم الرسالة، ودور الدولة والمجتمع واهتمامات حقوق الإنسان في مكافحة الإرهاب، والمبادرات الوطنية والإقليمية تجاه مواجهة الظاهرة، والجهود والانجازات المحلية والإقليمية والدولية في مكافحة الإرهاب، والمبادرات والأفكار الجديدة لمكافحة ظاهرة الإرهاب عن طريق الانترنت ودور الأممالمتحدة ومدى التعاون مع الجهات الأخرى، إضافة إلى موائد عمل مستديرة للمناقشة خلال اليوم الأخير. ويشارك في أعمال الملتقى وفود من المختصين في مكافحة الإرهاب من الأردن، والإمارات،والبحرين، والجزائر، والمملكة العربية السعودية، وعمان، وقطر،ولبنان، ومصر، والولايات المتحدةالأمريكية، وأسبانيا، وألمانيا، وهولندا،وبلجيكا، وكندا، والنرويج، والمجر، وفرنسا،وإيطاليا،و تركيا، وسنغافورة،واليابان، وإندونيسيا، والسويد، وبريطانيا، وباكستان، و الصين، والهند،و أفغانستان، إضافة إلى أمانة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، والإتحاد الأوروبي، والإتحاد الروسي. ويهدف الملتقى إلى تحقيق جملة من الأهداف من أهمها: زيادة الوعي العربي والدولي بخطورة الاستخدام السلبي للإنترنت في مجال الإرهاب والتطرف، وتعميم التجارب المشتركة على المشاركين، وتعزيز التعاون العربي والدولي في مجال مكافحة الإرهاب، وتوحيد الجهود الدولية من اجل توظيف الانترنت في مكافحة الإرهاب والتطرف، والاستفادة من التجربة الدولية والإقليمية والمحلية في توظيف الإنترنت في مجال مكافحة الإرهاب.