دائما ما يؤخذ علي انني اقف الى جانب الرجل ضد بعض من بنات جنسي السيدات ، والاولى من نظر المحيطين ان يكون العكس ولكنني سأقول شيئا وبمنتهى الصراحة ، فهل تعرف بعض السيدات وليس الكل "واللاتي ازداد عددهن مؤخرا " مقدار المعاناة التي يلقاها الرجل في تأمين لقمة العيش طوال النهار وبالمقابل ماذا يريد عندما تطأ قدماه عتبة الدار ، وهل لمست المرأة التي تصحو ظهرا وتعطي امرا لخادمتها بأن تطهو هذا وذاك بينما تقلب بيديها صفحات المجلة باحثة عن خبر جديد او قصة لا تخلو من الفائدة بينما تنتقل بين القنوات كمشاهدة تلهث وراء التسلية في حوار او اغنية ، لتمسك بعد كل هذه التنقلات المكوكية هاتفها وبضحكة رنانه تقول لصاحبتها " صباح الخير ، كيفك " وكأن الساعة امامها ما زالت السابعة صباحا لتبقى تتحدث متنقلة بين صديقة واخرى حتى تنهي الخادمة الطباخة صاحبة المنزل " سمها ما شئت فهي كل ذلك " اعمالها من طبخ وترتيب وتجهيز بل ولتضع لمساتها على اكثر الاشياء خصوصية لأفراد المنزل ، بالطبع لا لأن المشهد القادم سيقدم الدليل . فها هو المشهد يأخذنا مع السيدة التي تقرر ان تقضي نصف النهار في إلقاء نظرات وليس نظرة على ما تجود به الاسواق من جديد وقديم واحيانا كثيرة لا تجود بشيء يذكر لتعود للمنزل الجميل وتنتقل لمرآتها لتقيس امامها فستانا سترتديه حين تقوم بالزيارات الاجتماعية مساء ، حتى تُعلن الساعة عن حلول الدقائق الاخيرة من الظهيرة لتسمع ضحكات طفلة في يديها وريقة ملونة قائلة : ماما هذا رسمي وفزت بنجمة ، وآخر يحاول ان يرتمي على صدر امه ليرتاح من حمل حقيبة تساوي وزنه واكثر بعد يوم دراسي طويل ، ليأتيه الصوت كمدفع اطلق للتو قنبلة شتت هدوء مرج اخضر جميل بجملة تخلو من الحنان قائلة " اف .. اذهب وبدل ملابسك بسرعة وانتي ارمي هذه الورقة الوسخة في القمامة " ويال انكسار قلب هذا الصغير ونفس تلك االبريئة ليكتمل المشهد ويمتد لوصول ذلك الغائب طوال النهار في عمل وتعب ، ليعتقد واهما انه سيبدل ذلك لراحة وهدوء ينشدهما . ولكن خابت الآمال وتحولت بعضها الآخر لعذابات جديدة فالخادمة سألته بصوت متردد " بابا يريد غدا" وبعفوية الطفولة راح يداعب طفله ذا العام عله يجد السكينة في عينين بريئتين لينتقل المشهد للمائدة التي جمعت افراد العائلة ليتناول الجميع طعامهم بهدوء بين ضحكة الفتى وطرفة الفتاة وكان سؤال الوالد كيف كان اليوم الدراسي وقبل ان يختم جملته كانت لهم اهواء شخص بالمرصاد حينما صوته قطع هدوء المكان بسؤال مريع لرب العائلة " انا متعبة من الامس ولم تسأل عن صحتي وكأنني لا اهمك في اي حال " فجأة استدارت الرؤوس الصغيرة اليها بينما كانت النظرات اكبر من ان يتم ترجمتها ، فهل تفهم الام الحنون معناها؟ بقايا احساس وكأن البعض خلقن فقط للقيام بمهمة ايذاء مشاعر اقرب الناس بلا ذوق ولا مبالاة فهل ضاع الاحساس ام اضعناه في زحمة الحياة، ودمتم وبشهد الكلام نواصل اللقاء. مذيعة الجزيرة الرياضية