يهتم التنصير بالإعلام الذي يعد أبرز وأهم العوامل التي تساعده في تنصير القارة السمراء، حتى أنشأ العديد من الإذاعات والقنوات التليفزيونية، الموزعة على المناطق المختلفة لدول أفريقيا، ومن تلك الدول تأتي دولة تشاد بوسط أفريقيا، التي بلغ عدد ما أقامه التنصير فيها من الإذاعات إلى أكثر من (50 ) إذاعة، موزعة على المدن الكبيرة، والمراكز الحضارية. جاءت بداية الاهتمام التنصيري بتشاد عقب انتهاء الحرب التي غرقت في أتونها مدة (30) عاماً، بدأت الحكومة بعدها مرحلة البناء والتنمية، وظهرت كثيراً من الثروات الطبيعية للبلاد مما دفع الشركات الأجنبية للعمل بها وإقامة مشاريعها الإستثمارية، ولكن غرضها لم يكن للعمل فحسب، وإنما كان العمل هو الحجة التي صاحبت التنصير حتى يحط برحاله ليؤثر في المجتمع التشادي فكرياً الذي انطلقوا إليه بعد دراسته والتعرف على طبيعة سكانه، وتقاليد شعبه، ونجحوا في تفعيل برامجهم الإجتماعية والثقافية، التي تهدف إلى عملية التغريب والتنصير مستخدمةً من الإعلام الذي يروج لذلك. وفي ظل هذا التوجه الإعلامي الذي يهدد عقيدة السكان التشاديين وهويتهم الإسلامية، أسرعت الندوة العالمية للشباب الإسلامي، لبناء منبراً إعلامياً للحد من عمليات التغريب والغزو الفكري والعقدي، التي تهدد هوية المسلمين في تشاد، وتقدم من خلاله كل ما يسهم في تعريف الشعب المسلم بدينه، فكانت (إذاعة البيان ) التي افتتحت عام (2002م)، ويبلغ عدد ساعات بثها (18) في اليوم.تقدم الإذاعة برامج اجتماعية وثقافية وصحية وطبية وإرشادية، وتنقل الخطب المسجدية، وتقدم برامج قرآنية ودروس ومحاضرات يومية. كما تهتم بالشباب في المقام الأول، حيث تقدم البرامج النافعة التي تبسط لهم مفاهيم الإسلام، التي تقود للتحلي بسلوكياته وأخلاقه، ولم تغفل المرأة التي هي نصف المجتمع، فقدمت كل ما يرتقي بها، على مختلف مراحل حياتها بنتاً وزوجةً وأماً، بل إن بعض رواد الإذاعة ليقول: إنها برامجها ساهمت في حل كثيرٍ من المشكلات بين الأزواج.لا نبالغ حينما نتحدث عن دور الإذاعة في الإرتقاء بالمجتمع فهذه هي الحقيقة التي شهدت بها الجهات الإعلامية بتشاد فحصلت على التكريم كأفضل إذاعة في البلاد. يتحدث د. محمد بن عمر بادحدح الأمين العام المساعد للندوة العالمية للشباب الإسلامي،عن الدور الدعوي الذي تقوم به الإذاعة، فيقول: إنها تقوم بدورها الدعوي مقام أكثر ألف داعية، ولكون أكثر المجتمع يعاني من الأمية، فإنه يأخذ كل شيء من الإذاعات بمصداقية، لقد لفتت انتباه جهات كثيرة حكومية وغيرها، فبدأت تراسل برامجها وإعلاناتها لأنها الإذاعة الأكثر شعبية، كما تأهلت الإذاعة أهلها لتحصل على جائزتين دوليتين ( Quality Crown ) الأولى المستوى الذهبي، والثاني المستوى البلاتيني (Platine) من منظمة (BID ) الإسبانية مع شهادة الجودة فى البرامج والإنتاج بتاريخ 2004م بلندن العاصمة البريطانية والثانية باريس العاصمة الفرنسية في عام 2009م وهي الإذاعة الثانية التي تحصل على الجائزة على مستوى القارة الإفريقية في فترة عام 2004م. ويقول د.حقار أحمد مسؤول الندوة بالغرب الأفريقي: لقد أصبح للإذاعة تأثير على الجمهور في التوجيه والإرشاد، وكل من لديه فكر وليس له إعلام فإنه لا ينتصر ولا يؤثر، فالإعلام في هذا العصر شيء ضروري كالماء والهواء للإنسان.وعن احتياجات الإذاعة ومراحل تطويرها يضيف أنها تحتاج إلى لمزيد من الإعلاميين ومكتبة صوتية وأجهزة وتسجيلات حديثة لتطوير العمل كما تفتقر للمواصلات التي تساعد المعدين والإعلاميين للوصول للأماكن البعيدة.