كسر الشاب بدر زهير فايز الذي «ولد وفي فمه ملعقة من ذهب» كما يقولون ،حاجز العيب الاجتماعي بحصوله على لقب (الشيف) الذي كان يحلم به، بعد أن قضى 11 عاما خارج الوطن بدعم وتشجيع من عائلته الثرية، وألغى دراسته للهندسة التي دخلها بحكم عمل والده الذي يملك عدة شركات تتركز في المشاريع والعمران. يصف بدر التحاقه لدراسة الهندسة في جامعة كولورادو بأنه لم يكن مقتنعا بها، فأخذ بنصيحة أحد طلبة الهندسة المعمارية في برنامج الدكتوراه، باتباع الشيء الذي أحبه ولما أخبره بأنه يهوى الطبخ، قال له: «توكل». ويتابع في سرد تجربته الفذة قائلا: حصلت على بكالوريس الطهو عام 2005 من كلية فن الطبخ بجامعة جونسون آن ويلز في بروفيدنس رود آيلند، وماجستير تسويق عام 2008، بعدها انتقلت إلى معهد الطبخ لوكوردون بلو في باريس، حيث زادت خبرتي في المطبخ الفرنسي ورجعت إلى جدة عام 2009 لبدء حياتي العملية. عن هذا التحول الهام في حياته يقول والدي مارس المجال المحبب إليه وكان المجتمع بحاجه له، أما اليوم فلقد اختلف الأمر وصار الطلب في مجالات جديدة منها الطهو فهي مهنة قديمة لكنها جديدة على مجتمعنا. ويؤكد اكتسابه خبرة في تنوع الأطعمة العالمية من خلال ممارسته الطهو في مطابخ مختلفة منها النمسا، سنغافورا، أمريكا، الصين، الهند، تايلند، وماليزيا ،ما صنع منه «شيف سعودي» بمستوى عالمي. ويضيف بدر أحد أهم أهدافي المساهمة في تغيير نظرة المجتمع للطهو باعتباره مهنة لها مستقبل باهر لمن يريدها «نظرة المجتمع أنها مهنة الفاشل في تعليمه، أو أنها لا تدر مالا وليست ذات مستقبل وفارغة من المكانة الرفيعة، هذه الأفكار السلبية تجعل الفرد وإن كان حابا للمهنة خائفا من اتخاذ قراره لممارسة المهنة»، مؤكدا أن السعادة تكون بالعمل الحر والمهنة الشريفة أيا كان وضعها، معربا عن أسفه لافتقار مكتبة المطبخ السعودي لمراجع ومعلومات عن طرق إعداد الأطعمة والوجبات الصحية بأساليب حديثة، واصفا الكتب الموجودة حاليا بأنها مملة وتخلو من التفاصيل الكافية مثل درجة الحرارة، الوقت والعلامات التي تبين نضوج الطبخة، فضلا عن أن الصور الموجودة في الغالب لا تكون مشهية أبدا. عن سر حبه للمطبخ رغم متاعبه ومسؤولياته، يكشف بدر أنه المكان الذي تذوب فيه الهموم وأنه مصدر إلهام وابتكار له: ابتعادي عنه لفترة طويلة يجعلني أفقد «اللمسة السحرية»، وأجمل إحساس أجده داخل المطبخ في حال ازدياد كميات الأطعمة المطهوة. وألمح بدر إلى تميز المطبخ السعودي لوجود خليط كبير من المطابخ الأخرى مثل الهندية، التركية، المصرية.