أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان الجانب الفلسطيني سينسحب من محادثات السلام المباشرة مع إسرائيل إذا أعلنت الحكومة الإسرائيلية بناء اي مستوطنات جديدة على الارضي المحتلة حيث يريد الفلسطينيون اقامة دولتهم. وقال عريقات بعد اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في رام الله "اذا ما قررت الحكومة الاسرائيلية في 26 ايلول استمرار الاستيطان وطرح العطاءات الاستيطانية فلن تكون هناك مفاوضات بالنسبة لنا." وكان عريقات يشير إلى موعد انتهاء الوقف الجزئي الذي أقرته إسرائيل للبناء الاستيطاني في الضفة الغربية لمدة عشرة اشهر. وتعكس تصريحاته التحديات المباشرة التي تواجه الجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة لاعادة احياء عملية سلام الشرق الاوسط المستمرة منذ عقدين. ويترأس رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حكومة ائتلافية تدعم الاستيطان اليهودي على ارض احتلتها اسرائيل في حربها في الشرق الاوسط عام 1967 .وتعارض اغلبية مجلس الوزراء الداخلي المؤلف من سبعة اعضاء تعليق الاستيطان. وتسعى اقلية الى التوصل الى حل وسط ربما يقبله الرئيس الفلسطيني محمود عباس. ووافقت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على الدعوة الامريكية لبدء محادثات مباشرة خلال اجتماع طارئ في رام الله. وقال عريقات انه يأمل ان تختار الحكومة الاسرائيلية السلام لا المستوطنات وتختار المصالحة لا استمرار الاحتلال. ووافقت اسرائيل بالفعل على الدعوة التي صدرت في وقت سابق امس الجمعة من واشنطن لبدء مفاوضات مباشرة في الثاني من سبتمبر ايلول بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وكان عباس يحث على وقف بناء مستوطنات اسرائيلية قبل اي مفاوضات مباشرة. وطالب ايضا بجدول اعمال واضح للمحادثات وهو ما قال منتقدون فلسطينيون انه اخفق في ضمانه. وقال هاني المصري وهو معلق سياسي فلسطيني انهم يذهبون الان الى محادثات مباشرة بدونهما. وقال انها تدمر مصداقية الرئيس والقيادة. واضاف ان هذا سيساعد حماس التي سيطرت على قطاع غزة في 2007 وتصنفها القوى الغربية على انها جماعة ارهابية وتعارض استراتيجية عباس في السعي لاتفاق سلام من خلال التفاوض مع اسرائيل. وصرح جورج ميتشل المبعوث الامريكي للشرق الاوسط اليوم الجمعة ان الجانبين سيحددان بنود المرجعية واساس المفاوضات عندما يلتقيان. وقال عباس الذي يعد الى حد كبير الجانب الاضعف انه واجه ضغطا دوليا غير مسبوق للموافقة على محادثات مباشرة. وتضررت مصداقيته جراء فشل المحادثات السابقة وكان معارضا للدخول في المزيد من المفاوضات مع زعيم اسرائيلي يعتقد انه لا يرغب في عمل صفقة سلام مع الفلسطينيين يمكنهم قبولها. وقال فلسطينيون انهم قبلوا استئناف المحادثات المباشرة بناء على بيان اصدرته اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الاوسط يوم الجمعة. وتتألف اللجنة الرباعية من الولاياتالمتحدة وروسيا والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة. وكرر النص تعهدا ببيانات الرباعية السابقة بما في ذلك بيان يطالب اسرائيل بتجميد جميع النشاط الاستيطاني. وبالرغم من ذلك دعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الاطراف لبدء المحادثات في واشنطن ولم تذكر الاستيطان. ولم يطالب بذلك البيان الصادر عن مكتب نتنياهو الذي قبل فيه الدعوة الامريكية. وقال نتنياهو انه يجب الا تكون هناك شروط مسبقة لمحادثات السلام. كما قالت كلينتون في بيانها انه يجب الا تكون هناك شروط مسبقة. وقال تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين بعد الاجتماع " اكدنا معارضتنا الاستجابة لدعوة هيلاي كلينتون. الدعوة كانت استفزازية ورضوخا للشروط الاسرائيلية."