ربما كان للبحرين فضل كبير في خروج فكرة بطولات كأس الخليج لكرة القدم إلى النور لكنها ظلت بعيدة عن قمة منصة التتويج على مدار أربعة عقود من الزمان أقيمت فيها فعاليات البطولة وهي الحقيقة التي يسعى المنتخب البحريني لتغييرها في البطولة القادمة (خليجي 20) . ومثل العديد من البطولات العربية كانت فكرة إقامة بطولة كأس الخليج فكرة سعودية وصاحبها هو الأمير خالد الفيصل الذي طرح الفكرة في أواخر الستينيات من القرن الماضي. ولكن الفكرة لم تخرج إلى النور حتى عرضها وفد بحريني برئاسة الشيخ محمد بن خليفة رئيس الاتحاد البحريني في ذلك الوقت على الإنجليزي سير ستانلي راوس رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) آنذاك خلال دورة الألعاب الأولمبية في مكسيكو سيتي عام 1968 . ونظرا لحرص البحرين على تنفيذ الفكرة على وجه السرعة عقد الاتحاد البحريني للعبة اجتماعا عقب العودة من المكسيك لمناقشة الفكرة وتقرر توجيه الدعوة إلى السعودية والكويت لأنهما كانتا الدولتين الخليجيتين اللتين انضمتا للاتحاد الدولي للعبة (فيفا). ووافقت الدولتان على المشاركة في البطولة الأولى في ضيافة البحرين كما شاركت قطر في البطولة الأولى بإذن من الفيفا رغم أنها لم تكن ضمن الدول الأعضاء في الفيفا آنذاك. وعقد اجتماع لممثلي الدول المشاركة على هامش البطولة الأولى وتقرر خلاله إقامة الدورة كل عامين بدلا من إقامتها سنويا. وعلى مدار كل هذه السنوات منذ انطلاق البطولة في عام 1970 كانت أفضل إنجازات المنتخب البحريني هي الفوز بالمركز الثاني أربع مرات فحسب ولذلك يطمح الفريق هذه المرة إلى الفوز باللقب في ضيافة عمان. ومع الحظ العاثر الذي واجه المنتخب البحريني مرتين في التصفيات الأسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم فشل الفريق في بلوغ النهائيات عامي 2006 و2010 رغم أنه كان قاب قوسين أو أدنى من بلوغ البطولة في المرتين ، أصبح اللقب الخليجي هو التعويض المناسب الذي يبحث عنه المنتخب البحريني (الأحمر). ولكن مهمة المنتخب البحريني في مجموعته لن تكون سهلة على الاطلاق في ظل وجوده ضمن المجموعة الثانية التي تضم معه المنتخب العماني حامل اللقب والمنتخب الإماراتي الفائز بالبطولة الثامنة عشر عام 2007 والمنتخب العراقي بطل آسيا مما يجعل الفريق البحريني منتخبا يتحلى بالطموح في مواجهة ثلاثة أبطال. ويمتلك المنتخب البحريني خبرة كبيرة اكتسبها عبر السنوات الماضية والتي شهدت تألقا حقيقيا للكرة البحرينية. ولكن المشكلة الحقيقية التي يواجهها المنتخب البحريني قبل بداية مسيرته في خليجي 20 هي عدم الاستقرار في إدارته الفنية من ناحية والاستعداد الهزيل للبطولة. وفجر المدرب النمساوي جوزيف هيكرشبيرجر مفاجأة كبيرة في شهر أكتوبر الماضي عندما استقال من تدريب الفريق ليتجه إلى تدريب الوحدة الإماراتي. وأسندت المهمة إلى المدرب سلمان شريده لقيادة الفريق في البطولة في أواخر الشهر الماضي. وسيكون شريده مطالبا بتحقيق هدفين خلال خليجي 20 وأولهما هو المنافسة على اللقب والهدف الثاني هو الاستعداد بجدية لكأس آسيا التي تستضيفها قطر في شهر يناير المقبل حيث يأمل الفريق في تكرار إنجاز كأس آسيا 2007 عندما فاز الفريق بالمركز الرابع.