• إلى وقت كتابة هذه الأسطر لم أعرف لماذا غضب الهلاليين من الفكرة التي طرحها الأمير فيصل بن تركي حول تكريم فريق عام 2000 الذي شارك في كأس العالم للأندية في البرازيل. • استشاطوا بطريقة غريبة لم يكن ما يبررها كون نادي يريد الاحتفال بأحد منجزاته، وهذا حق مشروع، ليس من حق أي جهة كانت الاعتراض عليه سوى مقام الرئاسة العامة لرعاية الشباب كونها الجهة الرسمية التي يعود لها النادي. • كُثُرهم الذي ذهبوا بخيالهم بعيداً ونسجوا أفكاراً لا تمتّ للواقع بصلة لا من قريب ولا من بعيد عندما ربطوا إعلان الأمير فيصل بن تركي عن فكرة التكريم بخروج الهلال من البطولة الآسيوية. • على أنها نكاية بهم، وهذا بالطبع غير صحيح، والدليل أن الهلال خرج من الآسيوية للسنة العاشرة ولم يعلن النصراويين عن إقامة حفل تكريم، ولكن هذه السنة يوافق تمام السنة العاشرة للمشاركة النصراوية في أهم محفل عالمي على مستوى الأندية. • وأتمنى أن يكون للهلاليين روحا رياضية ورحابة نفس بمشاركة إخوانهم نادي النصر في هذه الاحتفالية وتقديم المباركة كأقل تقدير كونهم وصلوا ولعبوا وشرّفوا الكرة السعودية في هذا المحفل الكبير. • فكلنا أبناء وطن واحد وهدفنا رفعة شأن الكرة السعودية، واليوم سيحتفل النصر بوصوله للعالمية وغدا الاتحاد كونهما الوحيدان اللذان وصلا لهذه البطولة الكبيرة ولابد من كل أندية الوطن المفاخرة بهما كونهما رفعا اسم الوطن عاليا وشرّفاه بصورة أكثر من رائعة. • والاحتفالية النصراوية لم تخرج عن نطاق المألوف ولم تصل بعد إلى مرحلة العجائب أو نواقض الملّة، فهي تجديد ذكرى جميلة عاشتها الكرة السعودية ومن حقهم الافتخار بها. • كما أنها دافعا كبيرا للاعبين الجدد للمشاركة في البطولة الآسيوية القادمة وتقديم المستوى المشرّف بها لتحقيق اللقب بعد غياب طويل عنه. • والجميع يعرف النصر عندما يمثل الوطن خارجيا، فإذا لم تتدخل العوامل الخارجية في خروجه فهو حتما سيخرج منها باللقب والشواهد على ذلك كثيرة. • وأتمنى من الهلاليين تقبّل الأمر والمشاركة به أفضل بكثير من التأويل والدخول في عالم الخيالات الوهمية التي لا تسمن ولا تغني من جوع. الحقيقة الغائبة • أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم ال (فيفا) عن العدد الرسمي لبطولات الأندية السعودية فكانت المفاجأة الكبرى عندما هبط الرقم الأزرق من العدد 50 إلى العدد 26 بطولة متعادلا مع النصر بالعدد ويسبقهما فريق الاتحاد الذي حقق 27 بطولة رسمية معترف بها في سجلات الدولي لكرة القدم. • وصُعِق الهلاليين بهذا الهبوط الحاد جدا في عدد بطولاتهم الذي كانوا يتفاخرون به وملأوا الدنيا ضجيجا بأنهم الأكثر بطولات وأنهم زعماء الكرة الآسيوية الذين لم يحققوا لقبها منذُ عشرة مواسم. • وهناك من هم أكثر منهم بعدد البطولات، ولا أعرف كيف يتم منح هذه الألقاب وبأي حق وعلى أي أساس؟!. • عندما نقول العالمي، فهو وصل للعالمية وأخذ هذا اللقب عطفا على منجز حققه، وعندما نقول المونديالي فهو لقب مستحق لأنه شارك في المحفل العالمي وكسب هذا اللقب، وعندما نقول قلعة الكؤوس فهو لقب مستحق لأنه الفريق الأكثر تحقيقا للكؤوس وهذا من حقه، ولكن الزعيم، على ماذا؟! • فهو الأقل تحقيقا للبطولات المحلية بعد الاتحاد ومتساويا مع النصر، وغائب عن البطولات الآسيوية منذ عشرة مواسم؟!. • ولكن الإعلام يفعل مفعول السحر، يقوم مقامه متى ما أراد المعني به ذلك ولا يغيب عن الأذهان الهجوم الشرس الذي تقوم به الصحافة الموجهة ضد أحقية النصر بالمشاركة في بطولة كأس العالم للأندية على الرغم من التأكيدات المتكررة من الاتحاد الدولي والآسيوي على نظامية ومشروعية مشاركة النصر بها. • ولكن الإعلام المريض الموجه ومن يدعمه بتصريحات سمجة لا تعتمد على المنطق والعقل ومرتكزة على العاطفة العمياء التي لا تخدم أحد سوى أصحابها، هذا الإعلام المريض يريد أن يقنع الشارع الرياضي بعكس ما هو حقيقي فقط ليخدموا أغراضهم المريضة. • ولكن دائما تأتي الحقيقة من منابعها كي تلجم الأفواه العابثة بها والتي تحاول فرض الغباء على مجتمع تخطى مرحلة الذكاء إلى ما هو أبعد من ذلك.