أكد الدكتور (حقار محمد أحمد) رئيس اللجنة الدولية للحوار الإسلامي - المسيحي في فرنسا، وعضو ورئيس لجنة الدفاع عن حقوق الأقليات المسلمة لدى المحكمة الأوروبية الموحدة في (ستراسبورج) على أهمية دور( الندوة العالمية للشباب الإسلامي) في أفريقيا عامة، وفي بلاده تشاد خاصة، وأوضح بأنها ملموسة في شهر رمضان، حيث تتنوع برامجها الخيرية، كالإفطارات، التي تنظمها لدى تجمعات عديدة، منها جهات رسمية وشعبية، ومنظمات محلية. ويتم تنفيذها عل المحاضن الطلابية، وسكنات الطلاب الجامعيين، ومئات الأيتام التي تكفلهم الندوة، ويحتاجون هم وأسرهم لمثل هذه الإفطارات. وأضاف: الندوة تغتنم مثل تلك المناشط، لنشر برامجها الدعوية التي تصاحب أعمال رمضان، حيث يقبل الكثيرون من أهل الديانات الأخرى على الإسلام من فرط إعجابهم بما يحث عليه ويأمر به، كالتكافل والتعاون والتراحم والإيثار والأخوة. وأن ذلك يتكرر كثيراً، خصوصاً إذا نفذتها الندوة في المناطق الفقيرة، التي هي أشد احتياجاً، وكذلك في مناطق النازحين، الذين تتجلى أمامهم صورة الإسلام فيما تقدمه الندوة، كما تنفرد الندوة بالذهاب للقرى التي تضم المرضى وأصحاب العاهات الذين يعزلون فيها، إذ يشتد بهم المرض والفقر. وأشاد د.حقار بفعالية الأثر الدعوي الذي تخلفه تلك البرامج الرمضانية،وبيّن أنها حينما تنفذ فإنها تشعر الإنسان بأن له ظهراً وإخوة يساندونه، فنرى المسلم يزداد تمسكاً وحباً لدينه، ونرى غير المسلم يقبل على اعتناق الإسلام. ومن أبرز الأمثلة على ذلك ما قدمته الندوة من الإفطارات الرمضانية للسجون، التي تضم مسلمين وغير مسلمين، يتلمسون المساعدة، ولا تقدم إليهم سوى وجبة واحدة كل 24 ساعة، فهم جائعون وصائمون باستمرار، وحينما تقدم لهم الندوة هذه الإفطارات بطريقة نظيفة ومرتبة، فيكون لها بالغ الأثر في نفوسهم ، وفي الوقت الذي يعانون فيه شعوراً بالعزلة، يجدون يداً تحنو عليهم في لمسة إنسانية رائعة، تقودهم للإسلام. وفي حديثة عما تمثله الندوة للمسلم الأفريقي، بين د.حقار أن الندوة حينما تُذكر فإن الناس يذكرونها بالإشادة والإيجابية، لما تقدمه من خير ثقافي وتربوي ودعوي وإرشادي وخيري وإنساني، ولأنها منظمة معتدلة تنتهج المنهج الوسطي في طرحها وتحارب الغلو والتطرف، وتقود الجميع إلى الخير، فهي مقبولة على مستوى كافة شرائح المجتمع الأفريقي، وهو المنهج الذي شكل للندوة قاعدة عريضة في المجتمع الأفريقي، وكذلك في ميدان الشباب حيث ارتبط اسمها في العقل الأفريقي، بتوجيه وتصحيح مسار الشباب إلى ما ينفعهم. وأشار إلى أن الشباب الأفريقي حينما تذكر (الندوة) يعلم أنها المنظمة التي تعنيه وتمثله وتعبر عنه، وتقدم له ما يحتاجه ، من المنح الدراسية، و المحاضن التربوية والملتقيات الهادفة، والدورات التدريبية التأهيلية، ليكتسب المهارات المتنوعة ، وتقدم له الكتاب المفيد لإثراء ثقافته الإسلامية وتمسكه بالإسلام. إضافة لتوفير الوسائل الثقافية لتنمية الثقافة العربية الإسلامية في أفريقيا، التي هي جزء من مكونات القارة الأفريقية، فالندوة تمثل لهم الكيان الحضاري والثقافي والتربوي، وعلى هذا أدعو المسلمين لدعمها معنوياً ومادياً وثقافياً وإعلامياً، وأخص بالذكر الدول العربية عامة والمملكة العربية السعودية خاصة، التي قدمتها ورعتها حتى الآن. وأكد حقار أن الندوة العالمية تمثل للمملكة العربية السعودية سفيراً فوق العادة، قامت لعبت دور التواصل بين المملكة وأبنائها من المسلمين في القارة السمراء، باعتبار المملكة قبلة المسلمين والرمز الديني لهم، لوجود مكة والمدينة بأرضها الطاهرة. وعليه فقد قامت الندوة بدعم هذا التصور الطيب في أذهان الأفارقة، وقامت بإيصال كرم الشعب السعودي للإنسان الأفريقي، في زمن يواجهون فيه كثيراً من التحديات، فالمملكة هي رمز الوحدة وقوة الإسلام، ولابد لها من دعم هذه المنظمة للمحافظة على هذه المكتسبات الدينية، وصورتها القدسية في العقل الأفريقي. وفي تعليقه على الدور الإعلامي للندوة في رمضان بتشاد، بين دور إذاعة البيان التي أنشأتها الندوة العالمية لنشر الإسلام وتعزيز قيمه في المجتمع التشادي، حيث أصبح للإذاعة جمهور عريض من المستمعين، وتعد الأولى في البلاد، وحققت كثيراً من الإنجازات وحصلت على عدد من الجوائز والإشادات العالمية، ولكنها في شهر رمضان تزداد تألقاً وإقبالاً من قبل التشاديين، حيث تقدم لهم برامج هادفة ومتنوعة حول فضائل الشهر الكريم، وإبراز السيرة الذاتية للرسول صلى الله عليه وسلم ، وأحواله وصفاته. كما تحرص الإذاعة على إبراز نموذج القدوة فيه صلى الله عليه وسلم وصحابته وأمهات المؤمنين، وأعلام الإسلام للجمهور التشادي المسلم ، كما تبرز معاني العبادة الخالصة لله تعالى في هذا الشهر الكريم . ويأتي برنامج (على المائدة) كأبرز وأهم البرامج التي تشد الأذهان، ويتناول فيه كيف يكون المسلم في رمضان على المائدة بعيداً عن البدع والخرافات التي تعكر صفو الشهر الكريم، والحرص على الرجوع للقرآن والسنة النبوية ، وهي برامج ينتظرها مئات الألوف من البشر، كما تأتي برامج الفتاوى للإجابة على أسئلة الناس فيما يعنيهم من أمور حياتهم.