ضمن سعيها لتقديم فهرسة لنماذج من المخطوطات المحفوظة لديها أصدرت دارة الملك عبدالعزيز كتاب ( نوادر المخطوطات السعودية ) باللغتين العربية والإنجليزية الذي قدّم له معالي الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد بن عبدالله السماري بسرد تاريخي عن المخطوطات وانتعاشها بعد نشأة الدولة السعودية الأولى وقيمة المخطوطات كونها سبباً ونتيجة لكثرة المدارس التعليمية والمكتبات واهتمام الدولة بالكتاب والتأليف . وقال الدكتور السماري في مقدمته للكتاب الذي يأتي متزامنا مع معرض تراث المملكة العربية السعودية المخطوط // إن دارة الملك عبدالعزيز وهي تضع هذا الكتاب بين أيدي القاريء الكريم لتسأل الله أن يحقق به النفع والفائدة المرجوة ، وأن يكون مرآة تعكس بعضاً من الجهود المتواصلة التي توليها الدارة للعناية بهذا الإرث العلمي القيم " . وتصدر الكتاب تعريفاً بالمخطوطة ، ووصفاً للمخطوطة النادرة ، ونبذة عن المخطوطات في المملكة العربية السعودية ، ودور دارة الملك عبدالعزيز في المحافظة على المخطوطات من حيث اللقاءات مع ملاك المخطوطات والمفاوضة معهم حول تحويلها إلى خزانة الدارة ، وأنواع الإيداعات المتاحة ، وكذلك الخدمات الفنية والعلاجية التي تقدمها لهذا المصدر التاريخي ، وأبرز المكتبات التي اعتنت بها الدارة ، كما قدمت نماذج لبعض المخطوطات النادرة في تلك المكتبات التي تحصلت عليها الدارة إما إهداءً أو وقفاً أو شراءً حيث تطرق الكتاب إلى 40 مجموعة مخطوطة وما يقارب 600 مخطوطة نادرة ، عرّف بصاحبها ومالكها الأول وأعطى مختصراً لسيرته العلمية والعملية وتاريخي ميلاده ووفاته ومكانهما ، وعرفت كل مخطوطة بالكلمة والصورة من حيث رقم الحفظ في مكتبة الدارة والفن التي كتبت فيه ، واسم المؤلف وتاريخ وفاته واسم الناسخ إن وجد وتاريخ نسخه للمخطوطة وعدد الأوراق ، ثم سجل تحت صورة المخطوطة ملاحظات عن المخطوطة من حيث التملكات التي مرت على المخطوطة وحتى وصولها لمكتبة الدارة وما ذكر من تعليقات على طرها والإشارة إلى ما إذا كانت ناقصة أو مسقوطة الأوراق أو ما جاء حولها من خلاف ، كما أشارت الملاحظات إلى قرن النسخ أو صفة الناسخ وما طمغ عليه من أختام ، وما إلى ذلك من معلومات وصفية قد تفيد المطلعين عليها في تقصي السمات الأدبية والأجواء الثقافية التي ظهرت فيها المخطوطة . وتعد دارة الملك عبدالعزيز هذا الإصدار محاولة لتوثيق جهودها في تتبع واقتناء المخطوطات والتحصل عليها والمساهمة مع أصحابها من الورثة في العناية بها وتقديم الإسعافات العلاجية لأوراقها وغلافها ثم تهيئتها للمتلقين بيسر وسهولة ، كما يعد هذا الكتاب الذي صدر في أكثر من 600 صفحة من القطع الكبير حافظاً لبعض الإرث العلمي الذي قدمته الأجيال السعودية للثقافة والعلم والمعرفة في تاريخ الجزيرة العربية بصفة خاصة والمآثر المعرفية المدونة الإسلامية بصفة عامة. وقال الدكتور فيصل الحفيان مدير معهد المخطوطات العربية بالقاهرة في تصديره للكتاب الذي طبعته الدارة بالتعاون مع المعهد ويتمويل من شركة أرامكو السعودية " إن هذا الفهرس الذي ربما كان من أوائل الفهارس ( عربياً على الأقل ) التي تجمع بين لغتين ( العربية والإنجليزية ) يحقق غير غرض : كشف التراث العربي الإسلامي لأصحابه وتعريفهم عليه وكذلك لغير العرب والمسلمين عن طريق اللغة الإنجليزية // .ي قدمته الأجيال السعودية للثقافة والعلم والمعرفة في تاريخ الجزيرة العربية بصفة خاصة والمآثر المعرفية المدونة الإسلامية بصفة عامة.